| المجتمـع
* جدة ساميه محمد العباسي:
ليس من شك في أن هناك اختلافا في طرائق تربية الأبناء لدى كل أسرة فأحيانا تكون للأب وجهة نظره والتي لا تتفق مع وجهة نظر الأم، ولعل هذا بالتالي له أثره في تربية الأبناء.. وهناك من الآباء من يتعاملون مع أبنائهم بتحيز أو بتمييز واحد على الآخر ولكن ثبت علمياً أن الأطفال يدركون مدى هذا التمييز.
والجزيرة استطلعت بعض الآراء في هذا الشأن حيث التقينا بالسيدة جواهر القحطاني فقالت ان الطفل في عصرنا الحالي يؤثر في تربيته عدة عوامل أهمها الأم والأب ودار الحضانة وحتى التليفزيون اذا كان الطفل يعي ما يذاع.
وأهم هذه العوامل في وجهة نظري هي الأم حيث يتعلق الطفل بأمه تعلقا شديدا فهي القدوة التي يقلدها في كل كبيرة وصغيرة. ولذا فأن مسؤولية تربية الطفل وبالأخص حتى سن الخامسة من العمر تقع أولا وقبل كل شيء على عاتق أمه وعلى الأب ألا يتدخل بين الطفل وأمه الا في اللحظات الحرجة.
كما التقينا بالسيدة فاطمة السقاف حيث قالت ان مسؤولية الطفل لاتقع على الأم وحدها ولكن الحقيقة أنها تقع على عاتق الأبوين معا مادام يعيشان تحت سقف واحد لأن الطفل مثلما يقلد تصرفات أمه فهو أيضا يقلد تصرفات أبيه.. واقتصار تربية الطفل على أمه من شأنه أن يؤدي إلى مبالغة الأم في تدليله نظرا لعاطفة الأم وحنانها الوافر.. وما انتشرت ظاهرة الابن المدلل الا لبعد الأب عن الأبناء سواء أكان راضيا عن طريق تركه وشأنهم وأمهم أو مضطرا بحكم عمله.
الأسلوب الأمثل لتربية الأبناء
وفي هذا الصدد تقول الدكتورة عزة كريم خبيرة الاجتماع وبحوث الأسرة إن كثيراً من الآباء والأمهات يسرفون في معاملة أبنائهم وتدليلهم مما يؤثر عليهم في بلوغهم وشبابهم. وغالبا ما يدلل الآباء أبناءهم كأن يكون وحيداً أو أن يكون ذكرا على عدة اناث أو أنثى على عدة ذكور أو اذا تأخر الزوجان في الانجاب وفي هذه الحالات يعتقد الآباء أن دليل الحب بالنسبة إلى أبنائهم هو تلبية كل رغباتهم المادية والنفسية وذلك فيه ضرر لأبنائهم تجاه أسرهم ومجتمعهم فيتعلم الطفل من التدليل الأنانية والتفكير في الذات والاستحواذ على كل ما يريد وبأي وسيلة. كل هذه الصفات تنمو كلما نما الطفل وتتدعم في ذاته حتى تصبح جزءا من شخصيته. وتضيف الدكتورة عزة كريم بأنه يجب على الآباء ومنذ الطفولة تعويد أبنائهم على تحمل المسؤولية في كل شيء من خلال مساعدتهم لأمهم في البيت مثلا وكذلك محاولة الاستذكار بمفردهم طوال العام. وللأسرة أن توضح لأبنائهم حدود دخلهم المادي وقدراتهم الاقتصادية، كما يجب على الآباء ألا يتهاونوا في تطبيق سياسة الثواب والعقاب لمن يحسن ومن يخطىء وبذلك يعرف الطفل الخطأ من الصواب.
|
|
|
|
|