| عزيزتـي الجزيرة
تمبل كاردن امرأة لديها توحد بسيط «أسبرجر» مثال رائع لتحدي الإعاقة، فهي تعمل أستاذاً مشاركاً في جامعة كولورادو ولديها شركة تهتم بالماشية، كتبت مذكرات من طفولتها حتى حياتها العملية هذه، المذكرات كتبت على شكل قصة أطلقت عليها اسم «الشروق»، هذه القصة يوجد بها فصول من ضمنها فصل يتحدث عن حقائق ووقائع تحدث في مرحلة الطفولة للتوحديين قد تفيد الآباء والأمهات ومن يهتمون بالتوحد في مرحلة الطفولة، هذه الحقائق تتمثل فيما يلي:
مثل جميع الأطفال، لا يوجد طفلان توحديان متشابهان وبالتالي فإن الأسلوب أو الأداة الناجحة مع أحدهما قد لا تنجح مع الآخر، ولعله من الحقائق أن هناك مبادىء عامة للتعلم تنطبق على جميع محاولات الإنسان، إن الهدف هو ملاحظة وإيجاد أنماط محددة لاستجابة كل طفل ومن ثم العمل نحو تطوير هذا الهدف،
ابحث عما يجذب طفلك ويستولي على رغبته، فمثلاً قد يكون واقفاً قرب المرحاض مستخدما السيفون طوال اليوم فيكون تساؤلك ترى ما الذي يجذب انتباهه، هل هو خرير المياه أم حركة مقبض السيفون أم علاقة السبب والنتيجة هي التي تجذبه إلى ذلك، حاول أن تأخذ اهتمامه وتوجهه إلى جوانب أكثر أهمية،
إذا استطاع الطفل الذي يعاني من التوحد أن يتقبل التبادل العاطفي فإن هذا قد يساعده على أن يتعلم كيفية الاهتمام بالناس أكثر، وبالتالي فإن فقدان العاطفة وهي الظاهرة التي لوحظت في بعض الأطفال الذين يعانون من التوحد ذوي المقدرات العالية يمكن تفاديها من خلال السماح باستخدام آلة الضغط أو أي آلة أخرى تساعد على الإنارة اللمسية وتستخدم العلاج المتكامل الحسي،
لا بد أن تكون حذراً بصفتك مراقباً ولا تركز فقط على ما يجذب انتباه الطفل من الاستجابات الحركية (مثل الاستمرار في جذب مقبض السيفون) فالأطفال الذين يعانون من التوحد لا يتحملون الأصوات العالية ولا يتحملون ضمة قوية لأنهم يشعرون بالاختناق،
أحد الأخصائيين يقول أشياء مثل «أوه» إن أحمد لا يستطيع أن يقوم بفعل ذلك، لقد اختبرته منذ سنتين ولم يستطع فعله، إن ذلك الشيء كان قبل سنتين وليس اليوم، إن التوصل للنتائج والتحليل والملاحظة هي شيء لابد من عمله بصورة متكررة فالأطفال بمن فيهم الذين يعانون من التوحد ليسوا ثابتين على حالة واحدة،
لابد من تشجيع الطفل الذي يعاني من التوحد على استخدام الحواس الحركية مثل التعلم الحركي وكيفية استخدام الحواس الحركية مثل استخدام التعلم الحركي وكيفية استخدام العضلات في الجسم، فلابد للطفل من التحسس واستخدام الخامات والمواد المختلفة مثل الصوف والطين والحرير وذلك بقصد تعلم الفروق بينهما من خلال اللمس،
إن أسلوب تعديل السلوك هو أحد الأساليب الناجعة مع الأطفال التوحديين، ولكن واحدة من الصعوبات في هذا الأسلوب عند تطبيقه على الأطفال الذين يعانون من التوحد، أنه كقاعدة يصعب على الأطفال الذين يعانون من التوحد تعميم عمل معين، فمثلاً الطفل الذي يتعلم أن يأكل بالملعقة قطعاً من الآيسكريم لا يمكن أن يعمم هذه العملية في تناول الحساء، فالطفل الذي يعاني من التوحد يقوم بعمل معين واحد ولكن من الصعب أن يحول هذه المقدرة إلى أعمال أخرى، فهو يأخذ كل عمل واحد تلو الآخر ويعامله كعمل منفرد،
