| شرفات
في حوار أجري معه قال:
إبراهيم خوجة فنان مبدع أثبت وجوده باقتدار في عالم الإبداع والاختراع، فابتكر فنّا فريدا له خصوصيته المتميزة، ليجعل من «نوى النخيل» إبداعاً رائداً لم يسبقه اليه أحد. والمدهش هذه التقنية الفريدة التي يتمتع بها هذا الفنان المخترع والرائد في ميدان اختراعه، فكان له براءة اختراع من وزارة التموين والتجارة الداخلية وحظي «فنّه» باهتمام متميز من المهتمين بشؤون الفن والإبداع بدليل هذا الإقبال الجماهيري على نتاجه في كل معرض ساهم أو شارك فيه. وليس عجبا أن يصل هذا الفنان الى موقع ريادي في عالم الفنّ والإبداع والاختراع. وليس أدل على ذلك أنه بات من أبرز المخترعين السوريين في القطر.
وبالتالي ليس عجبا أن تنهال على هذا الفنان الدعوات الرسمية من الدول العربية الشقيقة والصديقة وبعض هذه الدعوات من حكومات عربية ليشارك في معرض ما أو ليحاضر عن هذا الفن الذي كان له باكورة اكتشافه لدرجة أن أعماله الفنية والابداعية المتيمزة عرضت في إبرز المعارض العالمية والدولية.
واللافت للنظر أن نتاج هذا الفنان من تحف وحلي نادرة الوجود تطغى في كل معرض يشارك فيه الفنان خوجة على أي نتاج آخر لأي مشترك وفي أي فن آخر أو إبداع. وحدها الجودة التي تشدك الى أعماله.. ووحده الإبداع والتميز والتفرد الذي يدهشك في نتاجه فتنتقل وأنت تتابع هذا الفن الى عالم آخر من الشفافية والإبداع والاختراع لغته الوحيدة هي التميز وعنوانه الأهم هو الابتكار.
فمن هو هذا الفنان المخترع الذي أحدث صيحة في عالم الاختراع والإبداع لم يسبقه اليها أحد.. ومن هو هذا المبدع القادم من اللاذقية عروس البحر الأبيض المتوسط ودرّة المدن السورية، فيها نشأ وترعرع وتلقّى علومه حتى تخرج في ميدان الكهرباء لكن ما درسه والشهادة العلمية التي حصل عليها لا علاقة لها مطلقا في هذا الفن الذي ابتكره. يدهشك صمت هذا الرجل ويبهرك هذا الذكاء الحاد الظاهر في عينيه العميقتين لدرجة تخال أن صمته هو بلاغة وأن فنّه ونتاجه هما أبلغ حديث وأفصح .
أنا من مواليد اللاذقية سنة 1956 أحمل شهادة الدبلوم في الكهرباء وبدايتي مع هذا الفن كانت بإجراء التجارب العلمية والاختبارات ولسنوات طويلة حيث توصلت لنتائج جيدة وسجلت براءة اختراع في معالجة نواة النخيل لتصبح مادة أولية قابلة للتصنيع وتتحمل عوامل الطبيعة.
* ما هي الاختبارات التي قمت بها وبالتالي حبذا لو أعطيتنا لمحة موجزة عن مراحل المعالجة؟
* إن نواة النخيل مادة مهملة لا قيمة لها ولم يسبق لأحد أن استثمرها في مجال الفن أو التصنيع ، فشد انتباهي لونها العاجي الجميل جدا تحت القشرة البنية الرقيقة فبدأت بدراستها في إطار مراحل متعددة وذلك بوضع عينات من نواة النخيل بأوعية مخبرية مع الماء وعينات أخرى مع الكحول والمواد البترولية والكيماوية بالاضافة الى أحماض متعددة، وبدأت بمراقبة دقيقة ومتقنة ودونت الملاحظات واستغرق ذلك سنوات طوالاً.
كما أنني أخذت مقاطع عرضية وشرائح بسماكات «ديزيمات» وقمت بدراستها مجهريا ذلك لأن نواة النخيل مادة « سيلولوزية» تحوي كمية من الماء والزيوت وتتفاعل مع عوامل الطبيعة وقابلة للتسوّس شأنها شأن جميع أنواع البذور الأخرى . من هنا كانت انطلاقتي لطرق معالجتها بغية التخلص من الرطوبة الموجودة في داخلها وكذلك الزيوت وقتل السوس بالاضافة الى حمايتها.
المعالجة
* وعن طرق المعالجة لبذرة نواة النخيل قال الفنان خوجة:
* بعد غسيلها بالماء توضع نواة النخيل بأفران خاصة للتجفيف بواسطة الهواء الساخن وبدرجة حرارة مناسبة مع الدوران السريع للتخلص من الرطوبة وذلك لمدة اثنتي عشرة ساعة. بعد ذلك توضع بمادةبترولية لمدة ست ساعات ، كذلك يعاد وضعها بأفران بغية التخلص من المادة التي وضعت بها، ثم نهتم بطرد الزيوت بمادة كيماوية مع الحرارة.
والمرحلة الأخيرة التي يتم فيها القضاء على السوس وحمايتها منه فيتم مايلي: توضع نواة النخيل في مادة مثبتة، وبذلك تصبح النواة مادة أولية قابلة للتصنيع الذي ينقسم الى عدة أقسام وهي:
القسم الفني:
والعمل فيه يدوي بحت لأنه فن تشكيلي ونلت تخصصا به. سجل اسمي تحت براءة اختراع وهو مزيج من فن النحت والتطبيق والرسم والديكور وينتج عنه كافة أشكال التحف المنحوتة او المشغولة بنواة النخيل ومطعمة بالمعادن الثمينة وعلى رأسها الذهب واللوحات الهادفة «الدروع، المسابح، الأقلام، وغيرها .
قسم الحلي النسائي:
وينقسم هذا القسم الى قسمين ..
القسم الأول يدوي ويتضمن كافة أشكال الحلي النسائية من عقود وأساور وأقراط ومصاحف بأشكال عديدة ومتنوعة.
القسم نصف الآلي ..
ويدخل فيه الحلي النسائى ايضا والأثاث المنزلي ولهذا القسم خاصية كبيرة من الناحية الجمالية وينتج عنه غرف نوم، غرف جلوس، غرف سفرة، قاعات مؤتمرات. وهذه الأعمال مطعمة بالمعادن الثمينة وفي مقدمتها الذهب.
ويتم في هذا القسم «المزج التداخلي» بين «نواة النخيل» والخشب ونواة النخيل والبلاس غلاس.
القسم الآلي..
وتنتج فيه «الألواح المصفوفة من النواة» بشكل هندسي وبسماكات وأحجام مختلفة . وتستخدم هذه الألواح في أعمال الديكور ولها استخدامات أخرى متعددة.
* وماذا عن براءة الاختراع؟
* براءة الاختراع سجلت في العام 1998م تحت اسم «معالجة وفن وتصنيع نواة النخيل».
* ما هي المعارض المحلية والعربية والعالمية التي شاركت بها؟
* شاركت بمعارض في دول عربية: الجماهيرية الليبية، تونس، الجزائر، المغرب، اليمن، وجمهورية مصر العربية.
ومن المعارض المحلية شاركت في معرض الباسل للإبداع والاختراع نلت الميدالية الذهبية في العام 1998م.
وفيما يتعلق بمشاركتي في المعارض العالمية، فقد شاركت في عدة أعمال في هولندا، وأمريكا، وفرنسا، وبراغ، ووضعت أعمالي في عدة متاحف.
وتجدر الإشارة الى أنني تلقيت عرضا من هولندا للغرض نفسه.
* وماذا عن دول الخليج حيث يوجد شجر النخيل بكثافة لأن لهذه الشجرة المباركة خصوصية في هذه الدول؟.
* لقد تلقيت عرضا خليجيا ووقعت عقد عمل في إحدى الدول الخليجية . بيد أنني لم ألتزم بهذا العقد لظروف خارجة عن إردتي.
كذلك تلقيت عرضا من إحدى الدول العربية وتحديدا الجماهيرية الليبية لإنشاء مؤسسة ومدرسة للتعليم والتصنيع، بالاضافة الى «مدرسة تخصصية» لهذا الفن ولتصنيع نواة النخيل.
* هل أنت راض عن المستوى الذي وصلت اليه؟
* أنا راض عما وصلت اليه بخصوص «براءة الاختراع» والبحوث العلمية المتعلقة بنواة النخيل . ولكنني لم أصل بعد الى ما أطمح اليه في مسألة انتشار هذه الصناعة حتى تغزو الأسواق العربية والعالمية.
* وكيف يمكن أن نوسع قاعدة هذا الفن عربيا؟
* يمكن توسيع قاعدة هذا الفن بتشجيع من الدول العربية وذلك بإقامة المعارض على الصعيد المحلي والمستوى العربي وذلك لأن هذا الفن يتعلق بتراثنا العربي لأنه يجسد هذا التراث، ونواته الأولى «نواة النخيل» هذه الشجرة المباركة التي تعني لنا الكثير كعرب وكمسلمين .
* هل اعترضتك صعوبات في مسيرتك الفنية والإبداعية؟
* لا أذيع سرا إن قلت ان الصعوبات التي واجهتها من الناحية الفنية قليلة جدا وتكاد لا تذكر ذلك لأنني بالأساس فنان وأعشق الفن والإبداع.
أما الصعوبة الحقيقية فتكمن أن هذه الصناعة تحتاج لرأس مال كبير.
* وهل وصلتم في نتاجكم الى مرحلة التسويق؟
* لا .. لأن هذا الفن ليس فنّا تجاريا بحتا على الرغم من أن نتاجي من هذا الفن دخل الى معظم الدول العربية، وبعض الدول العالمية والصديقة وذلك عن طريق المعارض.
* وماذا عن طريقة التصنيع في هذا الفن؟
* يتم التصنيع عن طريق التجميع لنواة النخيل بواسطة مادة لاصقة، ومن ثمة تأتي عملية القشط . وهناك طريقة أخرى هي التكوين عن طريق «الصبّ» ألا وهو صفّ نواة النخيل بشكل هندسي مع المادة اللاصقة بقوالب زجاجية، ومن ثم وضع الصوف الزجاجي الذي يكون بمثابة التسليح مع دقيق النواة وإدخال المعدن المراد تطعيمه به سواء أكان ذهباً أم فضة .
بعد ذلك ندخل القوالب الى أفران حرارية بدرجة حرارة معينة وبزمن يتناسب مع السماكة، وبعد إتمام هذه المرحلة ينتج عنها لوح بشكل لوحة هادفة ومطعمة بالمعدن.
أما الطريقة الأخرى فهي «التلبيس» أو «التصديف» حيث تلبّس القطعة سواء أكانت خشبية أو معدنية أو مادة صلبة بشرائح أو مقاطع عرضية أو طولانية من نواة النخيل.
* لنفترض أنه تم تقليد هذا الفن الذي انفردت وتخصصت به. وأحد المقلدين صنّع من «نواة النخيل» عملا ما! فما هي النتائج؟.
* بعد انتشار هذا الفن في المعارض حاول البعض التقليد واستخدام نواة النخيل للتصنيع. إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل. وخير مثال على ذلك أن البعض في دولة السودان الشقيقة خاضوا هذه التجربة ولم تكلل جهودهم بالنجاح.
وسبق أن تحدثت أن البدايات يجب أن تكون في معالجة نواة النخيل معالجة جيدة، فإن لم تعالج سوف تتفكك وتتلف بالتدريج ولن يطول
|
|
|
|
|