| تحقيقات
*
* تحقيق وسيلة محمود الحلبي:
من منا لم تغوه القهوة السمراء برائحتها الذكية ومن منا لم يعش لحظات اغرائها.. فهي تثير برائحتها ولونها الذي يستهوي القلوب، القهوة عنوان الاستمتاع الصباحي لاعداد كبيرة جداً من الأسر والأفراد في كل مكان وزمان وهي عادة اجتماعية متأصلة فما إن تصحو المرأة من نومها إلا وتضع (ركوة) القهوة على النار وتجلس إلى من معها من النساء ساعات سعيدة يتلذذن بشربها ويحلو حينذاك الحديث، ولكن الأمراض كثيرة التي تسببها القهوة نظراً للخطر من وراء الإدمان عليها كان لابد لنا أن نتعرف على هذه العادة .. وعلاقتها بالأمراض المصاحبة.
فعن علاقة القهوة بالعادات. تقول آمنة عبدالله أخصائية تغذية إن السبب في إقبال الناس على شرب القهوة هو طريقة الحياة التي نحياها والإغراءات الإعلانية التي تعرضها وسائل الإعلام التي تجعلنا في النهاية نقع في الفخ الاستهلاكي لهذه المواد فالانسان يقع تحت عملية غسيل دماغ مستمرة إلى أن يستسلم ويبدأ في تذوق هذه المتع الضارة. ومن المعروف ان الأبحاث الطبية كثرت وازدادت حول الكشف عن أضرار القهوة فتلك تحتوي الكافيين.
وبالنسبة للنساء بشكل خاص فهناك مشكلة هشاشة العظام التي تظهر عند البعض بعد انقطاع الدورة الشهرية من سن (45 - 50 سنة) حيث تشير الأدلة الطبية باستمرار إلى أن الكافيين في القهوة يساهم في حدوث مشكلة قلة كثافة العظام لديهن من ناحية أخرى أيضاً.
ولا ننسى المخاطر الكبيرة على القلب حيث يقول الدكتور عثمان الفريح القهوة من أهم أسباب حدوث تصلب الشرايين حيث تساعد القهوة على ارتفاع ضغط الدم وحدوث المشاكل القلبية ومن الملاحظ ان الاشخاص المسنين والذين يعانون من انخفاض ضغط الدم تعطى لهم القهوة لرفع الضغط قليلاً. وإذا اضطر الانسان تحت ظروف خاصة إلى تناول القهوة فليكن ذلك لفترة قصيرة جداً ويجب عدم الجمع بين السجائر والقهوة لأن في ذلك تضاعف للأخطار وفي الابتعاد عنهما حفظ للصحة من الأمراض والمخاطر.
ويقول الدكتور فؤاد عبدالحليم استشاري الأمراض الباطنية والصدرية بان هناك ضجة كبيرة تثار حول مضار القهوة باعتبارها مسؤولة عن معظم أمراض العصر بينما يعتبر آخرون ان هذا المشروب ضروري لا يمكن الاستغناء عنه لمجابهة تحديات العصر والحياة العصرية الضاغطة، وقد استطاع العلماء اكتشاف نحو (2000) مادة تتركب منها القهوة بعضها من المواد الطبية وقد عرضت هذه المركبات في عدة اجتماعات طبية في دول أمريكا ولعل أخطر هذه المواد هي (الكافيين) وإذا ما تخطت نسبة (150) ملغم في الليتر الواحد فإنها تؤدي إلى نتائج خطرة جدا على الصحة وأكثر ما تؤثر مادة الكافيين على الكبد والشرايين القلبية وخصوصا بالنسبة إلى بعض الأجسام ضعيفة المناعة.
ودائماً ما نحذر نحن الأطباء المرأة الحامل والأشخاص الذين يشكون من أمراض معوية واضطرابات عصبية من شرب القهوة وبكثرة.
ونؤكد دائما بأن مفعول (الكافيين) الموجود في القهوة ينتقل إلى الدماغ بعد ارتشافها بنحو (خمس دقائق) وتتركز المادة المخدرة المذكورة داخل الدم بعد نحو نصف ساعة. فإذا زادت عن معدلها فانها تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
ويؤكد الدكتور فؤاد عبدالحليم بان الاختبارات دلت على ان القهوة المصنوعة بالطريقة الغربية السريعة أشد أذى من القهوة العربية التقليدية بنسبة 4. 2% للأولى و (3. 1) للثانية ومن المعروف ان الافراط في تناول القهوة يؤدي إلى تصلب الشرايين التاجية خصوصاً لدى الذين عندهم استعداد لذلك..
ولمحبي القهوة أقول لابد من استخدام المعدل الطبيعي لتناول هذا المشروب الاسمر حيث يتراوح بين ثلاثة إلى أربعة فناجين كحد أقصى في اليوم وبهذه الطريقة تؤدي إلى تنشيط ذهني دون عوارض صحية سلبية.
أما المرأة الحامل:فأنصحها إذا أصرت على تناول القهوة ان تتناولها مع الحليب لتخفف من مفعول الكافيين.
|
|
|
|
|