| مقـالات
من أطرف ما سمعت عن الامتحانات النهائية للمرحلة التوجيهية (ثالث ثانوي) أنها مرحلة مباريات خروج المغلوب.. فاستراتيجية كل عائلة لديها ابن أو بنت في تلك المرحلة هي إغلاق المناطق الخلفية بالدفاع المحكم.. قبل التفكير بالهجوم.
اليوم بعد انقضاء الإجازة الصيفية.. يتبادر إلى الذهن خواطر عديدة منها:
في كل صيف تدخل مئة ألف عائلة في المملكة في دوامة ادخال الابن أو البنت الجامعة.. أو البحث لذلك الابن أو تلك البنت عن وظيفة.
هناك مئات الآلاف من العائلات التي ما زالت تعاني منذ الصيف الماضي وبعضهم الصيف الذي قبله من هذه المعضلة.. والغريب أن الأغلبية تسعى للدخول للجامعة لا للتعلم.. بل للحصول على الوظيفة لا العلم.
لماذا يعتبر الدخول للجامعة إنجازاً بحد ذاته.. بينما عند غيرنا يعتبر استمرارا للتعليم ليس فيه استنفار للمواجهة أو الهموم؟
هل هي استجابة لتلك الشائعة الخاطئة التي تربط التخرج من الجامعة بالوظيفة الحكومية.. حتى صار الاعتقاد السائد أن الحل الوحيد أمام الحكومة لمواجهة تضخم أعداد الموظفين الحكوميين هو الحد من خريجي التعليم الجامعي.
من جهة أخرى البرامج الوطنية للتدريب والتعليم الفني.. اتجهت في تسويق خدماتها إلى أسلوب «العوض ولا القطيعة» أي أنها خاطبت الطالب على أساس أنك أيها المسكين يا من لم تستطع دخول الجامعة.. إليك الخيار الثاني أي البديل الأقل وهو التدريب.. وهذا بدوره أوحى للجميع (الطالب وعائلته والمجتمع كله) ان التدريب نزول في الدرجة تستدعي من الطالب وعائلته تقديم الأعذار وإبداء المسببات لقبول دخول الابن فيها.. فهي خير له من الجلوس في البيت.
نحن كمجتمع نامٍ بدأت عجلة النمو لديه في الأربعينيات الميلادية ثم تسارعت التنمية عنده بحدها الأقصى في منتصف السبعينيات.. ونعيش منذ منتصف الثمانينيات في حالة استقرار أمني ومعيشي زادت من نسبة التكاثر السكاني في البلاد إلى أعلى نسبة في العالم.. وهذا بدوره خلق انفجارا سكانيا بدأت بوادره بإشكالات قبول الجامعة ومن ثم إيجاد الوظيفة.
وكردة فعل نجد أن الدعوة السائدة الآن هي لسعودة الوظيفة وكان يجب أن تكون لتوطين الوظيفة.. فتكامل العناصر الداعمة لسعودة الوظائف محصلتها توطين الوظيفة.. مثلا كلية الإعلام تدرس الإعلام والإعلان كنظرية وفكر لا كمهنة.. لماذا لا يكون في مناهجها تعليم تطبيقات التصميم الطباعي بالكمبيوتر (Computer graphics) ويكون من خريجيها كوادر جاهزة للعمل في دور التصميم الطباعي والنشر كمشغلين لبرامج التصميم والنشر.
علينا الاتجاه إلى الحلول التطبيقية.. فهي خير خطة في نظري لمباريات خروج المغلوب مع العولمة.
|
|
|
|
|