| تحقيقات
*
* استطلاع: عبدالله العماري
يعتبر سوق المتنبي الذي يقع في منتصف حي الملز بمدينة الرياض من أقدم الأسواق وأشهرها لكن بعد إجراء بعض المشاريع التطويرية بدأ السوق بالتراجع تدريجياً حتى وصل إلى حال يشاهد معها اقفال المحلات بشكل شبه يومي.
«الجزيرة» أجرت استطلاعاً من داخل السوق لمعرفة أهم ما يدور هناك بعد عطاء دام أكثر من خمسة عشر عاماً فإلى هذا الاستطلاع.
لم يكن حال السوق هكذا في السابق
حركة السوق معدومة
علاء محمد أحد البائعين في السوق أوضح أن الحركة فيه شبه معدومة فكما ترى يومياً يقفل محل أو محلان في السوق وذلك عائد إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدها أصحاب هذه المحلات.
والتقينا بمحمد قاسم الذي بيّن أن السوق بعد تحويله من طريق عام تعبره السيارات إلى سوق مغلق تأثرنا تأثيراً واضحاً وملموساً وانخفض مؤشر مرتاديه وقل المتسوقون وتبعه انخفاض مؤشر البيع للمحلات ولم تعمل الأشكال الجمالية التي وضعت للسوق دوراً في إغراء المتسوقين حيث نشاهد الجهتين الجنوبية والشمالية من السوق قد أغلقت معظم محلاتها ونخشى بعد فترة أن يغلق السوق بالكامل لإنعدام الزبائن والسبب أن السوق كبير جداً مما يجعل المحلات متشعبة ومتفرقة عن بعضها البعض فيشاهد في أول السوق تقع محلات الأحذية وبعدها تأتي الأقمشة وبعدها الملابس الجاهزة والإكسسوارات مما يصعب مهمة المتسوق في التنقل بين أرجاء السوق بسهولة إضافة إلى أن السوق ليس مغطى بالكامل مما يزيد من صعوبة ارتياده في فصل الصيف حيث تشتد الحرارة وفي فصل الشتاء حيث الأمطار وغيرها من العوامل الجوية وهذا يأخذ من المتسوق جهداً وطاقة ولكن ربما يأتي المتسوق لأخذ شيء محدد وهذا من الصعب أن يعثر عليه من محل بينما في الماضي يأتي بسيارة ويقف أمام المحل الذي يريده ويأخذ الأغراض التي تخصه وأضاف محمد أن المتسوق ليس مجبراً أن يركن سيارته بالمواقف ويذهب إلى أخر السوق لشراء غرض معين، بل يذهب إلى مجمع آخر للحصول على ما يحتاجه بكل يسر وسهولة.
شهرة سادت ثم بادت
ويذكر بشار بهادر أحد البائعين في السوق أنه قبل ما يقارب العشر سنوات كان سوق المتنبي من أفضل الأسواق الموجودة في الرياض حيث إن السيارات تمر بكثافة أمام المحلات كما هو الحال بشارع الثميري حالياً فكانت في ذلك الوقت حركة ممتازة جداً لكن بعد تحويل طريقه إلى مشاة فقد أصبح ضعيفاً جداً وتكون حركة الزبائن فيه شبه مشلولة. وعن بضائع السوق أكد بشار أن البضائع هي الموجودة في الأسواق وليس هناك دور لبضائعهم في إحجام الزبائن عن ارتياد السوق وأنه من الصعب أن يترجل الزبون على قدميه من أول السوق إلى آخره.
ومن الصعوبات التي يواجهها المتسوق عدم تقارب المحلات فنجد أن محلات الذهب بجهة والأقمشة تبعد عنها بمسافة وهذا لا يغري المشتري فمن الصعب عليه أن يمشي مسافة طويلة من أجل شراء غرض معين وأتمنى أن يعود الطريق كما كان في الماضي من أجل أن يعاود السوق نجاحاته كما في السنوات الماضية وأكد أن السوق في حالة يرثى لها من حيث انعدام النظافة وإهمال المزروعات التجميلية والتحسينات.
