| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة.. بعد التحية..
رأيت «الفقر» على هيئة رجل منهك القوى حزين القلب دامع العين شاكي الحال.. فسألته عن حاله وما سبب حزنه.. فحكى حكايته قائلاً :«قبل مائة عام كنا نحن «الفقر» كل سكان الجزيرة العربية يعرفوننا، فنحن كنا نسكن بين ظهرانيهم.. وكنا نعيش في بيوتهم.. وعندما فتح الملك عبدالعزيز الرياض ومن بعدها بقية المدن.. أعلن علينا الحرب نحن «الفقر» لقد ملكه الله سلاح «الكرم والجود»، وذخيرته حرصه على شعبه وتفانيه في توفير سبل العيش الكريم لشعبه.. فقال كبيرنا وحكيمنا: أرى المغادرة من هذه البلاد.. فلن يكون لنا وجود في أرض فيها آل سعود.. فخالفناه الرأي ولم نخرج، فكنا عندما نحل بأهل بيت يستنجدون بالملك عبدالعزيز فيأتي حاملاً من جميع احتياجاتهم ما يغنيهم عن سؤال الناس.. فمازلنا نباد بكرمه وننقرض بجوده وفيما نحن على هذه الحال.. مات الملك عبدالعزيز.. فقلنا ستعود الجزيرة سيرتها الأولى، ولكن خابت آمالنا حيث خلفه من بعده أبناؤه حملوا لواء المعركة معلنين ان لا مكان للفقر بين شعبهم وانهم سائرون على خطى والدهم ومنتهجين نهجه.. فكان كل من تولى الملك من بعده أعلن الحرب علينا وارثا سلاح والدهم سلاح الكرم والجود، وعندها ايقنا بمقولة حكيمة حين قال: لن يكون لنا وجود في أرض فيها آل سعود.. فأجمعنا أمرنا على الخروج من البلاد.. ولم نسلم منهم فقد أصبح كرمهم وجودهم «بعيد المدى» فكل دولة ننزلها يرسلون لها الإغاثات، وكل أرض نحل بها يبعثون لها المعونات.. لقد ضاقت علينا الأرض بما رحبت، ولم يبق إلا أنا.. فهذه حكايتي.. ولا أعلم ما نهايتي».
فحمدت الله ان جعلني من دار لا تعرف للجود ساحلاً، ومن مواطني دولة لا تعرف إلا ان تبسط يدها كل البسط بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ورعاه ومتعه بالصحة والعافية ـ فهو لا يهدأ له بال وكل فرد من شعبه قد بات معافاً في جسده آمنا في سربه لديه قوت يومه.. ولخادم الحرمين الشريفين أياد بيضاء على الشعوب قاطبة.. تجعل كل سعودي يمشي في شوارع أي دولة أو اقليم او ولاية رافعاً الرأس بشموخ وعزة.. فيد قائدنا يد عليا «واليد العليا خير من اليد السفلى» ونحن شعب أعزنا الله بالإسلام وأعز الله الإسلام بآل سعود وأعز آل سعود بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.
إن ما يختلج في صدري من فخر واعتزاز بحكومتنا الرشيدة بخادم الحرمين الشريفين وبولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وكل أفراد الأسرة المالكة يصعب وصفه بكلمات أو صفه على الوريقات، ولكن لا أملك لهم إلا السمع والطاعة والدعاة فجُزيتم خير الجزاء وبُلغتم منازل الاتقياء وان يجعل ما قدمتوه للإسلام والمسلمين في ميزان حسناتكم.
عبدالرحمن بن عبدالعزيز السالم
|
|
|
|
|