رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th September,2001 العدد:10571الطبعةالاولـي الجمعة 19 ,جمادى الآخرة 1422

ملحق ملتقي خادم الحرمين الشريفين

علماء وشخصيات إسلامية يؤكدون لـ :الجزيرة
جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين لا ينكرها إلا جاحد ومكابر
ملتقيات خادم الحرمين الشريفين تفتح أبواب التعارف والتعاون على البر والتقوى
* أشاد عددٌ من المفكرين وقيادات العمل الإسلامي في الخارج بالجهود التي تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود في خدمة الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء المعمورة في شتى المجالات بعامة ، وفي عقد ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية والثقافية في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية.
واعتبروا في في أحاديث لهم بمناسبة تنظيم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي في كوبنهاجن بالدنمارك خلال المدة من 1921/6/1422ه الملتقيات التي تعقدها المملكة العربية السعودية في المجتمعات الإسلامية ، وفي بلدان الأقليات والجاليات المسلمة بأوروبا ، وسيلة لفتح أبواب التعارف والتشاور والتعاون على البر والتقوى ، وتثبيتاً للمهتدين على عقيدتهم الإسلامية .. كما أنها وسيلة للتواصي بالحق والتواصي بالصبر والدعوة إلى الله على بصيرة ، والوصول عن طريقها إلى أنجح السبل الدعوية لسد الثغرات ، وإزالة العقبات والشوائب بالتي هي أحسن ، فضلاً عن كشف الفعاليات الصالحة للعمل الإسلامي من أجل رفعة الأمة الإسلامية فوق الأمم في تلك البلاد .
وأكدوا أن الأثر الإيجابي المباشر الذي تتركه هذه الملتقيات لا يخفى في نفوس المسلمين عامة والجاليات والأقليات على وجه الخصوص ، لأنها تؤكد حقيقة الأخوة الإسلامية ، وتواصل المسلمين بإخوانهم ، وتفقد أحوالهم وشؤونهم المختلفة في كل مكان ، وتذكر الأطراف بأن الدعوة إلى الله حركة وتفاعل وعطاء وحديث بنعمة الله ، وتعارف وتعاون واستشعار بالمسؤولية نحو الآخرين ، حتى يتم الخلاص مما تعاني منه البشرية اليوم بسبب بعدها عن الدين الحق والصراط المستقيم والمنهاج القويم والعمل السليم .. فالعاملون لنشر الإسلام ونصرة المسلمين من أبناء المملكة ، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله عبر مختلف الأصعدة ، هم رعاة الإسلام وحماته بعد الله ، وسنداً للمجتمعات الإسلامية ، بما فضلهم الله على كافة الأمم في مشارق الأرض ومغاربها ، وبلا شك أن جهود المملكة الخيرة في خدمة الإسلام والمسلمين لا ينكرها إلا جاحد ومكابر .
الصلة بين الجاليات الإسلامية
ففي البداية ، قال مدير الرابطة الإسلامية في الدنمارك مدير فرع الجامعة الأمريكية المفتوحة في اسكندنافيا الدكتور محمد فؤاد البرازي : إن المسلمين في الدنمارك ، ومملكة الدنمارك بسياسييها وأحزابها رحبوا بانعقاد الملتقى ، كما رحبت الأوساط السياسية بالدعوة التي وجهت إليها لحضور هذا المؤتمر ، مشيراً إلى أن محافظ العاصمة ( كوبنهاجن ) وعد بتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة من أجل إنجاح الملتقى ، وفعالياته .
ورأى في إقامة هذا الملتقى وغيره من الملتقيات السابقة في بلدان الأقليات الإسلامية إحدى الوسائل المهمة لتأكيد الشعور لدى المسلمين في تلك البلدان بأن لهم امتداداً إلى قلب العالم الإسلامي لا تنقطع أواصره ، ولا تزول روابطه مهما شط المزار ، وتناءت الأقطار .
واستعرض الدكتور البرازي في تصريحه عن ملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي في كوبنهاجن بعضاً من الفوائد الطيبة ، والآثار الحميدة التي تتحقق لأبناء الجاليات الإسلامية في بلدان الأقليات ، نتيجة تنظيم هذه الملتقيات ، فقال : إن لتلك الملتقيات فوائد كثيرة تترك آثارها الطيبة على الجالية المسلمة ، ومن هذه الآثار ، إقامة الصلة بين الجاليات الإسلامية في بلاد الغرب ، وبين البلاد الإسلامية عن طريق عقد هذه المؤتمرات التي تجمع الناس بعضهم مع البعض الآخر ، وترسخ الانتماء إلى البلاد الإسلامية لدى الجاليات الإسلامية حتى ولو حملوا الجنسيات الأوروبية وغيرها ، وترسخ المفهوم الحقيقي للهوية الإسلامية وهو أن هوية المسلم عقيدته التي يتمسك بها ، ويعتز بالانتساب إليها .
واستطرد قائلاً :ومن فوائد هذه الملتقيات أيضاً أنها جسر يتم من خلاله توثيق العلاقات بين الدولة التي تتبنى المؤتمر والدولة التي يقام على أرضها ،مما يؤدي بإذن الله إلى تصحيح مفاهيم خاطئة عن الإسلام والمسلمين في نفوس مواطني تلك الدول ، كما تتحقق بذلك فائدة كبيرة تعود على الجالية الإسلامية نفسها إذ تتوثق صلاتها مع مسؤولي تلك البلاد التي تقام فيها تلك الملتقيات ، فتزول الحواجز التي صنعتها أحقاب تاريخية علينا أن نتجاوزها لمصلحة الطرفين .
تأجير قناة تلفازية
من جهته أكد مدير المركز الإسلامي في لاهاي بهولندا الدكتور سفيان الثوري سريجار أن ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود الإسلامية الثقافية التي نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأٌوقاف والدعوة والإرشاد في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية أثمرت ثماراً طيبة عادت بالنتائج الطيبة على الإسلام والمسلمين وبخاصة الأقليات المسلمة في الدول التي أقيمت فيها تلك الملتقيات .
وأشاد مدير المركز الإسلامي في لاهاي بجهود خادم الحرمين الشريفين في تحمله كامل نفقات تنظيم تلك الملتقيات والبرامج الدعوية والإرشادية المصاحبة لها.
وقال الدكتور سريجار : إن ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية الثقافية ستساعد بإذن الله تعالى كثيراً في ربط وتعزيز العلاقات والتعاون بين المؤسسات الإسلامية في أوروبا ومع العالم الإسلامي عموماً ، كما أن هذا الملتقى سيزيد من معنويات الجالية الإسلامية في الدنمارك خاصة وأروربا بعامة في إشعارهم بأنهم في موقع اهتمام المملكة العربية السعودية بخاصة والعالم الإسلامي بعامة ، مشيراً إلى أن تلك الجهود التي قامت وتقوم بها المملكة خدمة للإسلام تثبت وبجدارة أن حماة الإسلام ، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ، ساهرون على خدمة المسلمين كيفما كان أصلهم وأينما كانوا .
