|
| العالم اليوم
هكذا هي البداية يتجرأ صحفي أو سياسي ولا يهم أن يكون مغمورا.. أو من الكبار أو الصغار.. المهم عند الذين يضعون الخطط ويرسمون الأدوار ان يتقدم واحد ويقرع الجرس ليتتابع من بعده من المكلفين بترديد ما تجرأ على قوله من أُختير للمهمة التي وإن اعتبرها العرب والفلسطينيون جميعا جرأة وقحة إلاّ أن «تبرع» آخرين وفق الادوار المرسومة يجعل منها مقبولة او على الأقل مطروحة للنقاش، ومثلما أصبح الاستسلام والتفاوض المهين مع العدو «خياراً استراتيجياً» في بحثنا عن السلام الموعود.. سيصبح الكلام الذي أطلقه المدعو أحمد سلامة رئيس هيئة المديرين في صحيفة الهلال الصادرة في عمّان والذي يدعو فيه الى وقف الانتفاضة الفلسطينية بزعم تفويت الفرصة على اليمين الاسرائيلي حتى لا تحطم السلطة الفلسطينية وتذبح الفلسطينيين.
عذر أحمد سلامة هذا يذكرنا بالذين طالبوا في بداية حكم شارون بإعطائه الفرصة ومن ثم نحكم عليه من أفعاله وليس بتاريخه.. الآن تطابق تاريخ وفعل شارون وزاد من رصيده الإرهابي.. في حين لم نعد نسمع عن الذين طالبوا بإعطائه الفرصة...!!
والآن يخرج علينا أحمد سلامة وللأسف الشديد من الاردن الذي يقود مثقفوه وصحفيوه ونقابيوه افضل عمل قومي ووطني لمحاربة التطبيع.. يخرج علينا داعيا الى وقف الانتفاضة مقدماً تبريرات ساذجة تجمع بين تصورات «العقلانيين» الذين يبنون توجهاتهم وتوقعاتهم على العقلاء من السياسيين وليس الارهابيين والقتلة من أمثال شارون وبيريز وبن اليعازر.. وبين توجهات تنجيمية لا يقولها إلا المنجمون والمشعوذون، فالسيد أحمد سلامة يقول «إن من بين الأسباب التي تدعوه الى المطالبة بوقف الانتفاضة هو ان شهري أيلول سبتمبر وتشرين الاول اكتوبر هما شهران خطيران وحساسان بالنسبة لعقلية شارون حيث إن تركيبته النفسية وخلايا دماغه تتجدد وتتوتر في هذين الشهرين بصورة تصل الى حد الجنون».
هكذا إذن، وحسب رأي السيد أحمد سلامة وما توصل إليه من كشف فلكي وتنجيمي فيجب على الفلسطينيين والعرب أن يوقفوا نضالهم وكفاحهم في هذين الشهرين اتقاءً لشر جنون شارون..!!
لا ندري من هو المجنون.. هل هو شارون الذي يتوافق مع الأهداف والاستراتيجية الصهيونية أم من يصدرون الصحف ويريدون إصابة الأمة بالجنون.
القدس الجنود الإسرائيليون يراقبون الوضع في وسط القدس خوفاً من هجمات استشهادية أخرى
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|