خذ حذرك من رد الفعل العفوي للطفل الذي يعاني من التوحد، قد يؤدي توبيخ الطفل الذي يعاني من التوحد إلى تغيير في سلوكه ولكن معظم الأحيان فإن الطفل ليس لديه تحكم في ردود أفعاله،
تابع باستمرار تغذية الطفل الذي يعاني من التوحد فالجسم يتطلب استقراراً غذائياً ليبقى قائماً، وفي معظم الأحيان يفتقد الطفل الذي يعاني من التوحد الآلية الداخلية لإنتاج وعمل المواد الغذائية المطلوبة، فالمواد المعدنية لها أثر في تحقيق توازن الحسم والعديد من الأطفال الذين يعانون من التوحد عندهم نقص في معدن الزنك وذلك حسب رأي الطبيبة «الن كوت» وفي بعض الأوقات تزيد لديهم كمية معدن النحاس وكلاهما عنصران هامان في الدم وفي جهاز المناعة وللتأكد من نقص الزنك الذي هو ضروري لنماء الأذن الداخلية وبالتالي الاستجابة الحسية، وقد يكون هناك حاجة إلى العلاج من خلال خليط الفيتامين والمغنيسيوم، أكدت الدراسات أن فيتامين ب6 مع المغنيسيوم كان مفيداً جداً للأطفال التوحديين ولابد من تحليل مدى الحساسية عند الطفل تجاه بعض هذه الأمور قبيل استخدامها ولعله مفيد تجربة هذه الطرق قبيل اللجوء إلى استخدام الأدوية،
العديد من الأطفال الذين يعانون من التوحد عندهم حساسية تجاه بعض الأغذية، وأحياناً يتحسن سلوكهم عند إبعاد هذه الأغذية من قائمة الطعام ومن الأغذية الشائعة التي قد تسبب بعض الحساسية: الحليب والقمح والطماطم والشوكولاته والسكر، حاول أن تحصل على مساعدة أحد المختصين في حساسية الأغذية ممن لديهم خبرة في تأثيرها على السلوك،
كن حذراً من إعطاء الأطفال الذين يعانون من التوحد أدوية كثيرة فهذا أمر خطير لا بد من الحذر منه، عندما يتم استخدام أكثر من دواء في آن واحد فإنه من الصعب معرفة نتائجه، وإن إعطاء طفل دواء معيناً قد يستر فقط أحد ظواهر المرض ولكن معرفة الدواء المناسب الذي يؤدي في الواقع إلى تصحيح الكيمياء الحيوية المتضررة للجسم قد يكون هو التوجه الصحيح وعندما تجد الدواء المناسب استخدم فقط الحد الأدنى من الكمية المطلوبة،
حاول أن توفر وتبقي على بيئة مستقرة ومنظمة وآمنة للطفل الذي يعاني من التوحد، لأنه لا يستطيع أن يكون فاعلاً أو مستقراً إذا كانت هناك تغييرات يومية كثيرة، أعمل الأشياء يومياً حسب تسلسل معين، فالطفل الذي يعاني من التوحد لا يستطيع أن يجلب النظام إلى العالم الذي يعيش فيه ولذلك فلابد أن توفر له النظام والترتيب،
ماذا يسمع الأطفال الذين يعانون من التوحد؟ إن أعين الأطفال الذين يعانون من التوحد ترى كل شيء ما عدا الشخص الذي يتكلم معهم، حاول أن يكون في حديثك إيقاع وحركة، حاول أن تجعل طفلك يرى سرورك من خلال ابتسامتك أو عدم رضائك من خلال التغير في سمات وجهك وفمك، إن تعابير الوجه ستساعد على جلب انتباه نظرات الطفل نحو عينيك ووجهك وجسمك لا تحاول أن تتحدث بأسلوب رتيب، بل احرص على الضغط على كلمات معينة مهمة مثل «كم هو جميل ما رسمته» مع تشديد النبرة على كلمة جميل،
حاول الاستعانة بالأخصائيين وتعرف على العديد من الآراء حول الموضوع الواحد وانضم إلى الجمعية المحلية المختصة بالإعاقة، اسع إلى أن تكون على صلة بالتطورات الحديثة والجارية في مجال الأساليب الجديدة والعلاج والأبحاث واحرص على التحدث مع الوالدين الآخرين،
عبدالله محمد الرشيد
جامعة الملك سعود كلية التربية تربية خاصة
|
|
|
|
|