| عزيزتـي الجزيرة
جلست في غرفتي أتصفح أوراق المجلة وأتأمل عناوينها، ،
وصلني صوت مَنْ بجواري وهو يقرأ خبراً عن وفاة الأستاذة بالثانوية الخامسة هند علي العثيم وزوجها وإصابة ابنتها في حادث مروري وذلك في يوم الثلاثاء 2/6/1422ه، لم أصدق ما سمعت، ، سقطت من يديَّ المجلة، ، ذهبت إلى مكان الصوت وأنا أحاول قراءة ما سمعت، ، أبت عيناي التركيز، ، حاولت، ، كأن ضباباَ التف أمام عينيَّ فكان حاجزاً عن القراءة، ،
أسرعت نحو الهاتف للتأكد من صحة الخبر، ، اتصلت على إحدى صديقاتي، ، فوجئت عندما أكدت لي ذلك؟!لم أعد أصدق؟!، ، لم أعد أحتمل تلك الكلمات فعبراتي تسبق عباراتي، ، حاولت تكذيب ما يجري لكن تذكرت قول الحق سبحانه: «كل نفسٍ ذائقة الموت»، ، أغلقت السماعة، ، انهارت قواي، ، ارتجفت أطرافي، ، أجهشت بالبكاء، ، تفطر قلبي من شدة ما أصابني، ،
أخذت ورقة وقلماً، تذكرت أن قلمي لم يأخذ مداده من الحبر بعد، ، فملأته بمداد الإخلاص وحبر الوفاء، ،
رحمكِ الله أستاذتي هند، ، جعلتِ جُل اهتمامك الدعوة، ، ووضعت نصب عينيك إيقاظ القلوب الغافلة، ، فأنت المنار الذي أضاء لنا الطريق، ،
سيفتقد مصلى المدرسة صوتك العذب، ، وكلامك الرصين، ، وقصصك الهادفة، ، ومواعظك الحسنة، ،
وستفتقدك تلك الجموع من المعلمات والطالبات اللاتي يسارعن الخطى لسماع درسك في وقت الاستراحة، ،
رحمك الله أستاذتي، ، أخلصت في عملك شرحاً ودرساً ومراجعة، ، فستبقى كلماتك ونصائحك محفوظة في جعبتي لن أنساها ما حييت، ، واعلمي أنني مهما كتبت ودونت ومهما حبرت ونقشت فلن أصل إلى نصف ما بذلته لنا لكن ليس لي الآن إلا أن أقول: اللهم اجعل ذلك كله في ميزان حسناتك، ،
* وفي النهاية:
أكتب في هذه السطور البسيطة عزائي لكل زميلات وطالبات الأستاذة هند بصفة عامة وأهلها وذويها بصفة خاصة، ،
، ، اللهم ارحمها وزوجها وأسكنهما فسيح جناتك وألهم ذويهما الصبر والاحتساب، وألبس ابنتهما لباس الصحة والعافية واجعلها خلفاً صالحاً لهما، ، آمين، ،
(إنا لله وإنا إليه راجعون)،
عُطارد الصمعاني - بريدة
|
|
|
|
|