| ملحق ملتقي خادم الحرمين الشريفين
للمسجد منذ أن أشرق نور الإسلام في الجزيرة العربية وطوال الحقب المتتالية رسالة عظيمة وسامية، ومن داخله وضعت أسس الدولة الإسلامية الأولى، ومنه انطلقت كتائب الفتح تنشر النور في أرض الله لتحدث تحولات هائلة في الخارطة السياسية والثقافية للشعوب، وفي المسجد قامت منابر العلم، وحلقات التعليم، وعقدت ألوية الغزوات، ومنه خرجت البعثات في مهمات علمية وسياسية وفقهية وسلمية وفيه اتخذت أخطر القرارات المتعلقة بشؤون الحكم وإدارة الدولة، وظلت هذه الرسالة العظيمة سمة حقيقية لبيوت الله في العصور الإسلامية الزاهرة إلى ان ضعفت الدولة الإسلامية وابتعد الناس شيئا فشيئا عن دين الله وخاصة في عصور متأخرة بعد أن قامت حضارات جديدة تعتمد العلم والقيم العلمية أساس الحياة وجوهرها وما أن ضعفت علاقات المسلمين بربهم، وقل اهتمامهم بأداء الشعائر الإسلامية، وعزفوا عن دراسة القرآن وتلاوته وتفسيره، هجر الناس المساجد فضعفت وظيفتها تبعا لذلك، بل إن كثيرا من المساجد في عدد من الدول الإسلامية أصبحت ملمحاً تراثياً، ولا يؤمها في الغالب إلا كبار السن أو من عصم الله، لقد تراجعت وظيفة المسجد في دول إسلامية عديدة، وأصبحت قاصرة على أداء الصلوات المفروضة، وفي أفضل الحالات تعقد فيها حلقات وعظ وإرشاد وقليل من دروس العلم والفقه،
ولأن المملكة العربية السعودية هي منبع النور، وقد كرمها الله ببيته المحرم وببعثة رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه، فقد استمرت تحافظ على دين الله، وعلى صيانة عقائد المسلمين من الخلخلة واحتمالات التذويب والطمس، ولم تتخل عن هذه الوظيفة السامية إلا بعد ان تفككت أجزاؤها، وأصبح بعضها معزولا عن بعض، ونأت الخلافة الإسلامية عنها، بل وفي قرون سابقة كادت أن تعود إلى الجاهلية الأولى إلى أن قيّض الله لها في القرن الماضي رجل دعوة ورجال سياسة، فأعادوا لها هويتها الإسلامية وصنعوا كيانها السياسي المتميز لقد اتحد آل سعود سالفهم ومتأخرهم مع دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب فجاء المجد إلى الجزيرة العربية ساعياً، وغض عدوها الطرف عنها صاغراً،
خادم الحرمين، ، رعاية دائمة
واستشعاراً برسالة المسجد وغاياته العظيمة تجلى إخلاص خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله وسلفه من قبله وحبه لله في إعمار بيوت الله لتستعيد رسالتها العلمية والدعوية والثقافية، وبدأ بتوسيع قاعدتها في الداخل فلا يكاد الآن أي حي في مدينة أو قرية يخلو من تعدد المساجد، 60 ألفاً من المآذن تجلجل بالنداء في مختلف المدن والقرى نأى موقعها أو دنا، وتشهد هذه المساجد وخاصة الكبيرة منها، حلقات للدرس منتظمة يعقدها كبار العلماء والمشائخ، ويحوي بعضها مدارس نظامية لتحفيظ القرآن الكريم ومكتبات ضخمة وبرامج أخرى لدعوة غير المسلمين وتأليفهم، وقد زودت كل هذه المساجد بنسخ حديثة من المصحف الشريف طباعة مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة، وهي منائر اشعاع علمي شيدت على أحدث الطرز المعمارية المتناغمة مع طرز العمارة الإسلامية الشهيرة، ومفروشة بأزهى أنواع الفرش وملحق بها جميعها منزل للإمام وآخر للمؤذن علاوة على دورات المياه الحديثة والحمامات وأجهزة التبريد ومكبرات الصوت وأدوات النظافة الكهربائية وعمال يقومون على خدمتها ونظافتها، أما على المستوى الخارجي فإن المساجد والمراكز الإسلامية والأكاديميات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، تقف شاهدا حيا على جهود المملكة العربية السعودية، وسخاء عاهلها خادم الحرمين الشريفين الذي يعطي بلا حدود متى ماتعلق الأمر بنشر دين الله، وإعمار بيوته في الأرض، سيما وقد عرف عنه الإخلاص لله عز وجل والإخبات له، وعدم الممالاة أو المجاملة في أي أمر من أمور الدين، ويكفيه عزاً وفخراً توسعة الحرمين الشريفين لتقف على رأس قائمة خدماته لبيوت الله داخليا وخارجيا وأشارت إحصائية حديثة إلى أن عدد المراكز الإسلامية التي أنشأتها المملكة أو ساهمت في إنشائها تجاوز 210 مراكز، بينما بلغ عدد المساجد 1359 مسجداً وذلك في مختلف أنحاء العالم، وكان آخرها مركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي والإسلامي بملقا الذي يمثل نقطة اتصال وتواصل حضاري لأمجاد المسلمين ورسالتهم السامية، ويشكل أيضاً حلقة اتصال في سلسلة العلاقات بين إسبانيا والمملكة العربية السعودية، ومن المراكز والمساجد والمدارس والمعاهد والكراسي التعليمية التي حظيت بدعم خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، على سبيل المثال لا حصرا المركز الإسلامي في تورنتو بكندا، المركز الإسلامي في برازيليا بالبرازيل، المركز الإسلامي في بيونس ايرس بالأرجنتين، المعهد الإسلامي العربي في طوكيو والتابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، مدارس وجامعة إسلامية في كوريا، مراكز ومدارس إسلامية في استراليا، معهد تاريخ العلوم العربية الإسلامية في فرانفكورت بألمانيا، معهد العالم العربي في باريس، المركز الإسلامي في فرانكفورت والمركز الإسلامي في جنيف بسويسرا، المركز الثقافي الإعلامي في بروكسل، المركز الإسلامي في مدريد بإسبانيا، مسجد ليون بفرنسا، المركز الإسلامي في استراليا، مسجد بلال والمدرسة في لوس أنجلوس، مسجد الملك فيصل في تشاد، مسجد الملك فيصل بفيينا، مسجد فروعي بالكاميرون، الجامع الكبير بالسنغال،جامع زنجبار بتنزانيا، مسجد باماكو بجمهورية مالي، المركز الإسلامي في روما بايطاليا، المركز الإسلامي في نيويورك، مسجد برنت المركزي ببريطانيا، مسجد ياوندي بالكاميرون، ترميم الأزهر بمصر، ترميم قبة الصخرة ومسجد عمر بن الخطاب،جامع عمرو بن العاص في مصر، مناشط الدعوة الإسلامية الصحيحة في الهند ونيبال،
كما أنشأت المملكة عدداً من الأكاديميات والكراسي العلمية للدراسات الإسلامية في جامعات كبرى وعريقة في أمريكا وبريطانيا وروسيا، وهدفت هذه المؤسسات العلمية إلى نشر الثقافة الإسلامية واللغة العربية في بلاد الأقليات المسلمة، ودعم هذه الأقليات مادياً وسياسياً وعلمياً، والعمل على حمايتها ووقف انزلاقها في قبضة المجتمعات الغربية وذوبان هويتها، وادرك خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ببعد بصيرته أن هذه الأكاديميات والكراسي سيكون لها دور في ابراز حقيقة الإسلام، وفي تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام دينا وسطياً وعالمياً، معتدل المنهج، بعيد عن الغلو والتطرف أو التفريط، وبالفعل كان لها اسهاماً علمياً واضحاً في نشر العلم الشرعي المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، علاوة على مهماتها في تعليم النشء من أبناءالمسلمين اللغة العربية والقرآن الكريم، وربطهم بدينهم وعقيدتهم من خلال الدروس النظرية والعلمية، وتعويدهم على أداء العبادات، كما هدفت إلى تقوية الصلات والعلاقات بين المؤسسات الإسلامية العاملة هناك من خلال تبادل البرامج، واستقطاب العلماء والفقهاء لالقاء الدروس والمحاضرات، وكذلك الأساتذة الزائرين من علماء الأمة، مما يساعد حقيقة على تكثيف النشاط التعليمي والارشادي والدعوي، والنشاط الفكري العلمي الذي يهدف إلى تقديم روية الإسلام الصحيحة حول بعض الظواهر العلمية، وحول كثير من الأمراض والعلل الاجتماعية والسلوكية التي تعارض بجلاء الفطرة الانسانية وتصادم الذوق العام، ولا شك أن هذه المنابر العلمية والفكرية تشكل اضافة فاعلة ونافعة وذات أثرنافذ لرصيد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد الناصع في خدمة الإسلام والمسلمين في كل المجتمعات والبيئات الإسلامية، ولا يكاد أي كان في الأرض يخلو من ملمح خير أو دعوة أو تعليم لخادم الحرمين الشريفين، وكل هذه الأعمال يبتغي بها ثواباً عند الله عز وجل، ونفعاً للمسلمين في بلاد الله الواسعة، ومن هذه الأكاديميات:
* الأكاديمية الإسلامية في واشنطن التي أنشئت في عام 84/1985م بدعم من خادم الحرمين الشريفين وبلغت تكلفتها 100 مليون دولار تقريباً، ويدرس بها 1200 طالب منهم 549 طالبا سعوديا والبقية يمثلون 29 جنسية،
* أكاديمية الملك فهد في لندن، وتأسست في عام 1985م، واشتهرت بمناهجها الدراسية المتميزة ذات المستوى الرفيع والمتاحة لابناء المسلمين والمبتعثين السعوديين علاوة على أطفال العرب ومسلمي بريطانيا عموماً، ويمثل طلابها أكثر من 40 جنسية، ولنا أن نتصور تأثير هؤلاء في المجتمع البريطاني أو في مجتمعاتهم الأصلية، وتضم هذه الأكاديمية مراحل دراسية متعددة تبدأ من رياض الأطفال وحتى الثانوية،وبها مسجد كبير، وتقيم في الوقت نفسه مسابقة سنوية في القرآن الكريم، وفي الثقافة الإسلامية لطلابها، وذلك فيما يشبه التعليم المركز والمكثف لأبناء المسلمين، كي يؤدوا دوراً مؤثراً في نشر الدين الإسلامي، ويعملوا على صيانة سلوك المسلمين وقيمهم في مجتمع له قيمه وتقاليده واعتقاداته، بل وفيه من يكيد للإسلام، ويضمر له الضغينة والكراهية،
* أكاديمية الملك فهد في موسكو: وهدفت هذه الأكاديمية إلى اعادة هويات المسلمين هناك، وصياغة ثقافتهم وصيانة عقائدهم بعد محاولات الطمس والتذويب الهائلة التي تعرضوا لها في أعتى قلاع الإلحاد، حيث بذلت جهود رهيبة ومرعبة لاقتلاع الإسلام من جذوره في مختلف ولايات الاتحاد السوفيتي السابق، وبما أن الماركسية اللينينية كانت تعتبر الدين «أفيون الشعوب»، ومعوقا لحركة الانتاج فقد نكلت بالمسلمين، وهدمت دور عباداتهم، وحولت المساجد إلى متاحف ومراقص، وأجبرت أطفالهم على التعليم في المدارس العامة ليدرسوا أسس الفكر الشيوعي، ، وهكذا وهنت العقائد، وخبا نور الايمان، وتبدلت السلوكيات والقيم، ، ومن أجل كل ذلك جاءت الأكاديمية قبسا من نور في ساحات مظلمة وجهل مطبق، وهي من الأعمال الجليلة التي تشكل ثقلا حقيقيا في ميزان الجهود العظيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد في الدعوة ونشر الدين الإسلامي، وحماية الأقليات المسلمة من الذوبان، وذلك في أي بقعة من بقاع الأرض، وتضم هذه الأكاديمية فصولا وقاعات للحاسبات الآلية ومختبرات «فيزياء وكيمياء»، وقاعات للترجمة الفورية، والحقت بها روضة للأطفال وتمهيدي، علاوة على أنها تعقد دورات منتظمة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها،
* أكاديمية الملك فهد في بون: يرجع تاريخها إلى عهد قريب فقد أنشئت في عام 1416ه لتشكل ملاذا للمسلمين والعرب وأبنائهم في الغرب، ولتوفر لهم تعليما يرتبط بمعتقداتهم ويربطهم بدينهم ولغتهم، وجامعة في المجتمع الألماني الذي يعتز كثيرا بهويته ولغته وجنسه، ويغار على تقاليده الاجتماعية وقيمه الحضارية، ومن ثم فإن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد لإقامة أكاديمية علمية في بون جاءت دعما للمسلمين هناك، وهي نقطة في بحر عطائه الجم للإسلام والمسلمين في عصر لا يأبه إلا لقيمه المحلية وللقيم العلمية، منذ أن برزت هذه الأكاديمية إلى الوجود فهي لاتفتأ تعمل على خلق صلات ثقافية وفكرية وتربوية وعلمية مع الهيئات والمؤسسات النظيرة، من أجل التنسيق وتكامل الأهداف والبرامج التي ينشدها المسلمون هناك، وتتبادل معها الأنشطة ووسائل المعرفة وأدواتها في إطر من التعاون المحكم، ويؤدي في النهاية إلي بناء مسلم بخلفية إسلامية متينة تقاوم إغراء المدنية، وتعمل على تصحيح التشويه والتحريف الذي الحق بالديانة الإسلامية عن طريق الاستشراق والفكر العلماني واليهودية العالمية، أقيمت الأكاديمية على مساحة 5600 متر مربع في العاصمة الألمانية وبلغت تكلفتها 30 مليون مارك، وتضم مدارس من الابتدائي إلى الثانوي ومسجد ومختبرات وقاعات للحسابات والمحاضرات وغيرها،
ومن الأنشطة التي ستبقى مراكز إشعاع للدين الإسلامي في مختلف أنحاء العالم، ومنابر دعوة تفخر بها المملكة وتفاخر دون منٍّ أو كبرياء لتستنهض همم الدول الإسلامية للاقتداء بها في خدمة الإسلام، إنشاء المراكز الإسلامية والمساجد والمعاهد والجامعات والكراسي العلمية وغيرها من الأنشطة، فقد أنبرت المملكة بحكم رسالتها وثقلها الإسلامي والاقتصادي ووضعها قبلة للمسلمين لتعيد المسلمين إلى أصول دينهم، ولتقوي عقائدهم، ولتغذي جذوة الإيمان في قلوبهم،
وكان من نتائج هذه الجهود إنشاء عدد من المراكز بدعم مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، ومنها:
* مركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي الإسلامي في ملقا وتبلغ مساحته 3848 متر مربع ويتكون من خمسة طوابق، ويشكل هذا المركز جسر اتصال وتواصل حضاري بين الشعب الأسباني والشعب السعودي، وهو مركز ضخم ويعد جامعة قائمة بذاتها، وذات مناشط أكاديمية وتعليمية وعلمية وثقافية ودعوية وفكرية، ويعد إضافة جليلة في سجل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد،
* المركز الإسلامي في تورنتو بكندا ودعمه خادم الحرمبين الشريفين بأكثر من نصف مليون دولار،
* المركز الإسلامي في برازيليا وبلغ حجم الدعم 7 ملايين ريال سنويا،
* المركز الإسلامي في العاصمة الأرجنتينية ببيونس ايرس وتم دعمه بخمسة ملايين ريال،
* المركز الإسلامي في سويسرا «جنيف» ويدعم ب19 مليون ريال،
* المركز الإسلامي في مدريد بأسبانيا وبلغ الدعم 27 مليون ريال،
* المركز الإسلامي في استراليا ب 6 ملايين ريال،
* المركز الإسلامي في نيويورك بدعم مالي سنوي،
* المركز الإسلامي في روما بإيطاليا، وتبرع له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بمبلغ 50 مليون دولار تغطية لنفقات بنائه ويشكل هذا المبلغ 70% من إجمالي التكلفة، وذلك بالإضافة إلى تخصيص 5، 1 مليون دولار سنويا لدعمه،
أما المساجد التي تشرفت بدعم المملكة أو الدعم الشخصي لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد فتشمل: مسجد ليون بفرنسا11 مليون ريال، جامع عمرو بن العاص في مصر 600 ألف ريال، مسجد بلال والمدرسة في لوس انجلس، مسجد الملك فيصل في تشاد 60 مليون ريال، مسجد الملك فيصل بفيينا 85 مليون ريال لتشييده مسجد فروعي في الكاميرون 15 مليون و600 ألف ريال، الجامع الكبير بالسنغال 12 مليون ريال، جامع زنجبار بتنزانيا 10 ملايين ريال، مسجد باماكو بجمهورية مالي 23 مليون ريال، مسجد باوندي بجمهورية الكاميرون 5 ملايين دولار، ترميم الأزهر 14 مليون ريال، ترميم قبة الصخرة ومسجد عمر بن الخطاب بالقدس، مسجد برنت المركزي في بريطانيا، وذلك بالإضافة إلى مجهودات وأعمال إسلامية أخرى في اليابان ونيبال وكوريا الجنوبية وكثير من دول القارة الأفريقية والقارة الآسيوية واستراليا،
* الكراسي العلمية
وضمت قائمة الكراسي العلمية والإسلامية التي أنشأتها المملكة في أعظم الجامعات وأعرقها:
* كرسي الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وتأسس في عام 1984م وهدف إلى تشجيع البحث العلمي وتسخيره للأمة الإسلامية ولخدمة قضاياها، وإلى صيانة التاريخ الإسلامي وحمايته من حملات التشويه والتحريف، وتنقيته مما علق به من شوائب وأوشاب، وأسهم هذا الكرسي منذ أنشائه وحتى الآن في عرض الفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية إلى الساحة العالمية، وإلى الراغبين في التعرف عليه من أبنائه، وذلك بطريقة صحيحة وخالية من الغرض أو الدس، كما أسهم في التعريف بالإسلام دينا عالميا، دينا يرتكز في شريعته ودستوره على العدل الخاص والكامل، لاسيما وهو دين القيم وتكريم الإنسان، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أرسل إلى البشرية جمعاء، وتولى هذا الكرسي وغيره من الكراسي التي أنشأتها المملكة مسؤولية الوقوف أمام تخرصات المستشرقين وتحريفاتهم،
* كرسي الملك فهد لدراسات الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة هارفارد العريقة، وأنشىء في عام 1413ه ويهتم أساساً بالشريعة الإسلامية والتشريع الإسلامي، وهو المسوغ لإلحاقه بكلية الحقوق، ويركز على الدراسات الخاصة بالشريعة الإسلامية، ومول كثيرا من الأبحاث ومنح الدراسات العليا، والأبحاث المؤهلة إلى درجة الأستاذية في مجال نظام التشريع الإسلامي، وتميزت الدراسات التي أجراها بالجدية والموضوعية، فكانت علمية خالصة من مؤثرات العقائد الأخرى، والانتماءات الفكرية والتوجهات الثقافية، وجامعة هارفارد من أعرق الجامعات الأمريكية ومن أرفعها سمعة، وقد وافقت على إنشاء هذا الكرسي لأنها تعلم يقينا أن خُمس سكان العالم يعيشون في الدول الإسلامية، وهو ثقل جدير بالاحترام والتقدير، واستطاع هذا الكرسي استقطاب كثير من العلماء والمفكرين والباحثين في دراسات جادة وذات قيمة علمية عالية، وأصبح ساحة للحوار الهادف والطرح العلمي الرصين، ولذلك فهو يقدم خدمة عظيمة للشريعة الإسلامية،
* كرسي الملك فهد للدراسات بمعهد الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن بالمملكة المتحدة، وأنشئ في عام 1995م، في إطار حوار الحضارات، وقدم له خادم الحرمين الشريفين دعماً بلغ مليون جنيه استرليني، وألحقت بالكرسي وحدة أبحاث إسلامية، وهو يعمل على دعم المنح الدراسية، ودعم وتشجيع أبحاث ودراسات القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف إضافة إلى التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية،
* وهناك أيضاً معهد تاريخ العلوم العربية الإسلامية في فرانكفورت بألمانيا، ويتلقى دعما سنويا يبلغ 15 مليون مارك سنويا وكذلك معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية باريس، وتسهم المملكة في ميزانية تسييره بقسط كبير، وهذا بالإضافة إلى مركز الأمير نايف في موسكو والذي أنشئ مؤخراً ليسهم مع الكراسي الأخرى في تقديم الدين الإسلامي فكرا نقيا خالصا لخدمة الإنسانية جمعاء،
ونظراً للخدمات الهائلة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ومازال يقدمها للإسلام والمسلمين في كل أنحاء الدنيا، فقد حصل يحفظه الله على جوائز علمية عديدة تقديرا لجهوده في هذا المجال، وفي جميع مجالات الخير التي جبل عليها، فهو رجل من الطراز الأول، وأعمال الخير فطرة وجبلة فيه، وسجله حافل بأعمال مجيدة داخليا وخارجيا،
أما في مجال التضامن الإسلامي، فهو رائد بحق، ولولاه لحدثت شروخ وتصدعات كبيرة في علاقات المسلمين ببعضهم وبغيرهم، فهو كما عرف عنه رجل الملمات، وصاحب القدرة المتميزة على التوفيق بين الأشقاء إخوة العقيدة والدين، وقد تربى منذ صغره في بيت والده على تنقية علاقات القبائل والعشائر ببعضها، وإزالة أية فواصل اجتماعية أو قبلية بينها، واكتسبت هذه الخصلة بعداً دولياً وإقليمياً أهله لإحداث التناغم والتناسق بين الأسرة العربية الإسلامية،
|
|
|
|
|