| عزيزتـي الجزيرة
سلمت ورقتي، خرجت من القاعة، انتهت الدراسة وبدأت العطلة، وفجأة وبغير إرادتي!... اتسعت رئتاي، وأخذت نفساً عميقاً كان ينتظره جسمي منذ بداية الاختبارات. أحسست بأن روحي ردت إليّ فقد عبر ذلك النفس عن حرية وطمأنينة وارتياح، وهذا شعور طبيعي عندما لا يكون وقت نومي مقيداً بطابور صباحي! خاصة وأن الأثر الوحيد لطابور الصباح هو إعادة النعاس للطلاب ولكن من الطبيعي أيضاً أن لا يدوم هذا الشعور أكثر من شهرين!!.
الشهر الأول، نوم، تلفزيون، وإفراغ كامل لأي معلومات دراسية قد تكون عالقة في ذهني.
الشهر الثاني، بدأت أشعر بالملل وظل هذا الشعور يزداد شيئاً فشيئاً، لكن كانت الراحة مازالت تعم قلبي. أردت استغلال وقتي، فبحثت عن وظيفة، وبحمد الله تعالى وظفت في احدى الشركات لمدة شهر ولم أدوام سوى أسبوع!!.
الشهر الثالث، آخر شهر في العطلة، اقتربت الدراسة، الملل أصبح يشكل 90% من تركيب جسمي. الراحة والطمأنينة بدآ يزولان بسرعة! وكأنهما يهربان!. أقاوم النوم بعذر استغلال كل ثانية بقيت لديّ.. لكني أنكسر أمامه فيغلبني.
ثم ينقلب عقلي فأجد نفسي أقاوم اليقظة محاولاً التمسك بنومي وأحلامي مبتعداً عن الواقع الرهيب.. لكن إيقاف أهلي لجهاز التكييف يجبرني على العودة له..
أصبحت أعيش يومي منتظراً لحظة واحدة.. حين أسهو أمام التلفاز غافلاً من أفكاري وناسياً نهايتي التي قاربت عليها. يدوم ذلك لخمس ثوان، بعدها.. ينخفض صوت كل شيء حتى لا أسمع شيئاً سوى دقات قلبي... والتي أصبحت لمسامعي أشبه بدقات عقارب ساعة.. تحسب ما تبقى من وقت قبل أن ينتهي كل شيء!!...
فكيف حالكم أنتم؟!.
ريان صالح الرشيد
عزيزتي الجزيرة
|
|
|
|
|