| العالم اليوم
* كابول الوكالات:
دخلت محاكمة ثمانية من عمال الاغاثة الاجانب متهمين بالتنصير في افغانستان يومها الثالث امس الخميس وقالت مصادر في كابول ان الكلمة الأخيرة في مصيرهم ستكون لزعيم طالبان الملا محمد عمر في الوقت الذي قالت فيه مصادر اخرى ان حركة طالبان تدرس اقتراحا بتبادل المحتجزين مع الولايات المتحدة،
وقد وصل إلى العاصمة الافغانية امس فرانسيس فندريل مبعوث الامم المتحدةالخاص إلى افغانستان قائلا انه سيبحث مع سلطات طالبان مصير المحتجزين الاجانب اضافة إلى 16 افغانيا متهمين في نفس القضية ويعملون جميعا بوكالة شلتر ناوانترناشونال ومقرها المانيا،
وقال فندريل «سألتقي بنائب وزير الخارجية الذي طلب عقد هذا اللقاء وسنتبادل وجهات النظر حول عدد كبير من المواضيع، ، سأبحث موضوع شلتر ناو والعمال الاجانب والافغان ايضا»،
ولم يصدر تعليق من جانب طالبان على اقتراح التبادل الذي قدمه اقارب الشيخ المصري الضرير عمر عبدالرحمن الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة،
وقال نور محمد ثاقب كبير القضاة في طالبان لرويترز «اعمال المحاكمة مستمرة، بدأ القضاة ورجال الدين اليوم الثالث من العمل ونحن جميعا نتابع القضية دون توقف»،
وقالت مصادر اسلامية خارج افغانستان ان طالبان ربما تكون على استعداد لاطلاق سراح عمال الاغاثة الثمانية المحتجزين اذا وافقت واشنطن على الافراج عن الشيخ عمر وتوجهه إلى افغانستان،
وادين عبدالرحمن وهو زعيم الجماعة الاسلامية في مصر في عام 1995 بتهم التخطيط لنسف مركز التجارة العالمي وتفجير مبنى الامم المتحدة وقتل الرئيس المصري وتدمير انفاق في نيويورك،
وجاء في خطاب ارسلته اسرة الشيخ المصري الضرير إلى الملا محمد عمر زعيم طالبان «قضية الرعايا الغربيين الذين ضبطوا يدعون للنصرانية في افغانستان تفتح بابا من الامل في مبادلة بعضهم بالشيخ عمر عبدالرحمن»،
ورغم ان طالبان اعلنت في البداية ان المحاكمة ستكون علنية إلا انها لم تسمح حتى الان بحضور الدبلوماسيين والصحفيين للجلسات،
والمعتقلون الثمانية الاجانب هم اربعة المان واربعة استراليين وامريكيان،
ولم يتضح بعد ان كانت المحكمة ستستدعي الافغان المحتجزين الذين يتوقع ان يحاكموا بشكل منفرد للادلاء بشهاداتهم،
ورفضت طالبان يوم الاربعاء دخول دبلوماسيين من المانيا واستراليا وامريكاالى المحكمة، وشعر الدبلوماسيون بالاحباط بعد ان اضطروا للانتظار 30 دقيقة خارج المحكمة قبل ان يغادروا،
وقالت شبكة «سي، ان، ان» ان الدبلوماسيين حصلوا على تصريح للقاء مسؤولين من طالبان امس الخميس،
ولا يعرف ايضا مكان وجود المحتجزين الذين تحدثت تقارير عن نقلهم من مركز احتجاز في كابول إلى وجهة غير معلومة إلا ان مصادر بطالبان تقول ان الهدف هو ابعادهم عن وسائل الاعلام،
وقال وزير خارجية طالبان وكيل أحمد متوكل امس الخميس أن زعيم طالبان الملا محمد عمر سيكون صاحب الكلمة الأخيرة بشأن مصير عمال الاغاثة الثمانية الاجانب الذين تجري محاكمتهم بتهمة التنصير في أفغانستان،
وقال متوكل للصحفيين الذين يقومون بتغطية المحاكمة المغلقة أن العقوبة ستحددها المحكمة العليا غير أن الحكم النهائي سيكون متروكا للملا عمر، وقال متوكل «إن الحكم وحق الملا محمد عمر في العفو هما شيئان مختلفان»، دون استبعاد إصدار حكم بالاعدام على المتهمين العاملين مع وكالة «شيلتر ناو انترناشيونال» التي تتخذ من ألمانيا مقرا لها، غير أن متوكل استبعد التوصل إلى أي اتفاق مع ا لامم المتحدة التي فرضت عقوبات ضد طالبان، أو مع الولايات المتحدة التي دفعت الامم المتحدة لفرض تلك العقوبات،
وكان مسؤول بوزارة خارجية طالبان قد أطلع في وقت سابق امس «الخميس» الدبلوماسيين الغربيين المتواجدين حاليا في كابول على مجريات محاكمة رعايا بلدانهم مع دخول محاكمتهم يومها الثالث،
وقال الدبلوماسي الاسترالي ألستر آدامز للصحفيين بعد لقاء مسؤول المراسم بوزارة خارجية طالبان، عبد الغفور أفغاني، «حصلنا على وعد بأنه سيتم إطلاعنا باستمرار على مجريات المحاكمة»،
وقال آدامز، الذي كان برفقته الدبلوماسي الالماني هيلموت لانديس والدبلوماسي الامريكي ديفيد دوناهو، أن أفغاني أطلعهم على المرحلة الراهنة من المحاكمة التي تجريها المحكمة العليا بموجب القوانين الاسلامية والافغانية،
وقال آدامز أن أفغاني أبلغ الدبلوماسيين أن المتهمين الثمانية، ومنهم ستة من النساء سيتمكنون من لقاء قناصل بلدانهم في مرحلة لاحقة،
وقال آدامز «نفهم الآن الوضع بشكل أفضل»، وقال مسؤول طالبان أن الاتصال بالمتهمين الآن «لن يكون مثمرا»، مؤكدا على حق المتهمين في الدفاع عن أنفسهم، وكانت وكالة بخطار الرسمية للانباء قد نقلت عن كبير قضاة طالبان مولوي نورمحمد ثاقب قوله في وقت متأخر يوم الاربعاء أن المرحلة الاولى من المحاكمة كادت تنتهي،
وقال المسؤول القنصلي الامريكي ديفيد دوناهو «إننا سعداء للغاية بإعادة استئناف الحوار مع سلطات طالبان»،
يذكر أن أفغاني كان أول مسؤول بطالبان يستقبل الدبلوماسيين الذين يسعون للاجتماع بمسؤولين من الحركة منذ تسعة أيام،
وقال المسؤول القنصلي الالماني هيلموت لانديس لوكالة الانباء الالمانية (د، ب، أ) أن طالبان وعدت بالمزيد من اللقاءات غير أنه قال ان الدبلوماسيين لم يطلبوا موعدا مع وزير خارجية طالبان وكيل أحمد متوكل، الذي وصل إلى كابول في وقت متأخر يوم «الاربعاء» من مقر طالبان في قندهار بجنوب البلاد،
وقال الدبلوماسي الامريكي دوناهو «لم نطلب هذا الاجتماع غير أننا نود مقابلة أي شخص بإمكانه إبلاغنا بأكبر قدر ممكن من المعلومات بخصوص الوضع»،
وقال ثاقب كبير القضاة يوم الاربعاء ان المحاكمة ستكون عادلة وان بوسع المتهمين الاستعانة بمن يشاءون من المحامين الاجانب غير المسلمين للدفاع عنهم وان اي عقوبة ستكون طبقا للشريعة الاسلامية،
ونقلت وكالة الانباء الافغانية التي تتخذ من باكستان مقرا لها عن ثاقب قوله «اذا كانت الجريمة تستحق السجن فسيسجنون واذا كانت تستحق الشنق فسيشنقون»،
وتقول طالبان ان لديها دليلا قويا على محاولة اعضاء منظمة شلتر ناو دعوة بعض الافغان المسلمين إلى اعتناق المسيحية، وتقول منظمة الاغاثة انها ابلغت موظفيها بعدم القيام بانشطة تنصيرية،
وطردت طالبان ايضا موظفي وكالتي اغاثة اخريين هما انترناشونال اسيستانسميشن وسيرف قائلة انهم كانوا على صلة مع شلتر ناو،
وتسيطر حكومة طالبان التي لا تعترف بها إلا ثلاث دول فقط على نحو 95 في المائة من افغانستان،
واثار تفسير طالبان المتشدد للشريعة الاسلامية انتقادات عالمية خاصة فيما يتعلق بحقوق الانسان وتدمير ثماثيل اثرية،
|
|
|
|
|