|
| تراث الجزيرة
الشاعر زبن بن عمير العتيبي رحمه الله لا يحتاج الى تعريف فهو شاعر نظم ومحاورة كما أنه رحمه الله سلطان مجلس، لقد استمعت الى برنامج من البادية، والذي يعده ويقدمه الشاعر الراوي منديل بن فهيد اطال الله عمره وذلك قبل ثلاثين عاما تقريباً حينما طلب من زبن قصة او موقفاً طريفاً فقال زبن:
لقد مرَّ على الجزيرة العربية سنوات فقرٍ وجوعٍ وجدب، تضرر منه الحاضرة والبادية وقد هلكت المواشي مما اضطر البادية الى السكنى قرب القرى وفي القرى، وقد سكنت في بلدة وضاخ ثم إنني في يوم من الأيام سافرت أنا وصديقٌ لي الى الرياض للبحث عن العمل، سافرنا مشياً على الاقدام ومعنا بعير يحمل الماء فقط، اما الأكل فكنا نمر بالقرى التي على طريقنا الى الرياض ونضيفها، وصلنا الى الرياض ومكثنا شهراً كاملاً، ولم نحصل على عمل وكنا نأكل من المضيف وهو مايسمى «ثليم» والذي قام به جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وبعد شهر خرجنا من الرياض عائدين الى القصيم بعد أن حصلنا على شيء من التمر والتمَّن والهبيش والتي حملناها على جملنا.
وبعد ثلاثة ايام وصلنا الى شقراء وكان بها صديق لنا، فمررنا به ومكثنا عنده ليلة، وفي الصباح وعندما هممنا بالسير جاءت زوجة هذا الرجل وأعطتني ثلاثة ريالات قد ربطتها في قطعة قماش اسود، وقالت لي:
اعطها لوالدتي وكانت والدتها تسكن في «وضاخ» وضعت النقود في جيبي وسرنا، وبعد ان فارقنا البلدة «شقراء» واذا بأعرابي يقابلنا ومعه اربعة خراف فقال لنا: ألا تشرون احد هذه الخراف؟ فقلت له: وبكم؟ فقال بريال واحد، اخذت حبلاً من على ظهر الجمل وربطت به الخروف ثم اعطيته ريالاً واحداً من نقود المرأة «الأمانة» ثم سرنا.
أخذ صديقي يلومني على تفريطي بالأمانة ومن أين لنا أن ندفع الريال؟
فقلت له: عندما نصل الى البلدة نبيع بعض الطعام الذي معنا ونرد الريال الى بقية النقود. واصلنا السير وفي آخر النهار أنخنا بعيرنا وذبحنا خروفنا ثم اشعلنا النار ووضعنا الشواء عليها وقمنا بجمع الحطب، ذهبت الى مكان قد رحل منه من رحل وفيه بعض الحطب ثم اخذت اجمع الحطب منه، وعندما انحنيت لأخذ بعض الحطب إذا أمامي قطعة قماش سوداء وبها نقود، اخذتها ووضعتها في جيبي وعندما عدت الى صديقي وأخذنا نتناول القهوة قلت له: كادت بقية النقود ان تضيع قال وكيف؟
قلت: وقعت من جيبي ثم ادخلت يدي في جيبي وأخرجتها، واذا لون القماش يختلف قليلاً ثم ادخلت يدي مرة ثانية في جيبي وأخرجت نقود المرأة ثم قمنا بفك القماش الذي وجدت، واذا به ثلاثة ريالات، ثم قمنا بأخذ ريال واحد ووضعه مع الريالين لتكمل نقود المرأة، وأخذ كل و احد منا ريالاً واحداً. بعدها واصلنا ليلتنا بالفرح والقصص وهذه أجمل ليلة مرت علينا. وفي الصباح واصلنا مسيرنا حتى وصلنا الى بلدة وضاخ وكل واحدٍ منا معه ريال وقطعة من اللحم احتفظنا بها لأولادنا وكأننا أتينا بالرياض وما فيها.
هذه قصة الشاعر زبن بن عمير ومن أراد الزيادة من قصص ومواقف هذا الشاعر فليرجع الى كتابي شعراء ومواقف. والى قصة اخرى في موضوع آخر إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ناصر المسيميري - الرس
سؤال:
لماذا لا تتحفنا برامجنا الشعبية بين الوقت والآخر بمثل هؤلاء الرواة وهذه القصص؟
|
|
|
|
|