خسارته مليون
وأكد أحد تجار الأقمشة (طلب عدم ذكر اسمه) والذي كان يقوم بنقل محتويات محله تمهيداً لإغلاقه أنه تكبد خسائر كبيرة قد تتعدى المليون ريال وذلك لعدم وجود تصريف لبضائع محله حيث انه كان حريصاً على تزويد محله بأحدث البضائع إلا أن تكدسها أدى به في نهاية الأمر إلى اغلاق محله ويضيف أنه كان من المؤسسين لهذا السوق مشيراً إلى أنه كان يملك ثلاثة محلات اغلقها تدريجيا.
واختتم حديثه بقوله: (المتنبي انتهى خلاص).
لا توجد إدارة
ويذكر إبراهيم العربي أحد البائعين في السوق أنه بالرغم من أن المحلات تقوم بدفع مبلغ مالي لتنظيف السوق إلا أنه وكما ترى فالنظافة معدومة ويؤكد أنه في السابق كانت تحضر بعض العمالة التابعة لشركة النظافة بينما حالياً فهم ينظفون السوق بمجهوداتهم الذاتية وعلى حساب المحلات ويضيف أن تحويل السوق من شارع سيارات إلى خط مشاة كان خطأً كبيراً وأنه يجب تصحيح هذا الخطأ بعودة السيارات التي أصبحت عودتها مطلباً مهماً للمتسوقين وأصحاب المحلات على حد سواء.
80% إغلاق
أما عبدالله محسن أحد البائعين بالمحلات قال: إن الشارع بعدما أغلق انتهى عمل السوق تقريباً بعد أن كان يعمل بطريقة جميلة حيث ان السوق يملك موقعاً مميزاً جداً في منتصف الرياض، فالزبائن تأتي إليه من جميع الجهات أما حالياً فإن السوق أغلق ما يقارب 80% من محلاته وهذا يرجع إلى ضعف دخل المحلات كما أن قلة الخدمات التي يحتاجها البائع والزبون مثلاً خدمة النظافة تجد أنها ضعيفة جداً اضافة إلى افتقاره للكثير من الخدمات التي تلبي رغبة الزبائن ولفت الأنظار للسوق مثل قلة أو انعدام الوسائل المرغبة لجذب المتسوقين فلا دعاية ولا هدايا على عكس الأسواق الأخرى في كل موسم هناك دعايات وإعلانات في وسائل الإعلام وهناك جوائز تغري المتسوق وجميع هذه معدومة وليس لها أثر وأكد أنه تمت مطالبة البلدية بإعادة السوق إلى وضعه السابق وقام فريق عمل شاركنا نحن فيه بملاحظاتنا معهم لكن حتى الآن لم نشاهد أي شيء يذكر كما أن البلدية الفرعية تقول إن وضع السوق هو من اختصاص أمانة مدينة الرياض وليس من اختصاص البلدية الفرعية وعن أسباب عدم وجود مهرجانات تسويقية أشار إلى أن تعدد الملاك هو السبب لذلك خاصة وأنه سبق وأن أقيم مهرجانه إلا أنه لم ينجح.
التسوق متعب هنا
المتسوق فيصل الدوسري قال: إن السوق شكله جميل لكنه بهذه الطريقة سيىء للغاية لا يخدم الزبائن، فبعد تحويله إلى مشاة أصبح متعباً جداً وأنا حينما أريد التسوق أذهب إلى جميع المحلات لمعرفة البضائع والأسعار ولكن في هذا السوق يصعب عليّ التسوق.
ويذكر المتسوق سعود العتيي أيضاً أن السوق بهذه الطريقة متعب جداً خاصة بعد تحويله إلى طريق مشاة فأذكر سابقاً أن السوق مهيأ للغاية فيقف الزبون عند المحل ويأخذ ما يريد لكن الآن نقف في المواقف ونمشي لمسافة طويلة جداً على عكس السابق حينما كان السوق أفضل الأسواق قديماً وكان يملك شهرة جيدة.
ويؤكد المواطن أحمد الحربي أن أقل ما يقال على وضع السوق هو أنه مؤسف فالنظافة معدومة والمحلات متباعدة عن بعضها البعض ناهيك عن أن أكثر من نصف المحلات مغلق وتساءل الحربي هل السوق وأصحاب المحلات فيه ضحية لتجربة لم يكتب لها النجاح ثم من المسؤول عن استمرار هذا الوضع؟! فإذا كان الجميع يؤكدون أن هذا الوضع خاطىء فلماذا لايتم تصحيح هذا الخطأ؟.
|
|
|
|
|