أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th September,2001 العدد:10571الطبعةالاولـي الجمعة 19 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

في مواجهة ساخنة مع مستعمريها السابقين
أفريقيا تتمسك بحقها في التعويض والاعتذار عن عمليات الاسترقاق
* ديربان من أرستودارد رويترز:
تسير أفريقيا نحو مواجهة مع مستعمريها السابقين بسبب مطالب باعتذار وتعويضات من الدول التي استفادت من تجارة الرقيق والاستعمار عن الخسائر التي تكبدتها القارة من جراء ذلك،
وما زالت مواقف الاتحاد الأوروبي وأفريقيا متباعدة إلى حد كبير في محادثات الجانبين بشأن هذه المسألة في إطار مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة العنصرية مع عرض أوروبا تقديم أموال مساعدات أكبر لكنها في الوقت نفسه ترفض أي ذكر للتعويضات،
ويتمسك ممثلو الدول الأفريقية ويصرون على أن ما تنعم به البلدان المتقدمة من رغد في العيش قام على أكتاف عمال السخرة واعتماداً على المواد الخام التي استخرجت من أفقر قارات العالم،
وقال مندوب لإحدى دول وسط أفريقيا طلب عدم الإفصاح عن اسمه: (تجارة الرقيق دمرت الموارد البشرية لأفريقيا، ، والافتقار لهذه الموارد البشرية اضعف القارة)،
وأضاف: (في القرن السادس عشر لم يكن هناك ذلك الاختلاف الكبير بين أوروبا وأفريقيا، ، والآن يوجد (الاختلاف الكبير) بسبب ميراث الاستعمار والرق الذي ساعد في بناء اقتصادات الغرب، هذا الجيل في الغرب غنم من هذه الجرائم ولابد أن يدفع ما يعوض عنها)،
وأخذ ملايين الأفارقة عنوة من ديارهم وشحنوا مكبلين في ظروف مروعة لينقلوا عبر المحيط الأطلسي إلى مزارع العالم الجديد، وفارق عدد لا يعد ولا يحصى من هؤلاء الحياة قبل أن تكتمل بهم الرحلة إلى الشاطىء الآخر،
كما لقي كثيرون حتفهم أيضاً في القارة بسبب الاستعمار مع تسخير الملايين في العمل بالكونجو البلجيكي حيث روعت السلطات سكان تلك البلاد من خلال قطع أيديهم وارتكاب فظائع أخرى ضدهم كي يجمعوا المطاط،
وما زالت أفريقيا إلى يومنا هذا أفقر قارات العالم وهي تنوء بالفقر والمرض والصراعات،
وقالت وزيرة الخدمات العامة والإدارة في جنوب أفريقيا جيرالدين فريزر موليكيتي التي ترأس وفد بلادها في محادثات مع دول أفريقية أخرى بشأن هذه المسألة إن (المجموعة الأفريقية تتمسك بموقف مشترك) بشأن التعويضات والاعتذار،
ونفت الوزيرة تقارير أفادت بوجود (تشدد) في الموقف الأفريقي بشأن هذه القضية لكن مندوبي دول اطلعوا على وثائق محل نقاش ذكروا ما يخالف ذلك،
وقال ماركوس بينتا جاما المتحدث باسم الوفد البرازيلي الذي يحاول التوسط في التوصل إلى حل وسط (الوثيقة الأخيرة من الأفارقة أقل مرونة)،
وتجري كذلك مناقشة الإبادة الجماعية والتفرقة العنصرية مع تأييد الأفارقة لوصفهما هما والرق بأنها جرائم ضد الإنسانية،
ويطالب تجمع كنائس عالمي يساند المطالب الأفريقية (كنائسنا وحكوماتنا بأن تعترف بأنها استفادت من استغلال الأفارقة والمنحدرين من أصول أفريقية)،
وعلى الجانب الآخر من حلف الأطلسي تمثل مسألة التعويضات قضية رئيسية مع مطالبة احفاد العبيد الذين نقلوا من أفريقيا بتعويضات عما لاقوه من ظلم وهو ما يقول معلقون أنه ما زال يعكس ما يلحق بالسود من ضرر في أمريكا،
وقال جيسي جاكسون داعية الحقوق المدنية الأمريكي لرويترز على هامش مؤتمر ديربان (إنها مسألة التعويضات عما وقع من ضرر)،
وأضاف: (لدينا نحن /الأمريكيين من أصول أفريقية/ خدمات أقل وتعليم أقل، سجنتنا الدولة بشكل غير ملائم وقتلتنا، أعمارنا أقصر)،
ومضى قائلاً: إن كل هذه المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الأمريكيون ذوو الأصول الأفريقية ضاربة بجذورها في عصور الرق وانتهت بانتصار الشمال على الجنوب في الحرب الأهلية الأمريكية عام 1865م،
وسئل جاكسون عما إن كان سيجعل مسألة التعويضات أولوية سياسية عندما يعود إلى الولايات المتحدة فأجاب قائلاً: (نعم بالطبع، ، لابد أن نجعل الطرق الملتوية تستقيم)،

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved