|
| الثقافية
قال حجل بن نَضْلَةَ:
|
جاء شقيق عارضاً رُمْحَهُ
إنَّ بني عمك فيهم رِمَاح |
قلت: هكذا أفضى هذا النظر بصاحبه، فدل على حال من المعرفة والوعي، إذ التجربة عند هذا الشاعر الحكيم مسعفة مواتية، فالمجتمع قبلي محدود، والحياة تفيض بكثير من المشارب والأفكار، وكلّ إناء بما فيه ينضح، ومن هنا أتى المعنى، واتضح المفهوم.
ألا ترى مؤدّى الصورة الشعرية في هذا البيت، وقد نقلت لنا المراد، هذا شقيق يصدر عن قناعة التفرد، وعدم المماثلة، وهو لا يعلم أن هنالك خلالاً وافرة تسكن في مجتمعه، وعند عشيرته وقومه، وقد لاتوجد عنده، لذا فهي لاتقل فيهم عنه، ولا تقصر، بل ربما تزيد وتتفرد. ولكنَّ شقيقاً غمطها حقها وتجاهلها وجعلها لا تظهر عند مَنْ سواه، وهو ما دعا حجل بن نضلة ليقول:
|
........................................
إن بني عمك فيهم رماح |
نعم ! هذا مجتمع شقيق، وهؤلاء بنو عمه وجيرته وإخوانه بخصالهم وشمائلهم، عندهم ماعنده، وقد يزيدون عليه، فلِمَ هذا البخس، وهذا التجاهل؟ إنها صور اجتماعية لاننكرها، بل نعلمها ونعرفها، والأولى بمن هي عنده أن يتخلص منها، فالناس أشتات، وفيهم مواهب، ولهم قدرات، وغمطهم حقوقهم نهج غير سوي ولا راشد، ولقد صدق ابن نضلة:
|
جاء شقيق عارضاً رمحه
إنّ بني عمك فيهم رماح |
* أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية
|
|
|
|
|