ونادى مدير المركز الإسلامي في هولندا في سياق حديثه المؤسسات الإسلامية في مختلف دول العالم إلى تكثيف مشروعاتها التعاونية فيما بينها ، وتبادل الحلول والخبرات ، والسعي في تحمل المسؤوليات المنوطة بها؛ لتنفيذ قرارات وتوصيات تلك الملتقيات .
ورأى الدكتور سفيان سريجار أن تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بإشعار الجالية الموجودة في البلد الذي سينظم فيها الملتقى بزمن كاف لترتيب أمورهم للإسهام في فعاليات الملتقى بهدف إنجاحه ، وكذا إتاحة الفرصة للأقليات المسلمة هناك للمشاركة في تنظيم ندوة باللغة التي يتحدثون بها ، وإقامة معرض للكتاب الإسلامي المكتوب بلغة تلك البلاد، وأيضاً السعي في تأجير قناة تلفازية دنماركية لبث مداولات هذا الملتقى لفائدة الأقليات المسلمة في الدنمارك.
وشدد مدير المركز الإسلامي في هولندا على أهمية تطبيق توصيات تلك الملتقيات المهمة حتى يمكن الاستفادة منها لخدمة الأقليات المسلمة المقيمة في الدول التي تنظم بها الملتقيات ، وذلك عن طريق وضع آلية عمل لذلك التطبيق ، وأن يكون ذلك على قسمين ، الأول تنفيذ التوصيات ذات المدى الطويل مثل : إنشاء جامعة إسلامية في الدنمارك ، الثاني توصيات ذات المدى المتوسط ، مثل : استخدام محطة تلفاز لبث البرامج الإسلامية باللغة الدنماركية ، وترجمة الكتب الإسلامية إلى اللغة الدنماركية ، الثالث توصيات على المدى القريب ، مثل : مساعدة المراكز الإسلامية لتنفيذ بعض برامجها .
وقال الدكتور سفيان سريجار : إن من الضروري وضع برنامج يتلاءم مع طبيعة المجتمع في الدنمارك ، كالتعامل مع الشباب الذين ولدوا في الدنمارك يجب أن يختلف في التعامل مع الشباب المولودين في بلاد إسلامية لأن شخصياتهم تختلف عن شخصيتنا وطريقة تفكيرهم كذلك فلقد عاشوا ويعيشون في جو الحرية ولديهم جرأة وشجاعة في التعبير عن الرأي ، مؤكداً على أنه لا بد أن يكون لإنشاء مؤسسة إسلامية جديدة في أوروبا انعكاس لحاجة حقيقية وضرورية.
ملتقيات كل عام دون انقطاع
ومن ناحيته ، وصف رئيس المركز الإسلامي الثقافي الإسلامي بمدريد بإسبانيا الدكتور صالح بن محمد السنيدي ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود الإسلامية الثقافية التي نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأٌوقاف والدعوة والإرشاد في عددٍ من الدول الأوروبية والأمريكية بأنها لفتة حانية من بلاد كريمة نحو إخوتنا في بلادهم الذين هم بأمس الحاجة إلى مثل هذه الالتفاتة المباركة إن شاء الله تعالى ، خاصة مع تنوع في الموضوع ، وتنقل في زوايا مجتمع هذه الأقليات المسلمة ، وعزيمة في الاستمرار والمتابعة .
وقال الدكتور صالح بن محمد السنيدي : إن مما يبعث السعادة والسرور أن نرى تلك الملتقيات تقام كل عام في مواعيدها دون انقطاع منذ أن أقيمت لأول مرة قبل سنوات مضت ، واستقطبت أعداداً لا يستهان به من قادة تلك الأقليات ومن الوجوه البارزة فيها ، وأصبحت بحوثها وما يطرح فيها متداولاً لدى العديد من منابر هذه الجالية .
وأشاد رئيس المركز الإسلامي الثقافي الإسلامي بمدريد بالجهود الخيرة التي قدمتها المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين ، ولا ينكرها إلاّ جاحد ومكابر ، خاصة وأنها تنطلق من منطلقات بعيدة عن النفعية والأنانية التي يركز عليها الآخرون ، وقال : إن المملكة بموقعها كملتقى وقبلة المسلمين وكونها منطلقاً للدعوة الإسلامية التي أضاءت بنورها نواحي متعددة من المعمورة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم كل ذلك واضح في كل مكان يوجد فيه المسلمون ، وقد أدركت هذه الحقيقة أغلب المؤسسات والهيئات العاملة في ميدان الدعوة الإسلامية، واستفادت من هذه الخدمات ، ويكفي للتدليل على ذلك واستعراض أهم وأكبر المؤسسات ذات الثقل والوزن في صفوف الجالية المسلمة في بلاد الغرب .
وأثنى الدكتور السنيدي على النتائج التي اسفرت عنها ملتقيات خادم الحرمين الإسلامية الثقافية ، مؤكداً على أهمية التواصل بين الأصل وفرعه ، وهو الهدف الذي من أجله نظمت تلك الملتقيات ، فقد استفادت الأقليات المسلمة كثيراً منها ، بحيث حققت التكاتف والتعاضد فيما بينها في السراء والضراء وارتباطها ببعض مهما حاول أعداؤهم وضع فواصل وحدود بين هذه الأقلية ومجتمعاتها الإسلامية التي هاجرت منها ، خاصة مع الثورة التقنية التي قربت المسافات ، وأزالت الحدود والقيود ، وسهلت عملية التواصل والارتباط .
وطالب الدكتور صالح بن محمد السنيدي القائمين على الملتقيات بالإعلان عن هذه الملتقيات ، وعمل الدعاية اللازمة لها بوقت كاف حتى يعلم الجميع بتنظيمها، وتوجيهها الوجهة السليمة ، وإعطائها ما تستحق من مكانة وتقدير .
واقترح سعادته لزيادة فعاليات تلك الملتقيات بتلمس احتياجات الجاليات المسلمة ، والنزول إلى مستوى تفكيرها ومشكلاتها الحقيقية للبحث عن حلول مناسبة تساعدها في تخطي العقبات ، والنهوض بها إلى ما يرجى لها ، إلى جانب التركيز في الدعوة لممثلي هذه الجالية الحقيقيين ومن لهم تأثير عليها بدلاً من الاكتفاء بالوجوه الإعلامية التي لا تمثل في كثير من الأحيان سوى نفسها والمنتفعين منها تكرارها في كل ملتقى ، مع تفعيل دور الجاليات في هذه الملتقيات ، وإعطائها فرصة للتعبير عن نفسها بلسان ممثليها بدلاً من الحديث عنها بالإنابة بوجوه مكررة وبحوث يغلب عليها الطابع السردي والإعلامي .
وناشد الدكتور السنيدي رؤساء المؤسسات الإسلامية المشاركين في تلك الملتقيات بتحقيق وتنفيذ ما يطرح في ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية الثقافية من توصيات ونتائج مهمة ، حتى تعود الفائدة للجاليات والأقليات المسلمة في الدولة المضيفة .
ودعا الدكتور السنيدي المؤسسات الإسلامية في الدول المضيفة لملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي إلى الاهتمام بمجتمع الجاليات والأقليات المسلمة في الغرب والتحديات أكبر من أن نتصورها أو نقدر حجمها خاصة إذا كان خارج الميدان ، وقال : فالمشكلات التي تواجهها الأسرة خاصة في أبنائها تكاد أن تخرج عن نطاق السيطرة ، فالاندماج والذوبان التي يراهن عليها المجتمع المضيف تحققت بنسبة عالية خاصة مع الانخفاض في مستوى التعليم لدى الوالدين وانشغالهما بكسب لقمة العيش طيلة النهار مع عدم إدراك وتفاعل جاد مع هذه القضية ، مشيراً إلى أن التجربة في إسبانيا مع مسألة تعليم الدين الإسلامي واللغة العربية لأبناء الجالية المسلمة في المدارس الإسبانية تؤكد هذه الحقيقة المرة فمع التجاوب والاستعداد من قبل الجهات الإسبانية لتلبية هذه الرغبة وتحقيقها لا سيما وأنها ضمن بنود اتفاقية الجالية المسلمة مع الحكومة الإسبانية ، لكن خيبة الأمل جاءت مع عدم تجاوب أولياء أمور الطلبة المسلمين إلا قلة منهم مع جهود المركز لتحقيق هذا الهدف الذي سعينا له كثيراً مع الجهات المسؤولة التي استجابت مشكورة .
معالجة مشكلات أبناء المسلمين
ومن جهته ، أكد مدير المركز الإسلامي والثقافي في بلجيكا الدكتور عبدالعزيز بن محمد اليحيى أن لملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية الثقافية آثاراً كبيرة في نفوس الجاليات المسلمة في الغرب والشرق وعاملاً رئيساً في دفع حركة العمل الإسلامي ،وربط الأقليات والجاليات المسلمة في الغرب والشرق بالمجتمع المسلم في بلاد الإسلام ومد جسور التواصل فيما بينهم ، ومدارسة شؤون الدعوة والدعاة في أوروبا للوصول إلى أفضل الطرق الهادفة لخدمة الإسلام والمسلمين ، إلى جانب ماتحققه تلك الملتقيات من تبادل للخبرات والتجارب بين المراكز والجمعيات الإسلامية في أوروبا وأمريكا.
ولفت مدير المركز الإسلامي والثقافي في بلجيكا إلى الآثار الإيجابية للملتقيات التي تنظمها المملكة العربية السعودية سنوياً في عديد من الدول في شرق أوروبا وفي غربها بدعم سخي ورعاية كريمة ومتواصلة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله.
وأكد سعادته على أن لتلك الملتقيات أثراً كبيراً على الجمعيات الإسلامية ببلدان الأقليات لأن في ذلك محافظة على هويتها ، وربطها بدينها ففيها تواصل وتعاون بين العاملين في مجال الدعوة في أوروبا مما يحقق الخير للجاليات الإسلامية ، كما أكد الدكتور عبدالعزيز بن محمد اليحيى على دور المؤسسات الإسلامية في مجتمع الجاليات والأقليات في معالجة مشكلات أبناء المسلمين في تلك الدول ،واصفاً ذلك بأنه دور مهم لأن العناية بالشباب أمر لازم فهم عدة المستقبل وعتاده خاصة ممن ولد ونشأ في تلك البلاد فيحتاج إلى مزيد من عناية ورعاية ولعل من أهم جوانب الرعاية بالتعليم وافتتاح المدارس على اختلاف مراحلها لتعليم أبناء المسلمين أمور دينهم وربطهم بلغتهم اللغة العربية مع العناية بالجوانب التربوية الإيمانية لينشأ الشاب وقد تعلق بدينه ولغته ليحافظ على هويته الإسلامية .
وأشاد سعادته بالجهود المتواصلة التي تقوم بها المملكة لخدمة الإسلام ونصرة المسلمين على جميع الأصعدة الإغاثية والدعوية ، منوهاً بالعطاء المتواصل من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رعاه الله للمساجد والمراكز والجمعيات الإسلامية .
التوصيات النظرية
أما مدير المركز الإسلامي في لندن
الدكتور أحمد الدبيان ، فأكد أن الجهود التي قامت ، وتقوم بها المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين معروفة ومذكورة ومشكورة ، وهي قديمة، وتغطي جوانب عديدة من الناحية السياسية بمؤازرة المسلمين في قضاياهم العادلة ، مشيراً إلى أن للمملكة رعاها الله دوراً كبيراً في قضية فلسطين وقضية المسلمين في البوسنة والهرسك وافغانستان ، وغيرهما ، مع العمل المتواصل عبر المؤسسات الإسلامية وغير الرسمية للمملكة في الجوانب الإغاثية ، والتعليمية ، والفكرية ، والتنموية ، وغيرها.
وحث الدكتور أحمد الدبيان المؤسسات الإسلامية على إبراز تلك الجهود المباركة ؛ لتكون سبيلاً للعمل ، ولتتخذ من مواقف المملكة وجهودها الحميدة فرصة لجمع الكلمة ، وتوحيد الصف للوصول إلى وجهة نظر واحدة حول القضايا التي تهم المسلمين ؛ لأن الفرقة ضعف ، ومستقبل الإسلام في أوروبا يعتمد على التحالفات التنظيمية والمؤسسات ، وخاصة في الجانب الثقافي .
ولتفعيل أعمال الملتقيات ، رأى الدكتور أحمد الدبيان أن يخرج الملتقى ببرامج عملية تنفذها لجان متخصصة يوصي الملتقى بتكوينها وتأليفها للعمل والمتابعة ، ومن الممكن أن تعتمد هذه اللجان بصورة ما على الجاليات الموجودة في دولة الملتقى إن كان ذلك ممكناً ، وحبذا لو جعل في كل ملتقى فرصة تعرض فيها نتائج توصيات الملتقى الماضي .
وأكد سعادته أن التوصيات التي تضعها المؤتمرات والملتقيات بصورة عامة هي دائماً توصيات نظرية تعنى بجانب التعقيد للأمور التي تناولتها وتأطيرها بشكل صحيح ، وتبقى التوصيات في العادة موجهة لمن يتمكن من الاستفادة منها ، ونقلها إلى الجانب العملي التطبيقي ، مشيراً إلى أهمية تعيين بعض التوصيات ذات الجدوى التطبيقية ، وتكليف جهة أو لجنة متخصصة بالأمر ؛ لتعرض نتائج العمل وخطواته وعقباته في الملتقى القادم.
فتح أبواب التعارف والتشاور
ومن ناحيته ، عدّ مدير مسجد ومركز خادم الحرمين الشريفين في أدنبرة الشيخ حمد بن سليمان المطرودي أن ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية الثقافية التي تعقدها الوزارة في بلدان الأقليات والجاليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله كل عام ، وسيلة لفتح أبواب التعارف والتشاور والتعاون على البر والتقوى وتثبيت للمهتدين على عقيدتهم الإسلامية .
وأبان مدير مسجد ومركز خادم الحرمين الشريفين في أدنبرة أن هذه الملتقيات وسيلة أيضاً للتواصي بالصبر والدعوة إلى الله على بصيرة ، والوصول عن طريقها إلى أنجح السبل الدعوية لسد الثغرات ، وإزالة العقبات والشوائب بالتي هي أحسن ، فضلاً عن كشف الفعاليات الصالحة للعمل الإسلامي من أجل رفعة الأمة الإسلامية فوق الأمم في تلك البلاد ، مؤكداً أن تلك الملتقيات التي تنظمها الوزارة على نفقة خادم الحرمين الشريفين تؤكد حقيقة الأخوة الإسلامية وتواصل المسلمين بإخوانهم وتفقد أحوالهم وشؤونهم المختلفة في كل مكان.
وأوضح الشيخ حمد بن سليمان المطرودي أن ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود الإسلامية الثقافية التي أقيمت في الدول الأوروبية تعبر تعبيراً صادقاً عن الشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتق أبناء المملكة تجاه خدمة الإسلام ، مشيراً إلى أن المراكز الإسلامية التي أنشأتها المملكة في عواصم العالم قد أدت مهمة دعوية كبيرة ؛ لأنها مراكز متعددة الخدمات الإنسانية وخاصة تنوير المجتمعات التي هي فيها بنور الإسلام وبمبادئه السامية التي تدعو إلى الأخوة الإسلامية والتسامح ووحدة الصف والكلمة .
التمسك بالعقيدة الإسلامية
من جهته وصف رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت الشيخ طارق العيسى ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية الثقافية التي نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في عددٍ من الدول الأوروبية والأمريكية بأنها مؤتمرات مباركة ومهمة ، وأدت واجباً عظيماً في حث الأقليات المسلمة على التمسك بالعقيدة الإسلامية الصحيحة والثوابت الإسلامية ، واستنهاض همم الجاليات المسلمة ، وكذا حثها على المحافظة على القيم الإسلامية ، ودعمها في سبيل تقوية تماسكها بسماتها المميزة لها ، والاستفادة من الجمعيات والمراكز الإسلامية في الحفاظ على انتمائها إلى دين الإسلام .
وأكد الشيخ العيسى أن تلك الملتقيات أبرزت أيضاً الجهود المباركة التي تقدمها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في الدعوة إلى الله تعالى ، وخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان ، مشيراً إلى أن من آثار تلك الملتقيات ربط مجتمعات الأقليات المسلمة في الدول التي تم إقامة الملتقيات فيها وخاصة بلاد الغرب بالمجتمع المسلم في البلاد الإسلامية ، ومد جسور التواصل فيما بينهم تعميماً لمبدأ الأخوة الإسلامية.
وقال رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت : إن المملكة العربية السعودية أصبحت نموذجاً يحتذى به بإنجازاتها الضخمة التي حققتها لخدمة الإسلام والمسلمين ، ويأتي على رأس تلك الإنجازات مشروع « توسعة الحرمين الشريفين» التاريخية ، بالإضافة إلى العديد من المشروعات مثل : شق الطرق والأنفاق ، وتوفير الخدمات لحجاج بيت الله الحرام ، وفي مقدمتها مشروع « مبرة خادم الحرمين الشريفين لسقاية الحجاج » التي توفر أكثر من (10) ملايين لتر من الماء العذب يومياً .
إيفاد بعثات دعوية
أما الدكتور عبدالرحمن بن عمر الماحي
رئيس جامعة الملك فيصل في تشاد ، فعَدَّ الملتقيات التي تعقدها المملكة العربية السعودية في المجتمعات الإسلامية ، وفي بلدان الأقليات والجاليات المسلمة بأوروبا ، وسيلة لفتح أبواب التعارف والتشاور والتعاون على البر والتقوى .. وتثبيتاً للمهتدين على عقيدتهم الإسلامية .. كما أنها وسيلة أيضاً للتواصي بالحق والتواصي بالصبر والدعوة إلى الله على بصيرة ، والوصول عن طريقها إلى أنجح السبل الدعوية لسد الثغرات ، وإزالة العقبات والشوائب بالتي هي أحسن ،
فضلاً عن كشف الفعاليات الصالحة للعمل الإسلامي من أجل رفعة الأمة الإسلامية فوق الأمم في تلك البلاد .
وقال الدكتور الماحي : إن المسلمين ينظرون للجهود التي قامت بها المملكة العربية السعودية خدمة للإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بعين الرضا والتعظيم والتبجيل ، عرفاناً منهم بالجميل الذي غمرتهم به المملكة ، عن طريق إنشاء المراكز الإسلامية وملحقاتها الدعوية والتعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية ، ودعمها المتواصل للمسلمين بالملتقيات والندوات العلمية والدورات التأهيلية والمسابقات القرآنية لبث الوعي الإسلامي في أوساطهم ، فضلاً عن دعمهم ورعايتهم صحياً عن طريق المستوصفات الطبية الخيرية ، وتزويدهم بالأطباء المتخصصين والأجهزة الحديثة لرفع المعاناة عن الأسر الفقيرة.
واسترسل قائلاً : من المؤكد أن توصيات ونتائج الملتقيات الإسلامية تعبر عن الأهداف التي ينعقد الملتقى من أجلها ، خدمة للإسلام ونصرة للمسلمين في كل زمان ومكان .. وبالتالي يمكن الاستفادة من هذه الملتقيات في مساندة أنشطة الدعوة الإسلامية القائمة في المنطقة ، والمشاركة في إصلاح النظم التربوية ، والإسهام في إنتاج كتب مدرسية ، ونشر تعاليم اللغة العربية في المراكز والجمعيات والمؤسسات الإسلامية ، وتقديم الدعم لأنشطة البحوث العلمية ومراكز الموارد الاجتماعية ، والربط الشبكي بين المراكز والمؤسسات في أوربا كوسيلة لتبادل المعلومات بين القيادات الدعوية .
وفي هذا السياق أكد رئيس جامعة الملك فيصل بتشاد أهمية إيفاد بعثات دعوية لمتابعة سير النشاط التعليمي في المراكز والمدارس والمؤسسات الإسلامية وعقد مشاورات من أجل صون المكتسبات وتطويرها خدمة للجاليات والأقليات المسلمة في البلدان الأوروبية ، وأن تحصر أعمال وتوصيات ونتائج الملتقيات من قبل لجنة تابعة لوزارة الشؤون الإسلامية لتكون مهمتها العمل على ترتيب الأولويات وفق الإمكانات المتاحة ، ووضع خطط وبرامج وآليات يعول عليها عند القيام بالتنفيذ والاستفادة التي تنشرح بها صدور المسلمين وتقر بها أعين أبناء الجاليات والأقليات في أوروبا .
تحسين العمل الدعوي
ما الأمين العام للمنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي المهندس محمد يوسف هاجر فقد أثنى على ما بذلته وتبذله المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله من أعمال جليلة وخيرة لخدمة الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء المعمورة .
واعتبر المهندس محمد يوسف هاجر ملتقيات خادم الحرمين الشريفين التي أقيمت في السابق في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية أعمال خيرية جليلة حظيت بتقدير كبير من المسلمين في العالم ، وأثمرت ثماراً طيبة كان لها الأثر الفعال في نفوس الأقليات المسلمة في الدول التي أقيمت فيها تلك الملتقيات ، كما أنها بمشيئة الله تعالى سترجع على مسلمي الغرب بالفائدة والنفع الكبير ، لكونها فرصة طيبة للتواصل والاطلاع عن كثب على أحوال المسلمين في المهجر ، وتدارس قضاياهم ، ومناقشة الموضوعات ذات الصلة بحاجة الجالية المسلمة ، وكيفية تحسين العمل الدعوي .
ودعا المهندس محمد هاجر المؤسسات والهيئات والجمعيات الإسلامية في أوروبا وأمريكا إلى اغتنام الفرصة للاستفادة من تلك الأعمال الجليلة الجبارة التي تقدمها المملكة ، وتوظيفها في صالح الجالية المسلمة ، وتطوير أساليب الدعوة الإسلامية ، ونشر الإسلام ، وتأهيل المسلمين ، مؤكداً في الوقت نفسه على أهمية أن تكون تلك المؤسسات في مجتمع الجاليات والأقليات في مستوى المسؤولية ، وتكون أكثر قوة وصلابة وتمسكاً بمنهج السلف الصالح ؛ لحماية هويتها الحضارية والإسلامية ، والحفاظ على الشباب المسلم من الذوبان في المجتمعات التي يعيشون فيها ، ومواجهة التحديات المعاصرة .
زيادة أهل السنة والجماعة
من ناحيته عدَّ رئيس المجلس الإسلامي في السويد الأستاذ محمود الدبعي الجهود المتواصلة التي قامت، وتقوم بها المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام ، ونصرة الأقليات المسلمة عمل عظيم وجليل ولها بعد استراتيجي مهم وخاصة في مسألة توطين الإسلام ودخول الناس في دين الله ، ونشر التعليم الشرعي الإسلامي .
وطالب الشيخ محمود الدبعي في حديثه المؤسسات الإسلامية بالتفاعل مع جهود المراكز والأكاديميات الإسلامية التي أقامتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وبعض الدول الإسلامية في مختلف أنحاء أوروبا وأمريكا ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنها ، وزيادة التعاون معها ، حتى تتحقق الفائدة المرجوة للإسلام والمسلمين ، لتكون حلقة وصل بين المؤسسات الإسلامية المحلية والعالمية ، مؤملاً أن تسفر عن نتائج وتوصيات في هذا الشأن حتى تكون الاستفادة تامة .
ولزيادة فعاليات الملتقيات الإسلامية رأى الشيخ محمود الدبعي أن يتم زيادة إشراك عدد من المؤسسات الإسلامية لأهل السنة والجماعة دون النظر لتوجهاتها الفكرية بمثل هذه الملتقيات ، والاستفادة من تجاربها على الساحة الأوروبية ، وأن تقام أمسيات دينية وشعرية تشارك بها الجاليات على هامش المؤتمرات ، أما في المساجد أو في قاعات مستأجرة ، وحبذا لو شارك فيها قادة الرأي السياسي والديني والشخصيات الإسلامية وأصحاب المعالي.
وأكد الشيخ محمود الدبعي في ختام حديثه على ضرورة تسجيل المحاضرات والتوصيات والنتائج التي توصلت إليها ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية والثقافية وبثها عبر القنوات الفضائية ضمن اتفاق مسبق ، وتجميع هذه المحاضرات في كتاب وتوزيعه على الدعاة ؛ ليستفيدوا منه في أعمالهم اليومية ، وترجمة هذه التوصيات إلى اللغات الحية ، وإرسالها إلى الجامعات والسفارات والأجهزة الإعلامية والمؤسسات الرسمية للاستفادة منها ، كما عبر عن أمله في أن يتم استخدام صفحات « الإنترنت» ؛ لنشر هذه التوصيات ، حتى يستفيد منها أكبر عدد من المسلمين .
تقديم النصح والمشورة
وفي نفس السياق أشاد رئيس رابطة مسلمي سويسرا الدكتور محمد كرموص بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين ، ووصفها بأنها عظيمة ومتواصلة متمنياً من الله أن يزيدها من فضله ، ويلهمها الرشاد والسداد .
وقال الدكتور محمد كرموص : إنه يجب على المؤسسات والجمعيات والهيئات الإسلامية الموجودة في مختلف أنحاء العالم التعاون مع جهود المملكة المبذولة ، وتقديم النصح والمشورة ؛ لتوتي تلك الجهود المباركة أكلها وخيرها بإذن الله تعالى .
وأكد أن ملتقيات خادم الحرمين الشريفين التي نظمت في أوروبا وأمريكا حققت بحمد الله تعالى توعية المسلمين بأمور دينهم ، وإعطاء حضور أكبر وأهمية للجالية المسلمة في البلد الذي أقيم فيه الملتقى من قبل المؤسسات الرسمية في هذا البلد ، قطع الطريق على دعوات هدامة تحارب الإسلام ، مشيراً إلى أن هذه الملتقيات أضحت تعطي صورة لائقة عن الإسلام والمسلمين ، وتوحيد جهود المسلمين في الغرب ، وتقريب وجهات النظر المختلفة فيما بينهم ، وتسليط الضوء على القضايا الحيوية التي تخص المسلمين في الغرب .
وخلص رئيس رابطة مسلمي سويسرا الدكتور محمد كرموص إلى القول : إنه من الضرورة الاستفادة من نتائج وتوصيات تلك الملتقيات ، وأن تترجم تلك التوصيات إلى برامج عملية ، وتعنى كل مؤسسة من المؤسسات الإسلامية في الغرب بتنفيذ برنامج من هذه البرامج ، وتشكل هيئة متابعة مشتركة لتتابع التنفيذ ، وتقيمه ، وتقترح أساليب أخرى يكون التنفيذ بها أكثر من جدوى .
مشكلة التعليم للمسلمين
ومن جانبه رأي الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة الدكتور كامل الشريف أن ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود تحمل للأقليات الإسلامية أمالاً كبيرة ، هم في أشد الحاجة إليها ، وتبعث فيهم مزيداً من الإيمان برسالتهم ، والاعتزاز بدينهم خصوصاً أمام تحديات ضخمة تناقض التقاليد والقيم الإسلامية .
وأبدى معاليه اهتماماً كبيراً بما يناقش في ملتقيات خادم الحرمين الشريفين من مشكلات يواجهها المسلمون ، وقال : إنها متعددة من أهمها مشكلة التعليم لأبنائهم ، فلا يخفى أن المناهج الدراسية في ديار الغرب تغفل القيم الدينية التي يجب أن ينشئ عليها الشاب المسلم ، وكذلك الحياة الأسرية المستقرة ، ومراعاة الخلق الإسلامي ، ففي هذه الملتقيات نناقش مثل هذه المشكلات وغيرها، وكلها تؤدي في النهاية إلى القضية الأكبر وهي كيف أن يندمج المسلمون في المجتمعات المضيفة ويكونوا عاملاً حياً مؤثراً فيها دون أن يفقد شخصيتهم وخصائصهم المستقلة .
وأضاف معالي الدكتور كامل الشريف قائلاً : لقد رأينا عدداً كبيراً من المؤسسات الدينية ، والتعليمية ، والثقافية تقام في أكثر الدول الأوروبية ، كالمساجد ، والمراكز الإسلامية والمدارس على درجات مختلفة ، وكلها تكمل النقص الذي يحسه المسلمون في حياتهم ، كما أنها تهيئ استكمال التعليم الإسلامي الذي لا يتحقق في المدارس الأخرى ، وهذه المنشآت مفتوحة أمام المنظمات الإسلامية الكثيرة لتستفيد من وجودها في نشر الدعوة وتربية أبناء المسلمين .
وأشار إلى أنه من أهم أسباب تعلق أبناء الجاليات بهذه المؤسسات أنها تمثل الدعوة الإسلامية في صفائها وابتعادها عن التحزب والمذهبية الضيقة ، والميول السياسية التي تخشاها الدول الغربية وترى فيها عامل قلق وفوضى .
وطالب الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة بأن يستمر البحث في استقطاب العناصر الفاعلة في الجاليات الإسلامية والاستفادة من خبراتهم ، وإتاحة الفرصة أمامهم لطرح آرائهم ، وتقديم مقترحات عملية ، ومن المهم كذلك إيجاد أدوات تنفيذية لهذه البرامج حتى لو كانت متواضعة في البداية ، لأن لدى الجاليات إمكانات فكرية واقتصادية كبيرة ، ومن الضروري حشدها في أعمال وخطط محددة تنمو مع الزمن .
مشكلات أبناء الأقليات
من جهته تحدث الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور جعفر عبد السلام عن ملتقى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود في كوبنهاجن قائلاً : إن لهذه الملتقيات آثاراً مهمة في المجتمعات الإسلامية ببلدان الأقليات ، فمن ناحية تحقق هذه الملتقيات المزيد من التعاون بين المسلمين المقيمين في تلك المناطق إعمالاً لقوله تعالى « يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» ...الحجرات .كما تناقش مشكلات المسلمين بشكل عام وفي بلاد هذه الأقليات بشكل خاص فتعطى للمسلمين حلولاً لمشكلات حياتهم وإجابات لما يشغلهم في هذه البلاد .
وأيقن سعادته أن تلك الملتقيات وهي تقدم معرفة واضحة بأحوال المسلمين في بلاد الغربة وبالتالي تعين من يريد أن يتعرف على هذه المشكلات وأن يضعها تحت الضوء ؟ لتكون زاداً علمياً واضحاً للتعرف على الأقليات المسلمة في مختلف أنحاء العالم ، كيف يعيشون ، علاقاتهم بالسلطة في الدول التي يقيمون فيها ،مركزهم الاقتصادي والاجتماعي ،قدرتهم على التأثير على هذه المجتمعات.
ولفت الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية إلى أن هناك بعض المسائل الجديدة في دول الأقليات يجب التصدي لها ومساعدة المسلمين على التعامل معها ، على سبيل المثال ، التجارة الإلكترونية ، وتعاملات البنوك مثل شهادات الإيداع ، وأسعار الصرف والبيوع الدولية ، وعقود الاستثمار الدولية ، مشيراً إلى أن المشكلات الاجتماعية طائفة هامة من المشكلات التي تعاني منها هذه الأقليات مثل مشكلات الزواج بين المسلمين وغيرهم : الزواج المختلط ، وبعضه حلال كما نعرف زواج المسلم بالكتابية ، وبعضه حرام زواج المسلمة بغير المسلم .
رفع المعنويات والسعادة
أما الدكتور محمد عبد الحليم أستاذ كرسي الملك فهد للدراسات الإسلامية بجامعة لندن فقد حيا الجهود المتميزة التي قامت ، وتقوم بها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في نشر الدعوة إلى الله تعالى ، ودعم الأقليات المسلمة الموجودين في مختلف أنحاء المعمورة .
ووصف في حديث له عن الملتقى جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين بأنها عظيمة، مشيراً إلى أن أكبر دليل على ذلك إعمارها الجوامع والمراكز الإسلامية في دول أوروبا وأمريكا وأفريقيا على نفقتها ، ولا تزال تنفق عليها لتبقى تقدم خدماتها لفائدة الأقليات المسلمة ، مما كان له أطيب الأثر في الحفاظ على هويتهم الإسلامية .
وقال سعادته : إن أفراد الجاليات الإسلامية يسعدون كثيراً ، وترتفع معنوياتهم بسماعهم أنباء تقديم المملكة العربية السعودية المساعدات والعون لهم ببناء الجوامع والمراكز الإسلامية بهدف ربطهم بدينهم ، وتعليم العلوم الإسلامية ، وتبصيرهم بأمور دينهم وهم في بلاد الغربة ، داعياً في ذات الوقت الجاليات الإسلامية إلى الاستفادة مما تقدمه المملكة العربية السعودية من عون ودعم لنشر الدعوة الإسلامية ، وتنظيم الملتقيات ، والمؤتمرات ، والندوات الإسلامية في مختلف الدول الأوروبية والأمريكية والأفريقية ، وكذا توحيد كلمتهم ، والإخلاص والعمل لله تعالى ، ونبذ الفرقة، وعدم العمل للمصالح الشخصية ، والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وماجاء في سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وأيضاً اتخاذ الطريق السليم في حل المشكلات التي تعترضهم .
مخاطبة الجاليات بلغاتها
من ناحية أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة » أسيسكو» الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري أن سلسلة ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية والثقافية التي نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية تخدم الإسلام والمسلمين بعامة ، والجاليات والأقليات المسلمة بخاصة .
وقال الدكتور عبدالعزيز التويجري : إن تلك الملتقيات تمتاز بأنها تحمل اسم ملتقى خادم الحرمين الشريفين وتقدم خدمات جمة تستفيد منها المجتمعات الإسلامية التي تتوجه إليها بالخطاب ، ولذلك فإن لهذه الملتقيات آُثاراً محمودة بالغة الإيجابية ، وتعمل عملها الفاعل والمؤثر في توجيه المجتمعات الإسلامية نحو مصادر ثقافتها الإسلامية ، وتنويرها بحقائق الدين الحنيف ، وتوعيتها بواجباتها تجاه دينها أولاً ، ثم تجاه المجتمع الإسلامي ، كما أنها تساهم في تصحيح الصور المشوهة التي يروجها المغرضون عن الإسلام وحضارة المسلمين.
وعبر الدكتور التويجري عن اعتقاده في أن المملكة العربية السعودية من خلال العمل الذي تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، في تنظيم هذه الملتقيات ، تواصل أداء الرسالة الإسلامية التي شرفها الله بها ، وتساهم من خلال هذه الجهود الموفقة في إبراز الصورة الإسلامية الحقيقية ، وفي مد الإشعاع الإسلامي إلى مناطق شتى من العالم .
وطالب المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة « أسيسكو» بتفعيل وتأصيل جهود وإنجازات ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية الثقافية عن طريق التوسع في مخاطبة الجاليات والأقليات باللغات المحلية للدول التي تقام بها تلك الملتقيات ، وأن يكون أغلب العروض والمحاضرات بهذه اللغات ، مع استخدام الوسائط الإعلامية المتوافرة ، حتى يكون الخطاب أقوى مفعولاً ، وتكون حصيلته أوفر نصيباً ، مؤكداً أن الجاليات الإسلامية لا ينبغي أن تكتفي بدور الملتقى ، وإنما يجب عليها أن تتجاوب مع هذه الملتقيات ، وتساهم فيها ، وتعمل على توسيع الآثار التي تخلفها وتؤسس عليها .
جسر التواصل بين المسلمين
وفي السياق ذاته أكد نائب مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة لشؤون خدمة المجتمع الدكتور سعيد بن عبدالله حارب أن ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود الإسلامية الثقافية التي عقدت في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية تحظى بتأييد الجاليات الإسلامية التي تعيش في الدول التي تقام فيها ، وأثمرت عن نتائج طيبة وبناءة في صالح الأقليات المسلمة ، مؤكداً على أهمية هذه الملتقيات العلمية التي تعالج شؤون المسلمين بصفة عامة ، وشأن الجاليات المسلمة في الغرب بصفة خاصة ، وتبحث قضاياهم ومشكلاتهم لإيجاد الحلول المناسبة لها .
وأضاف الدكتور سعيد حارب قائلاً : لعل من أبرز الآثار التي تحققها هذه الملتقيات شعور الجاليات الإسلامية بمدى الرعاية والاهتمام بهم من قبل البلدان والحكومات الإسلامية والارتباط بهم ، ومتابعة قضاياهم في مختلف الجوانب ، وكذلك معالجة القضايا الشرعية والتربوية والاجتماعية ، وفقاً للظروف والبيئات التي يعيشونها ، كما أن هذه الملتقيات تعطي دعماً معنوياً للجاليات الإسلامية في المجتمعات الغربية ، وتشعرها بأن ليست منعزلة عن امتدادها الإسلامي، فهي وإن عاشت في الغرب إلا أنها ترتبط بروابط وثيقة مع المجتمعات الإسلامية ، وهي الجسر التواصل بين المسلمين وغيرهم .
وأشاد نائب مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة لشؤون خدمة المجتمع بجهود المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين ونصرة أهله سواء كان ذلك في المجتمعات الإسلامية أو مجتمعات الجاليات الإسلامية ، إذ تنتشر المراكز الإسلامية التي أقامتها المملكة من لوس أنجلوس بأمريكا إلى طوكيو باليابان مروراً بجبل طارق ، ولندن ، وأدنبرة ، وروما ، وجنيف ، وبروكسل ، ومدن كثيرة في آسيا وأفريقيا ، وأمريكا ، ونواكشوط في موريتانيا ، ورأس الخيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى إندونيسيا ، واليابان .
لجنة دائمة للتنفيذ
من جانبه أشاد رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في جمهورية مصر العربية الشيخ محمد صفوت نور الدين بالجهود التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود في خدمة الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء المعمورة في شتى المجالات بعامة ، وفي عقد ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية والثقافية في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية بخاصة .
وقال رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في مصر العربية : إن بلاد الحرمين الشريفين صانها الله تعالى منذ قيام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ، وأعان أبناءه على إتمام الرسالة المجيدة التي حملها بنفسه ، وحملها أبناؤه من بعده ، وهي تحمل رسالة الدعوة إلى الله تعالى بالمثال الوقعي المنطقي في الحكم بشرع الله تعالى على أرضها ، ودعوة الناس خارجها للالتزام بالإسلام عن طريق إنشاء المعاهد والجامعات ، وإرسال البعثات والدعاة والعلماء ، وعمل الملتقيات ، وطبع الكتب والنشرات .
وطالب الشيخ محمد صفوت نور الدين القائمين على ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية الثقافية بتكوين لجنة دائمة مهمتها وضع التوصيات موضع التنفيذ ، بحيث يكون لها تقرير دوري عما تم إنجازه من التوصيات السابقة والعوائق أمام تنفيذ البعض الآخر لتواصل الجهود ، وعدم التكرار المضيع للوقت والجهد ، وعرض التوصيات على الجهات العلمية ، والمطالبة بالتعاون بالرأي والمشورة ، والعمل ، والتنفيذ حتى يكون العمل أكثر نجاحاً .
وعن مقترحاته لزيادة فعاليات الملتقيات ، وتأصيل مشاركة الجاليات الموجودة في دولة إقامة الملتقى ، رأى أن تنظم على هامش الملتقى دورات علمية للدعاة ، وأبناء الجاليات الإسلامية كأمثلة تطبيقات للدعوة الإسلامية على المنهج الصواب ، كذلك طالب بأن تقوم الملتقيات بدراسة مشكلات أبناء الجاليات ، ووضع الحلول لها ، ورفع تقرير للجهات العلمية ؛ للبحث في الأحكام الشرعية المتعلقة بها .
وطالب الشيخ محمد صفوت نور الدين المؤسسات الإسلامية في بلاد الأقليات بأن تكون على صلة وتبعية بالجهات الممثلة لبلاد المسلمين ، وخاصة بلاد الحرمين ؛ لتيسير الحج والعمرة ولقضاء المسلم إجازته بها ، وتنشيط الزيارات الترفيهية المنضبطة بضوابط الشرع ، واستغلالها بمناهج تربوية ؛ لحماية المسلم من الوقوع في الأعمال المنافية لتعاليم الدين الإسلامي .
عقد ورشات عمل
ومن جانبه قال المستشار بالمركز الإسلامي في آخن بألمانيا الدكتور محمد الهواري إن ملتقيات خادم الحرمين الشريفين تأتي استجابة لحاجة الجاليات الإسلامية في مجتمع الاغتراب ، فقد وفرت هذه الملتقيات إمكانية التقاء العاملين في الساحة الإسلامية فيما بينهم ، وتقوية أواصر التعارف وعقد الأمل في التعاون والتنسيق المستقبلي لما يهم أمر الإسلام والمسلمين في ديار الغرب .
وأضاف قائلاً : إن التقاء العاملين في الساحة الإسلامية في ديار الغرب مع إخوانهم في المملكة العربية السعودية يعد عاملاً مهماً في تقوية الشعور العملي باهتمام المسؤولين بأبنائهم في ديار الغرب والسهر على مدهم بكل ما يحفظ عليهم هويتهم الإسلامية وانتمائهم لهذه الأمة المختارة ، وفي نظري إن هذا العامل ضروري لتأكيد هذا الانتماء وخاصة بالنسبة لأبناء الجيل الثاني والثالث فالجيل الأول من الجاليات الإسلامية لا يزال يحتفظ بذخيرة حملها معه منذ هجرته الأولى ، أما الأجيال اللاحقة التي ولدت أو ترعرعت في ديار الغرب فإن هذا الشعور مهدد بالتراجع لذلك فإن قيام هذه الملتقيات ونقل أخبارها إلى أبنائنا يشعرهم بأنهم ليسوا مقطوعي الجذور عن أمتهم الأصلية وأن جسر الاتصال والتواصل بين المنبع والفرع لا يزال بحمد الله مستمراً وحاملاً للخير بإذن الله .
وعبر في تصريح مماثل عن تقديره لجهود المملكة في العمل الإسلامي بكافة صوره ، وقال : إن هذه الجهود تعد من أهم العوامل التي ترفع من شأن الإسلام والمسلمين ، وتنصر جميع قضاياهم ، والأمل معقود أن تتطور هذه الجهود ، وأن تستفيد منها المؤسسات الإسلامية ضمن الخطوط الأساسية التي أنشئت من أجلها ، وأن يتم استخدامها في إطار من الإستراتيجية التي تضع الأمور في مواضعها الطبيعية حتى تكون الثمار أكثر فائدة بإذن الله .
واقترح الدكتور محمد الهواري لزيادة فعاليات هذه الملتقيات وتحقيق أكبر قدر من الفائدة لصالح الجاليات المسلمة ، أن يتم عقد ورشات عمل بشكل متواز مع لقاءات المؤتمر لمناقشة بعض الموضوعات المحددة من الاختصاصيين أو من المهتمين بمثل هذه الموضوعات ، مثل دراسة دستور وأنظمة البلد الذي يقام فيه الملتقى ومعرفة المواضع التي يمكن أن يستفيد منها المسلمون في جميع شؤونهم الحياتية ، والقضايا المتعلقة بالتعليم وحقوق الإنسان والمحافظة على البيئة وقضية المرأة المسلمة ووضعها في المجتمع الغربي ، وتكوين فريق عمل أو لجنة متابعة من بعض العاملين في الحقل الإسلامي في الغرب مع الإخوة من منظمي الملتقى مهمتها متابعة توصيات الملتقى والسهر على تنفيذ ومعرفة جوانب القوة فيها لتحسين أدائها ومعرفة جوانب الضعف لمحاولة تجنبها أو لتطويرها وأهمية هذه النقطة تكمن في إزالة الشعور عند البعض بأن المنتديات والمؤتمرات والملتقيات إنما هي نوع من التظاهرات التي تنقصها الفعالية والتأثير .
الاعتزاز بالدين
أما رئيس مجلس التحقيق العلمي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن خلف السبت فقد نوه بملتقيات خادم الحرمين الشريفين التي تعقد بصفة دورية في عدد من المدن الأوروبية والأمريكية ، وقال : إن اجتماع العلماء والدعاة تحت سقف واحد للتشاور والتعارف ومن ثم الاستفادة من الخبرات له أكبر الأثر ، مشيراً إلى أن هذه الملتقيات تتيح للعاملين في مجال الدعوة الاستفادة من العلماء والاسترشاد بما يطرحونه ويؤصلونه لحل قضايا المسلمين في هذه البلاد ، فالأثر إذن كبير ونافع .
وواصل القول في تصريحه بمناسبة عقد ملتقى كوبنهاجن : إن هذه الملتقيات تعطي المسلمين شعوراً واعتزازاً بدينهم وأيضاً تعطي الدول التي يعيش فيه المسلمون أقليات فيها فرصة لفهم الإسلام الصحيح حيث إن الأفكار التكفيرية وغيرها شوهت معالم الإسلام ، فهذه الملتقيات تعيد الأمور لنصابها بشرط إحسان الطرح ومطابقته للكتاب والسنة وعلى فهم السلف.
وفي هذا الصدد أكد الشيخ عبدالله السبت على أهمية أن تحقق هذه الملتقيات هدفاً أساسياً وهو معالجة مشكلات الجاليات الإسلامية ، وقال : لذلك أرى أن يركز على معالجة مشكلات وقضايا المسلمين في هذه الدول ، وعمل دراسات حول ذلك ثم الاتيان بعلماء لعلاج هذه المشكلات والقضاء ، منوهاً أن الاستفادة من نتائج وتوصيات الملتقيات يتأتى من خلال تحويلها إلى برامج عملية ومتابعتها ، وأن تصدر توصيات عملية قابلة للتنفيذ ، فيجب مراعاة الجانب العملي التطبيقي .
ريادة المملكة في العمل الإسلامي
من جانبه امتدح رئيس المجلس الإسلامي في ألمانيا الأستاذ صلاح الدين الجعفراوي القضايا التي يتم مناقشتها في ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية الثقافية ، وقال : إن هذه الملتقيات تعالج بعض القضايا المهمة التي تمس وضع المسلمين في أوروبا ، وتختلف هذه الملتقيات عن العديد من غيرها من المؤتمرات والندوات التي لا تعالج أوضاع المسلمين في الغرب ، وتهتم بتأكيد وتأصيل بعض الصراعات الفكرية أو الحزبية ، رغم أننا في أوروبا يجب أن نكون بعيدين عن هذا التشرذم ، وذلك التشتت الذي أضاع الكثير من الجهد والوقت .
ونوه الأستاذ الجعفراوي بالجهود المتواصلة التي قامت وتقوم بها المملكة في خدمة الإسلام ، ونصرة للمسلمين ، قائلاً : إن المملكة العربية السعودية رائدة منذ عشرات السنين في دعم ومساندة الأقليات الإسلامية ، وقد تبلورت هذه الجهود برعاية شخصية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله الذي له في كل بقعة مكرمة كبيرة ، تتمثل في بناء مسجد أو جامع أو مركز إسلامي ، أو مدارس إسلامية ، أو جمعية أو مؤسسة خيرية تمكن المسلمين من أداء عباداتهم ، وتقدم لهم العون والمساعدة وتلبي احتياجاتهم الدينية والتعليمية والثقافية والاقتصادية .

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved