| ملحق ملتقي خادم الحرمين الشريفين
*
تنامت وتوسعت جهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في خدمة الإسلام والمسلمين ، وتقديم العون والمساعدة للأقليات المسلمة وإعمار الجوامع والمساجد والمراكز والأكاديميات والمدارس الإسلامية في أنحاء المعمورة ؛ لتلقى كل التقدير والامتنان من جميع الدول العربية والإسلامية حكومات وشعوباً ومن كافة الشعوب المسلمة على مختلف مشاربهم وأمصارهم ، فهي تعينهم في أداء واجباتهم الدينية ، والحفاظ على هوياتهم الإسلامية من الانصهار ، والتحلل في المجتمعات غير المسلمة،
في قلوب المسلمين
إن ما تقوم به المملكة العربية السعودية بتوجيهات من ولاة الأمر فيها في هذا الشأن يرمي إلى رعاية المسلمين ، وخدمتهم ، وهو امتداد للمنهاج الذي قامت عليه منذ تأسيسها على يد المغفور له إن شاء الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وحتى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود أطال الله في عمره من تحكيم كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع أمورها في الحياة ، ومن نشر عقيدة التوحيد ، والدعوة إلى الله في أنحاء الأرض في ضوء قوله تعالى : «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن » ، وقوله عز وجل : « قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني » ،
إن هذه الخصائص قد بوأت المملكة مكانة رفيعة في قلوب المسلمين ووضعتها في موقع ريادي من العالم الإسلامي ، فرض عليها تبني مواقف ثابتة وراسخة تجاه التضامن والتعاون مع المسلمين ؛ لجمع كلمتهم ، وتوحيد صفوفهم ، وحل مشكلاتهم ، ورفعة شأنهم ، وحمل لواء الإسلام ، وتبني منهاجه العظيم ، والمملكة ارتبطت وما تزال بالإسلام عقيدةً ومنهجاً وأسلوب حياة ، منذ أن قامت الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود ، وبعد الحلف المبارك بينه وبين الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله عام 1157ه هي دولة قامت لخدمة هذا الدين ترفع رايته وتنشر دعوته ، وتقيم أمرها كله عليه ، وحملت لواء الإسلام لإعلاء كلمة التوحيد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، مترسمة في ذلك منهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والصدر الأول من سلف هذه الأمة ، وأولت هذا المنهج جلّ عنايتها تعليماً ونشراً وتصحيحاً ،
ولا يخفى على كل مسلم أن تلك الجهود الإسلامية المبذولة من قبل المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأٌوقاف والدعوة والإرشاد تهدف إلى خدمة الإسلام والمسلمين، وحرصها على معاونتهم دون التدخل في شؤون الآخرين ، إذ إن الأقليات المسلمة الموجودة في الدول غير الإسلامية في حاجة إلى بنية أساسية دينية ، وفكرية تساعدها على المحافظة على دينها ، وتيسر على أبنائها دراسة العلوم الإسلامية، كما أن إعمار المساجد ، والجوامع ، والمراكز الإسلامية يخدم الدعوة ، وتهيئة المكان المناسب لإلقاء الدروس والمحاضرات والدورات الشرعية بغية الإسهام في المحافظة على دين المسلمين ، وهويتهم ، وجعلهم مرتبطين بأمتهم الإسلامية والعربية ،
جهود بلا حدود
وتتجسد أهمية التواصل بالمسلمين وبالأقليات المسلمة في مختلف دول العالم ؛ لكونهم جزءاً من الأمة الإسلامية الواحدة بنص القرآن الكريم ، حيث لها على المملكة العربية السعودية واجب تحرص على الوفاء به ، منها نشر المعرفة الصحيحة بينهم بشريعة الإسلام ، وأن يقيموا حياتهم وسلوكهم على أساس من هذا الدين الحنيف ، وأن تكون للمملكة بهم صلة مستمرة ؛ لأنهم سند قوي للأمة في نشر الإسلام في ربوع العالم ، والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية ،
وقد أولت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتوجيه من ولاة الأمر حفظهم الله المنظمات الدولية الإسلامية اهتماماً فائقاً ، وذلك لما تقوم به من خدمة جليلة للإسلام والمسلمين ، سواء فيما يتعلق بنشر الدعوة الإسلامية والعناية بالتعليم الإسلامي ، أم ما يتعلق بإقامة المشروعات التي تخدم المجتمعات الإسلامية ، الأمر الذي يدل على حرص المملكة العربية السعودية على دعم نشر الدعوة الإسلامية من خلال المنظمات الدولية الإسلامية ، حيث تولي المملكة تلك المنظمات اهتماماً كبيراً ، إذ هي الدولة الأولى في دعم هذه المنظمات مادياً ومعنوياً ، كما تحتضن أرضها عدداً منها ، وتقدم لها الدعم المادي السخي ، وكافة التسهيلات الضرورية للقيام بمهامها على الوجه المطلوب ، وتظهر تلك العناية في نشأة رابطة العالم الإسلامي ، ومنظمة المؤتمر الإٍسلامي ، والندوة العالمية للشباب الإسلامي ، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في المملكة ، وغيرها من المنظمات الدولية المتخصصة،
وتقوم المملكة العربية السعودية بدعم رابطة العالم الإسلامي بما يقارب (90%) من ميزانيتها ، إضافة إلى التبرعات والمساعدات التي يقدمها المجتمع السعودي ؛ لتعزيز نشاط الرابطة ، وقد أولى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله عناية خاصة بالرابطة ؛ لإيمانه بأثرها في تعزيز التضامن الإسلامي ، فخصص لها دعماً سنوياً قدره مائة مليون ريال لدعم جهودها في مجال الدعوة الإسلامية ، بالإضافة إلى عشرين مليون ريال أخرى لدعم صندوق المجلس الأعلى العالمي للمساجد الذي يخصص ميزانيته لإعمار بيوت الله ، كما أمر بتخصيص مقر دائم ل الأمانة العامة للرابطة في مكة المكرمة تكلف بناؤه مايزيد على مائة مليون ريال ، كما تدعم المملكة مناشط الرابطة في طباعة الكتب الإسلامية وترجمتها إلى عدد من اللغات الحية في العالم،
أما منظمة المؤتمر الإسلامي ، فقد جعلتها المملكة العربية السعودية القناة الأساسية ؛ لتوجيه الدعم السعودي لخدمة الإسلام والمسلمين يتم في إطار المنظمة ، إنطلاقاً من حرصها على التضامن بين المسلمين ، وقد رعت المملكة منظمة المؤتمر الإسلامي ودعمتها منذ نشأتها ، وعبر مراحل تطورها المختلفة ، وأهدتها مقراً دائماً في مدينة جدة ، وقدمت لها مساعدات مالية من خلال مؤتمرات القمة الإسلامية ، ومؤتمرات وزراء الخارجية الأعضاء في المنظمة ، كما احتضنت المملكة المقار الرئيسة لعدد من الأجهزة المتفرعة عن المنظمة ، وهي : مجمع الفقه الإسلامي ، وصندوق القدس ، وصندوق التضامن الإسلامي ، والمؤسسة الإسلامية للعلوم والتكنولوجية والتنمية ، ووكالة الأنباء الإسلامية ، والبنك الإسلامي للتنمية ، ومنظمة إذاعات الدول الإسلامية ، والاتحاد الإسلامي لمالكي البواخر ، ومقرها جدة ، والاتحاد الرياضي لالعاب التضامن الإسلامي ، والاتحاد العالمي للمدارس العربية والإسلامية الدولية ، ومقرهما مدينة الرياض ، ومنظمة العواصم الإسلامية ، ومقرها مدينة مكة المكرمة ،
كذلك تقوم المملكة بدعم البنك الإسلامي للتنمية الذي يعد مؤسسة مالية إسلامية دولية، ورأس ماله ستة آلاف مليون دينار إسلامي ، أسهمت المملكة بنصيب وافر في رأس ماله بأكثر من ستمائة وأربعة وعشرين مليون ريال ، ويقع المقر الرئيس له في مدينة جدة ، وهي من أهم أجهزة منظمة المؤتمر الإسلامي ، والذي افتتح في اليوم الخامس عشر من شهر شوال من عام 1395ه ، وتتركز وظائفه الأساسية في الإسهام في تمويل المشروعات الإنتاجية في الدول الأعضاء ، وتقديم المساعدة المالية لهذه الدول لأغراض التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، والمساعدة على تنمية التجارة الخارجية في الدول الأعضاء ، وقد بلغ ما اعتمده البنك منذ بدء ممارسة أعماله في عام 1396ه ، وحتى عام 1419ه أكثر من خمسة وسبعين ألف مليون ريال ؛ لتمويل مايزيد على ألفين وسبعمائة مشروع إنمائي وعمليات التجارة الخارجية ، والمساعدات الفنية لصالح الدول الأعضاء في المنظمة البالغ عددهم (52) دولة ،
ومن المؤسسات والهيئات الإسلامية التي أسستها المملكة العربية السعودية خدمة للإسلام والمسلمين ، سواء فيما يتعلق بنشر الدعوة الإسلامية والعناية بالتعليم الإسلامي ، أم ما يتعلق بإقامة المشروعات التي تخدم المجتمعات الإسلامية ، فقد أنشأت في عام 1392ه الندوة العالمية للشباب الإسلامي مقرها مدينة الرياض ، وتقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالإشراف على أعمالها ، وخصصت لها إعانة سنوية ضمن ميزانية الوزارة ، من أبرز أهدافها خدمة الدعوة إلى الإسلام عقيدة وشريعة وسلوكاً واجتماعياً بين الشباب المسلم في العالم ، وترسيخ مبدأ الاعتزاز بالإسلام بين الشباب المسلم ،
ومن أبرز إنجازات الندوة ، إقامة المخيمات التربوية ، والندوات والمحاضرات ، والمطبوعات ، والبرامج التعليمية ، والدورات ، وكفالة الدعاة والمعلمين ، وتسيير القوافل الدعوية والتنموية ، وبناء المساجد ودعم حلق تحفيظ القرآن الكريم ، وإقامة المخيمات الطبية ، وتنفيذ مشروعات إفطار صائم ، إنجاز مشروعات الأضاحي ، ودعوة غير المسلمين ، وإصدار مجلة المستقبل الإسلامي ،
آفاق عالمية
وضمن المنظمات الدولية الإسلامية التي تدعمها المملكة العربية السعودية مادياً ومعنوياً ، هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في المملكة ، والتي أنشأتها رابطة العالم الإسلامي في عام 1389ه مقرها محافظة جدة ، وتسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف السامية أهمها تقديم الغوث للمسلمين شعوباً وجماعات حيثما وجدوا ، وتقديم ما يمكن أن يقي المسلمين بإذن الله تعالى شر الكوارث ، والرعاية الشاملة للفقراء والأرامل والعجزة والأطفال والأيتام قدر الإمكان ، وإنشاء المعاهد العامة ، والشرعية ، المدارس ، والمؤسسات العلمية والمهنية ، والبرامج التدريبية والاجتماعية، ودعمها وتسييرها وتقديم المنح الدراسية في المؤسسات العلمية ذات العناية بالشريعة الإسلامية ، وإنشاء المستشفيات والمستوصفات في المجتمعات الإسلامية المحتاجة لذلك ، وإنشاء ملاجيء أيتام المسلمين وإدارتها ومساعدتها ، والتنسيق والتعاون مع الهيئات الإسلامية العالمية في مجال الإغاثة والهيئات العالمية الخيرية ،
وتتواصل المساعدات والإعانات التي تقدمها المملكة حتى وصلت إلى الهيئات الإغاثية الإسلامية المنتشرة في مختلف أنحاء العالم امتثالاً لأمر الله تعالى : «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان » ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى)، وتأتي المملكة في مقدمة دول العالم على مستوى تقديم المنح والمساعدات والإغاثة من حيث نسبة ما تقدمه من مساعدات إلى إجمالي الناتج القومي ، حيث بلغ إجمالي ما قدمته المملكة للدول النامية من مساعدات إنمائية ميسرة من خلال القنوات الثنائية والإقليمية والدولية ، نحو (245) ألف مليون ريال في المدة من1393ه إلى 1413ه ، أي ما نسبته (5، 5%) من المتوسط السنوي لإجمالي الناتج القومي في تلك المدة ، وقد أستفاد من مساعدات المملكة آنذاك (70) دولة في مختلف القارات منها (38)دولة أفريقية ، و (22) دولة آسيوية ، و(10) دول نامية أخرى ،
وتنامى هذا الدعم ليصل إلى (70، 600) مليون دولار أمريكي ، أي ما يعادل (264، 700) مليون ريال ؛ لتشمل (72) دولة في العالم ، كما قدمت المملكة مساعدات مالية قدرها (2، 226) مليون ريال ، استفادت منها (34) دولة إسلامية ، وذلك مساهمة منها في التخفيف من أعباء الزلازل والفيضانات فيها ، كما قدمت في ميادين الإغاثة المختلفة مباشرة وعبر المنظمات المختصة خلال السنوات الماضية من مساعدات مالية أكثر من (14) مليار ريال ، كذلك اهتمت المملكة بشؤون اللاجئين الفلسطينيين على وجه الخصوص داخل فلسطين وخارجها ، ودعمت نضالهم في سبيل تحرير وطنهم ، حيث قدمت المملكة لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة الأردنية الفلسطينية ؛ لدعم الصمود في الأراضي العريبة المحتلة بنحو (3، 072) مليون ريال ،
كما قدمت المملكة كثيراً من المساعدات عن طريق الهيئات المعنية بالعمل الإغاثي ، مثل هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في المملكة ، والهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك والصومال ، والهيئة العليا لصالح متضرري الزلزال في مصر ، وصندوق التضامن الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ، وبرنامج الملك فهد الإغاثي ، كما قدمت المملكة مساعدات لكثيرمن القنوات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والتي تسهم المملكة سنوياً ، كما تبرعت لها المملكة بمبلغ (105) ملايين ريال في المؤتمر الأول لجمع التبرعات لمساعدة اللاجئين في أفريقيا الذي نظمته المفوضية في عام 1401ه ،
ومن أشكال الاهتمامات والمساعدات التي تقدمها المملكة أيضاً الاهتمام بشؤون الأقليات والجاليات المسلمة امتداداً طبيعياً لعناية حكومة المملكة الدائم على كافة الأصعدة والمستويات بهذه الأٌقليات والجاليات ، والحرص على وحدة المسلمين وتضامنهم ؛ لضعف إمكاناتهم الاقتصادية ، وارتفاع نسبة الأمية ، وتفشي الجهل خاصة بين أبناء الأقليات المسلمة في قارتي آسيا وأفريقيا ، وعيش المسلمين في مناطق منفصلة داخل مناطق الأغلبية وتجنبهم الاختلاط ، وعزوف الأقليات المسلمة عن دخول الحياة السياسية في البلاد التي يعيشون فيها ،
الترابط والتعاضد
ومنها كذلك اهتمام المملكة بدعم الجمعيات والمراكز الإسلامية في مختلف أنحاء العالم ، وذلك إنطلاقاً من سياستها القائمة على العناية بالمساجد في الداخل ، فقد سعت المملكة إلى تحقيق رسالة المسجد والعناية بها عن طريق تمويل بناء المساجد ، والمراكز الإسلامية أو الإسهام في تنفيذها ، وتخصيص الأوقاف الاستثمارية لضمان استمرارها في أداء رسالتها ، كما عمدت المملكة إلى إنشاء المساجد في كافة أنحاء العالم ، وحرصت أن تكون مشروعات المساجد التي تنشئها متكاملة تشبع رغبات المسلمين في الاستزادة من العلوم الشرعية والثقافة الإسلامية إلى جانب أداء صلواتهم في جو من السكينة والطمأنينة ،
وقد بلغ عدد المراكز الإسلامية التي قامت المملكة ببنائها أو الإسهام في إنشائها أكثر من (210) مركز إسلامي ، أما المساجد فقد بلغت أكثر من (1، 359) مسجداً ، وقد كان من بينها (18) مركزاً مولتها المملكة بالكامل بتكلفة إجمالية تزيد على (507، 844) ريال ، كما تدعم المملكة صندوق المجلس الأعلى للمساجد التابع لرابطة العالم الإسلامي بمبلغ (20) مليون ريال سنوياً دعماً لمناشط الصندوق في إنشاء المساجد في العالم ،
ولم يقتصر هذا الدعم والعون السخيان اللذان تبذلهما المملكة في هذا المجال فقط ، بل فقد امتدتا إلى توفير العمل والتعليم الإسلامي لأبنائها ولأبناء المسلمين المقيمين على أرضها ، كما تسعى إلى توفيره للمسلمين في شتى أنحاء الأرض استجابة لأمر الله تعالى : «اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم »، وبناء على ذلك فقد عنيت المملكة بمسألة التعليم الإسلامي لما له من أهمية كبرى في الحفاظ على هوية المسلمين في الخارج ، وربطهم بالثقافة الإسلامية ، وتزويدهم بالعلوم الشرعية التي تعينهم على أداء شعائرهم الدينية ، ففي مجال توفير التعليم الإسلامي ، ونشره اتخذت المملكة سبلاً عدة تمثلت في : أولاً تقديم الدعم المادي للمؤسسات التعليمية التي أنشأتها المملكة أودعمتها ، كالجامعات الإسلامية ، الجامعة الإسلامية في ماليزيا ، والجامعة الإسلامية في النيجر ، والجامعة الإسلامية في أوغندا ، والجامعة الإسلامية في باكستان ، وجامعة أم درمان الإسلامية في السودان ، وجامعات فلسطين ، والكلية الزيتونية في تونس ، ودار الحديث الحسنية في المغرب ، وجامعة قسنطينة الإسلامية في الجزائر ، وكلية الزهرة في سيريلانكا ، والجامعة الإسلامية في دكا ببنجلاديش ، وجامعة اتحاد الملة الإسلامية في الهند ، والجامعة الإسلامية في بنجلاديش ، والجامعة السلفية في الهند، وكلية أنوار الإسلامية التابعة لجمعية حماة الإسلامية ، وكلية عائشة الصديقة بالهند ، وجامعة بدر الإسلامية ، وكلية محي الدين ،
كما شمل دعم المملكة المعاهد الإسلامية التي أنشأتها ، وتشرف عليها مباشرة مثل معهد العلوم الإسلامية والعربية برأس الخيمة ، ومعهد العلوم الإسلامية والعربية في إندونيسيا ، ومعهد العلوم الإسلامية والعربية في موريتانيا ، ومعهد العلوم الإسلامية والعربية في جيبوتي ، ومعهد العلوم الإسلامية والعربية في واشنطن ، والمعهد العربي الإسلامي في طوكيو ، والمعهد الإسلامي في مدينة لوغا بالسنغال ، ومن المعاهد التي قامت المملكة ببنائها ، المعهد الإسلامي في مدينة تيفاوان بالسنغال ، ومعهد تدريب المعلمين في تمبكتو بجمهورية مالي ، ومعهد الملك فيصل في دكا ببنجلاديش ، ومعهد المعلمين في كيبولي بيوغندا ،
العلوم الإسلامية
أما معاهد البحوث والدراسات الإسلامية التي تدعمها المملكة ، معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في فرانكفورت بألمانيا الغربية ، ومعهد العالم العربي في باريس ، وجامعة جون هو بكنز الأمريكية ، وجامعة ديوك في كارولينا الشمالية ، وجامعة شو بولاية نورث كارولينا بالولايات المتحدة الأمريكية ،وجامعة هارفارد في واشنطن ، والجامعة الأمريكية بواشنطن ، وجامعة دي بول ومعهد سيراكوزا ، وجامعة بكين في الصين ، وجامعة الدراسات الدولية في بكين ، وجامعة شانجهاي، والمكتبة العامة في بكين ، ومركز البحوث الإسلامية والتنمية في مدينة شيائي في إندونيسيا ، ومركز الدراسات الإسلامية العالمية في ماليزيا ، ومركز الدراسات الإسلامية بجامعة أوكسفورد في بريطانيا ، كما كان للمدارس الإسلامية نصيب وافر من مساعدات المملكة ، فقد قدمت مساعداتها لأكثر من (35) مدرسة في مختلف أنحاء العالم ،
ومن ضمن اهتمام المملكة بالشباب الإسلامي وعنايتها بتحصينه بالعلم والعقيدة الصحيحة ، تخصص المملكة سنوياً عدداً كبيراً من المنح الدراسية والتدريبية لهؤلاء الشباب الذين لا يتيسر لهم مواصلة العلم في بلادهم ، وفي هذا الإطار فقد هيأت المملكة في جامعاتها ما يكفل مشاركة عدد من أبناء المسلمين في النهل من معين العلم والمعرفة ، وتعد الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من أكثر الجامعات السعودية قدرة على استيعاب هؤلاء الطلاب ، إذ إن نظامها يوفر لها المرونة الكافية لقبول أكبر عدد منهم ، حيث تخصص الجامعة نسبة (85%) من مقاعد الدراسة لطلاب المنح من الدول الإسلامية ، كما أن الجامعات السعودية الأخرى تخصص نسباً معينة لصالح هؤلاء الطلاب ، وكذلك الشأن في المعاهد المتخصصة في العلوم الإدارية والفنية وكليات البنات ، إضافة إلى ذلك فإن المملكة تتحمل تكاليف بعض المنح في جامعات ومعاهد خارج المملكة لصالح عدد من الطلاب العرب والمسلمين ، وقد بلغ عدد المنح داخل المملكة وخارجها عشرات الآلاف من المنح الدراسية والتدريبية بتكلفة سنوية تزيد عن (429) مليون ريال ،
كذلك تقوم المملكة بإيفاد المدرسين والدعاة إلى الخارج لنفس الهدف ، فقد بلغ عددهم أكثر من (3، 884) داعية لمختلف أنحاء العالم ، إلى جانب ذلك عقد الدورات الشرعية التعليمية والتدريبية ، وعقد الملتقيات الدعوية ، وإنشاء الأكاديمية الإسلامية السعودية في واشنطن ، وأكاديمية الملك فهد التعليمية في لندن ، وأكاديمية الملك فهد في بون ، وأكاديمية الملك فهد في موسكو ، كما قامت المملكة بتأسيس الكراسي العلمية للدرسات الإسلامية في جامعات العالم ، مثل : كرسي الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية بجامعة كاليفورنيا الأمريكية ، وكرسي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لدراسات الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة هارفارد الأمريكية ، وكرسي الملك فهد للدراسات الإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن ، وقسم الأمير نايف للدرسات الإسلامية في جامعة موسكو ،
وفي إطار الجهود الإسلامية التي قامت بها المملكة العربية السعودية في مختلف أنحاء العالم المشاركة والإعداد والتنظيم في إقامة المؤتمرات والندوات الإسلامية باعتبارها لقاءات علمية فكرية ثقافية حضارية تجمع العلماء والمفكرين للتباحث في كل ما يهم الأمة الإسلامية وشعوبها بما في ذلك الأقليات والجاليات الإسلامية،
|
|
|
|
|