| ملحق ملتقي خادم الحرمين الشريفين
هموم المسلمين في كل مكان تحملها المملكة العربية السعودية ، وتتابعها ، وتعمل على معالجتها ، أياً كان موقع هؤلاء المسلمين ، ، ومهما بعدت الشقة بيننا وبينهم ، ،
والثغرة الكبرى التي بدأت المملكة بالعمل على معالجتها ، ومتابعتها ، والاهتمام بها ، هي الأقليات الإسلامية في بلاد الغرب ، والتي بدأت تتحول إلى أكثرية نسبية يوماً بعد يوم ، ، مما يؤكد أن دور هذه الأقليات سيصبح كبيراً في المستقبل ، ولا بد من رعايته وتوجيهه ، ودعمه ، حتى يؤتي ثمره بعد حين ،
وملتقيات خادم الحرمين الشريفين في أهم عواصم الغرب ، وخاصة المنسية منها ، دليل على مدى اهتمام المملكة بالأقليات الإسلامية ، من أجل الحفاظ على هويتها ، والاستمساك بعقيدتها ، والتنسيق فيما بينها ، وانقاذها من البدع والخرافات والخزعبلات لتقديم الإسلام ، بصورته النقية الصافية ، كما ورثناه عن السلف الصالح ، لا زيادة فيه ولا نقصان ، ولا اغراق في التأويلات ، ولا اندفاع وراء الجاليات دون الأخذ بالأصول الثابتة من الكتاب والسنة،
هذه رسالة أولية ، تلتزم المملكة بحمل أعبائها ، مما يجعلها حريصة على تحصينها بإقامة المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية والمؤسسات التي تساعد على صيانة العقيدة الصحيحة ، ونشر الوعي بين المسلمين ، ومخاطبة من يحاورهم ، أو يعيش معهم من غير المسلمين ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، حتى تُصحح صورة الإسلام أمام هؤلاء فيقبلون على اعتناق الإسلام عن يقين ثابت ورغبة أكيدة وفكر واع ، وإيمان راسخ ،
هكذا انتشرت المساجد والمراكز الإسلامية الكبرى في عواصم الغرب ، واصبح منارة تهدي الضالين وترشد التائهين ، وتجمع كلمة المسلمين على الإيمان النقي الصافي ، دون تأثر بالاسرائيليات والاغريقيات ، والفلسفات الدخيلة على عقيدة الإسلام عبر تاريخه الطويل ،
هي رسالة حضارية إذن ؟ رسالة الثقافة والعلم والمنهاج الرباني السليم الذي تحتاجه الأمة في عصر العلمانية والعولمة حيث يتعرض المسلمون لأكبر التحديات العلمية ، والمناهج الالحادية ، ، وحيث أصبح المسلم الذي يحرص على عقيدته ودينه كالقابض على جمر لكثرة ما يتعرض له من اضطهاد وتشكيك وتحريف وتشويه ، ، ولكثرة الأعداء الذين يستهدفون هذه العقيدة وهذا الدين ،
دور المملكة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ، دور ريادي لا يمكن أن ينكره منصف أبداً، من هنا فإن الملتقى الذي سيعقد في كوبنهاجن عاصمة الدنمارك سيضاف إلى ما سبقه من ملتقيات ، تعتبر منارة على طريق الخير والدعوة إلى الله ، ، خاصة وأن الذي يتولى القيام بهذا الدور هو معالي الوزير الشاب الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ والذي يعتبر من خيرة الرجال المثقفين والواعين لدقة المرحلة ، وهو ينهض بهذه الرسالة على وجهها الأكمل ، وأن تكون نتائجها الطيبة ، ثمرات طيبة ، في الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة ، ومخاطبة الآخرين بالتي هي أحسن ،
* مفتي جبل لبنان
|
|
|
|
|