رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th September,2001 العدد:10571الطبعةالاولـي الجمعة 19 ,جمادى الآخرة 1422

لقاءات

أخصائي الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى الأمل د، أحمد عبدالسلام لـ «الجزيرة »:
القلق مرشح ليكون مرض العصر و هو لا يفرق بين الجنسين
* لقاء وسيلة محمود الحلبي
من منا لم يعش حالات من القلق النفسي؟ أعتقد أن الكثير منا عانى منه بحكم ظروف الحياة والمعيشة والغربة والزواج ومشاكله وغير ذلك، ولكن لم نعرف أن تلك الأعراض التي تنتابنا هي القلق بكل أنواعه التي نعرفها والتي لا نعرفها، ما هو القلق، أعراضه، أسبابه، أنواعه، علاجه، العيادة النفسية وسبب دخول المرأة إليها، ،
كل هذه الارهاصات كان لها اجابة شافية في لقائنا مع الدكتور أحمد عبدالسلام أخصائي الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى الأمل والحاصل على ماجستير الأمراض النفسية والعصبية فإلى ساحة الحوار، ،
القلق طبياً وعلمياً
* د، أحمد عبدالسلام: في عصرنا الحديث يكثر التوتر العصبي والنفسي بفعل المشاكل اليومية التي يواجهها الفرد فتؤثر على أعصابه سلباً، كذلك الانفعالات تسبب عدد من الأمراض النفسية، ، وان أكثر تلك الأمراض «القلق» فما هو القلق طبياً وعلمياً؟
القلق: هو شعور عام غامض غير سار بالتوجس والخوف والتحفز والتوتر مصحوب عادة ببعض الاحساسات الجسمية خاصة زيادة نشاط الجهاز العصبي اللا إرادي، ويأتي في نوبات تتكرر في نفس الفرد وذلك مثل الشعور «الفراغ في فم المعدة» و«السحبة في الصدر» أو «ضيق في التنفس» أو «الشعور بنبضات القلق أو الصداع أو كثرة الحركة،
* وما هي أسباب القلق وأعراضه؟
ينشأ القلق من زيادة في نشاط الجهاز العصبي اللا إرادي بنوعيه السمبثاوي والباراسبمثاوي ومن ثم تزيد نسبة الأدرينالين والنورادرينالين في الدم، وبناءً على هذا فإن علامات القلق وأعراضه هي: ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب، وجحوظ العيون، وأيضاً بهذه الحالة يتحرك السكر من الكبد وتزيد نسبته في الدم مع شحوب في الجلد وزيادة التعرق وجفاف الحلق، وأحياناً ترتجف الأطراف ويعمق التنفس ويصحب هذه الأعراض كثرة التبول والاسهال ووقوف الشعر وزيادة الحركات المعدية مع اضطراب الهضم والشهية والنوم كذلك يتميز القلق بدرجة عالية من الانتباه في وقت الراحة والقلق يظهر كعرض في معظم الأمراض النفسية والعقلية والجسمية ويكون علاجه بالتالي علاج المرض المسبب له،
وتجدر الاشارة بأن القلق يحدث نتيجة لترابط عدة عوامل هي:
الاستعداد التكويني «الوراثي»،
مراحل النمو في الطفولة،
العوامل الحضارية،
الاستعداد الفسيولوجي للجهاز العصبي،
* د، أحمد: هل القلق نوع واحد أم له أنواع مختلفة؟
نعم القلق ليس نوعاً واحداً فهناك القلق الحاد، والقلق المزمن واضطراب القلق والاكتئاب المختلط، واضطراب الهلع أي القلق النوابي،
حالات القلق الحاد
وبداية نتحدث عن القلق الحاد وله عدة حالات أولها:
حالة الخوف الحاد: منها يظهر التوتر الشديد مع القلق الحاد المصحوب بكثرة الكلام السريع غير المترابط مع كثرة الحركة وعدم القدرة على الاستقرار مع سرعة النفس ونوبات من الصراخ والبكاء مصحوبة بجفاف الحلق واتساع حدقة العين وشحوب الجلد والارتجاف، ويصاب الفرد بالاعياء الشديد بعد هذا الخوف الحاد، وحالة الرعب الحاد: وأهم ما يميز هذه الحالة هو عدم الحركة والسكون الذي ينتاب المريض من الرعب مع تقلص بالعضلات وارتجاف مع عرق غزير لدرجة المريض لا يستطيع اعطاء أية معلومات، وأحياناً لا يعرف المكان والزمان وقد يتحرك المريض فجأة فيجري دون هدى، وأعياء القلق الحاد: ويحدث هذا إذا استمر القلق مدة طويلة فيصاب الفرد باجهاد جسمي وأرق شديد عدة أيام ويحدث هذا مثلاً عند انسحاب الجيوش وعند الكوارث مثل البراكين والزلازل والكوارث وهنا يبدو الوجه جامداً دون عاطفة، أو انفعال شاحباً مع تبلد ذهني ويسير الشخص بصورة أوتوماتيكية بطيئة دون معرفة إلى أين يتجه وقد نلجأ إلى اعطاء الشخص حقناً بالوريد لكي ينام ويتعرض أثناء نومه للهياج والفزع والكوابيس، وإذا استمر القلق الحاد دون علاج فترة طويلة أو كان الاجهاد بطيئاً ومستمراً يتعرض المريض لما يسمى بالقلق المزمن فما هو القلق المزمن هذا إذن؟
حالات القلق المزمن
لهذا المرض أعراض جسمية ونفسية وسيكوماتية «نفسية» والأعراض الجسمية هي أكثر أعراض القلق النفسي شيوعاً فالانفعال يؤدي إلى ظهور أعراض عضوية في أحشاءالجسم المختلفة وإذا كبت المريض الانفعال قد لا تظهر إلا الأعراض العضوية فيتجه المريض نحو أطباء القلب والصدر والأمراض الباطنية حسب نوع المريض وأهم الأعراض الجسمية ما يلي:
الجهاز القلبي الدوري
وهنا قد يشعر المريض بالألم العضلي فوق القلب والناحية اليسرى من الصدر مع سرعة دقات القلب حتى أن المريض يحس بالنبض في كل مكان من جسمه ويبدأ في عد سرعة النبض، وإذا حاول النوم يحس بالنبضات في رأسه مما يجعله في حالة ذعر من احتمال حدوث انفجار في المخ والذي بالطبع لن يحدث كذلك يشعر بضربات القلب غير منتظمة وإذا ما قيس الضغط وجده مرتفعاً من جراء الانفعال، فيبدأ في سلسلة من الأبحاث والأشياء وتخطيط القلب مما يزيد من قلقه وبالطبع يتردد هؤلاء المرضى على عيادات القلب يومياً ويحاول الطبيب تهدئتهم دون جدوى،
الجهاز الهضمي
وهو من أهم الأجهزة التي يظهر عليها القلق النفسي ويكون في هيئة صعوبة في البلع أو الشعور بغصة في الحلق أو سوء هضم أو انتفاخ وأحياناً غثيان وقيء واسهال أو امساك وكذلك نوبات من التجشؤ تتكرر عندما يتعرض المريض لانفعال معين وغالباً ما يكون القيء علامة رمزية للاحتجاج على موقف معين أو اظهار الشعور بالتقزز والاشمئزاز،
الجهاز النفسي: وهنا يشكو المريض من سرعة التنفس والهيجان والتنهدات المتكررة مع الشعور بضيق الصدر وعدم القدرة على استنشاق الهواء،
الجهاز العصبي: ويظهر القلق في اتساع حدقة العين وارتجاف الأطراف خصوصاً الأيدي مع الشعور بالدوران والدوخة والصداع،
الجهاز البولي والتناسلي
عند الانفعال الشديد يتعرض معظم الأفراد لكثرة التبول والاحساس الدائم بضرورة افراغ المثانة ،
ويحدث هذا قبل الامتحانات وعند التعرض لمواقف حساسة وأحياناً يظهر عكس ذلك مثل احتباس البول ويظهر هذا أحياناً في المراحيض العامة نتيجة عدم الاعتياد عليها وازدياد القلق،
القلق والقدرة الجنسية
* أعراض القلق ما هي خاصة في الناحية الجنسية؟
ومن أهم أعراض القلق النفسي في الجهاز التناسلي هو فقدان القدرة الجنسية عند الرجل أو ضعف الانتصاب أو سرعة القذف وكثيراً ما تحدث العنة في بداية الزواج عندما يكون الرجل في حالة من التوتر والقلق نظرا لقلة خبرته أو لحبه الشديد لزوجته أو لوجوده في مكان آهل بالاخوة والأخوات وكثيراً ما يصاب الرجل بالضعف الجنسي عند مواجهة لتأنيب الضمير أو لشعور بالذنب أو الخوف من الأمراض والسبب الرئيسي في كل هذا هو القلق،
وفي الجهاز العضلي: من أكثر أنواع الآلام شيوعاً آلام العضلات فيعاني المريض من ألم بالساقين والذراعين أو الظهر وفوق الصدر وتشخص بالآم روماتيزمية ويبدأ المريض في أخذ عقاقير الروماتيزم دون فائدة واضحة والكثير من هذه الآلام نفسية بحتة بسبب القلق النفسي حيث لا يستطيع الفرد أحياناً التعبير عنه وعن الصراعات المختلفة إلا من خلال الآلام،
وفي الجلد حيث يكون القلق النفسي عاملاً أساسياً في أسباب ونشأة الكثير من الأمراض الجلدية مثل حب الشباب والأكزيما والارتكاريا والصدفية وسقوط الشعر والبهاق،
مراحل العلاج
* وماذا عن مرحلة العلاج والشفاء والعودة للطبيعة؟
العلاج يختلف حسب الفرد وشدة القلق ومن أنواع العلاج :
العلاج النفسي والمقصود به التفسير والتشجيع والايماء والتوجيه والاستماع إلى صراعات المريض،
العلاج البيئي والاجتماعي وذلك بابعاد المريض عن مكان الصراع النفسي،
العلاج الكيميائي: مثل اعطاء بعض العقاقير التي تقلل من التوتر العصبي مثل مجموعة البنزوديازيبام ويفضل عدم الاستمرار عليها أكثر من ستة أسابيع وكذلك تعالج بمضادات الاكتئاب،
العلاج السلوكي،
العلاج الكهربائي،
العلاج الجراحي لبعض الحالات النادرة،
* د، عبدالسلام: هل يصيب القلق النساء أكثر من الرجال؟
بالنسبة لاصابة الرجال والنساء فالقلق تزيد نسبته في النساء عن الرجال وذلك لتعرض النساء للكثير من التغيرات الفسيولوجية والكيميائية في أوقات الدورة الشهرية وعند الحمل وبعد الولادة، وليس هناك احصائيات ثابتة تثبت أن النساء أكثر أو الرجال أكثر، ،
* هل يؤدي القلق إلى أمراض أخرى وما هي؟
غالباً في حالات القلق المزمن حيث تظهر للقلق أعراض جسمية وأعراض سيكوسوماتية، وأهم الأعراض الجسمية هي:
الجهاز القلبي الدوري: حيث يشعر المريض بآلام عضلية فوق القلب والناحية اليسرى من الصدر مع سرعة دقات القلب والاحساس بالنبض في كل مكان بجسمه ويبدأ المريض في عد سرعة النبض وإن حاول النوم فإنه يشعر بالنبضات في رأسه كذلك يشعر المريض ببعض الضربات غير المنتظمة،
الجهاز الهضمي: وهو من أهم الأجهزة التي يؤثر عليها القلق النفسي ويكون في صدره صعوبة في البلع أو الشعور بغصة الحلق، أو سوء الهضم والانتفاخ وأحياناً غثيان وقيء و اسهال ويتعرض المريض أحياناً إلى الآلام والمغص الشديد حيث يحتار الأطباء في تشخيصه وغالباً ما يكون القيء هو احتجاج على موقف معين أو شعور بالتقزز والاشمئزاز،
وكما أسلفت الجهاز البولي، ، والجهاز العضلي، ،
* من هو السبب في نظرك لدخول المرأة العيادة النفسية أكثر من الرجل هل هو الزوج أم الأولاد أم بيت أهل الزوج أم أمور الحياة؟
إن هذا العصر بكل ما فيه يدعو المرء بشكل عام إلى دخول العيادة النفسية وليس المرأة فقط، ، وإذا كانت المرأة ولا بد فالحقيقة لا نستطيع القول بأن هناك سبباً بعينه يؤدي بها لدخول العيادة النفسية، فقد تذهب المرأة للعيادة النفسية بدون أية ضغوط نفسية من كل ما ذكرت ولكن نظراً لأن عندها استعداداً لهذا وقد يكون الزوج أو غيره من أفراد الأسرة هو نعم السند لها أثناء ترددها على العيادة وهناك من الازواج والحموات من هم نعم الأزواج والحموات ويكونون عوناً للمرأة وهناك من يكونون سبباً في دخولها العيادة،
وقد يقال: إن هذا العصر بما فيه من مشاكل هو عصر القلق ولكن لا نستطيع الجزم بهذا أيضاً لأنه مما لا شك فيه أنه في الأزمنة السابقة مما في الناس من المشاكل ومن الجوع والمرض والحروب والكوارث مما جعلهم معرضين للقلق مثلنا تماماً، ،
ولكن تغير الحضارة وسرعة التغير الاجتماعي وصعوبة التكيف والتكفل العائلي وصعوبة تحقيق الرغبات الذاتية وضعف القيم الدينية تخلق الصراع والقلق لدى الكثير من الافراد، ،
ونصيحة: الابتعاد عن القلق وأسبابه، ، والعيش يوم بيوم والاتكال على الله وقراءة القرآن وقت ضيق الحال فهو يشرح الصدر ويخفف عنا ظروف الحياة وصعوبتها، ، ولا للقلق، ، ونعم للتفاؤل،

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved