| متابعة
تحدث معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على ملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي في كوبنهاجن الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عن الملتقى الذي ستبدأ اجتماعاته يوم غد الجمعة، وخلفيات إقامة الملتقيات الإسلامية الثقافية، وأهدافها ودور المملكة المتنامي في بذل كل جهد يخدم الجاليات والأقليات الإسلامية في كافة شؤونها.
فقال: إن بعثة محمد بن عبدالله نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم كانت مشع نور وإرشاد وهداية للعالمين كما قال جل وعلا (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) وهو رحمة بما أنزل الله جل وعلا معه من الكتاب والحكمة، رحمة فيما اشتمل عليه الدين الإسلامي من العقيدة، ورحمة فيما اشتمل عليه الدين الإسلامي من الشريعة، ورحمة فيما اشتمل عليه الدين الإسلامي من تقرير أصول التعامل مع أنواع الخلق، والموافق منهم والخالق، المسلم منهم وغير المسلم.
وأبان معاليه أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تتمثل هذه الرسالة رسالة الإسلام التي تبنتها بل آمنت بها واعتقدتها المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ورفع درجته إذ كان نهج الكتاب والسنة هو الأساس في إنشاء هذه الدولة.
وقال: ولا شك أن الكتاب والسنة قد دلا في آيات كثيرة وأحاديث عن المصطفى عليه الصلاة والسلام متعددة على أن الدعوة إلى الله جل وعلا هي سمة هذه الأمة، وهي ميزتها لأنها خير أمة أخرجت للناس قال جلا وعلا(ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)، وقال جلا وعلا (كنتم خير أمة أخرجت للناس) ومعنى الآية أي كنتم للناس يا أمة محمد خير أمة أخرجت، وكذلك لأن هذه الأمة تدعو إلى تحقيق الإسلام الذي فيه السلامة والسلام في المعتقد، وفي التعامل وفي الشريعة دنيا وآخره، ومن هنا جاءت رسالة المملكة العربية السعودية تجاه المسلمين وغير المسلمين لهذا الأمر العظيم.
جاء ذلك في حديث أجراه التلفاز السعودي مع معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ بمناسبة انعقاد ملتقى خادم الحرمين الشريفين الثقافي في كوبنهاجن خلال المدة من (1921)6/1422ه.
وأكد معاليه أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بحكم مهمتها، والمهام، والمسؤوليات الملقاة على عاتقها وبحكم مهنتها واختصاصها بهذا الشأن تقوم بواجب الدعوة إلى الله تعالى والتواصل مع المسلمين في أماكنهم، وفي هذه البلاد أيضاً في المناسبات الإسلامية المختلفة.
وقال: إن هذه الملتقيات وما نستثمره فيها لاشك أنه يمثل عنصراً مهماً في بناء رسالة هذه الوزارة، لأن هذه الملتقيات التي تقام كل سنة بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله نهدف منها إلى التواصل مع المسلمين في كل مكان، التواصل مع قادة الدعوة والمسؤولين عنها في بلاد كثيرة، في أوروبا، وأفريقيا، وأمريكا، وفي آسيا.. وهؤلاء يحضرون هذه الملتقيات ونتواصل معهم أولاً: لكي نجمع فيما بينهم، فهم يحتاجون إلى تبادل الخبرات، ونجد كثيراً منهم إذا اطلع على ما عند الآخر من التنظيمات الإدارية والبرامج الدعوية أخذها عنه فيسير على منواله، وينظم نفسه بناء على ما رأى من تنظيمات الآخرين المتميزة، أيضاً يكون هناك تعاون فيما بينهم، لأن كل مركز إسلامي أو مؤسسة أو منظمة أو جمعية إسلامية مقبولة معتدلة في هذا الجانب ممن يحضرون هذا الملتقى نجد أنها ترحب بكل عمل جاد وتنظيم جاد يطور من أعمالها تجاه الجالية.
وقال: إن المؤسسة أو المركز الإسلامي هو مرجع الجالية الإسلامية في البلد الذي يكون فيه المركز، مرجعها في الفتوى، ومكان اللقاء في الصلاة، مرجعها أيضاً في الأمور الاجتماعية، وأيضاً في المناسبات الأخرى حيث يجتمع المسلمون، أيضاً في هذه المراكز التعليم بكافة مراحله، وإبقاء الولاء للإسلام في مجتمعات لو ترك المسلمون فيها لما حصل بقاء ولا إسلام، هذه المنظمات والجمعيات والمراكز تحتاج إلى لم الشمل، تحتاج إلى أن يعرف النقاط الإيجابية فيها، والنقاط المؤثرة فتدعم وتعان على هذا، وأيضاً تدعم في النقاط السلبية، قد يكون عندهم نقاط ضعف.. فإذا التقوا بإخوانهم وسمعوا المحاضرات والمناقشات والبحوث التي ستكون في هذا الملتقى، وأيضاً الملتقيات السابقة سنجد أنه سيكون هناك ثمرة في معالجة الكثير من المشكلات.
واستطرد معاليه قائلاً: كثيراً ما تطرح علينا مشكلات تنظيمية قانونية وإدارية ودعوية والتعامل مع الجو الموجود، وكيف يتعاملون مع الجو غير الإسلامي، كيف يكونون مؤثرين في المجتمع الذي يعيشون فيه هذا من جهة المحافظة على المسلمين، كذلك المؤسسات والمراكز الإسلامية في مجتمع الجاليات والأقليات لها رسالة أخرى تجاه غير المسلمين في الدعوة إلى الإسلام، وبيان أن الإسلام دين سلام، ودين رحمة، دين وسطية كما وصف الله جلا وعلا هذه الأمة بقوله: (وكذلك جعلناكم أمة وسط لتكونوا شهداء على الناس) هذه الوسطية نركز عليها في هذه الملتقيات الكثيرة، لهذا في أحد المحاور المختصة في هذا الملتقى بخصوصة سوف يبحث عن المنهج المعتدل المنهج الوسط لأن تأصيل المنهج الوسط في النظرة الى المسلمين في بلد الأقليات أمر مهم.
وأضاف قائلاً: فالمسلمون في بلد الأقليات يأتون من بلاد متعددة، كل واحد يأتي بمذهبه، وعاداته، وأفكاره فإذا لم يكن هناك منهج وسط يلم شمل هؤلاء المسملين لنقلنا كل الخلافات وكل الأفكار التي في مجتمعات المسلمين نقلناها إلى بلاد الأقليات والجاليات، وبالتالي صار هناك عندنا فرقة في مكان يجب أن نكون فيه مجتمعين غير متفرقين، والله جل وعلا أمرنا بالاعتصام بحبله والاجتماع قال تعالى:(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما صح عنه (الجماعة رحمة والفرقة عذاب)، هذا الاجتماع وهذا البعد عن الفرقة يكون فيما بين اوساط الجالية، وايضاً يمثلنا أمام غير المسلمين لانهم إذا نظروا إلينا على أننا معتدلون، متوسطون، محاورون ليس عندنا ضعف في الحوار، ليس عندنا ضعف في ابداء ما عندنا، بل عندنا دين، وقوة حجة ووضوح في المبتدأ والمنتهى في مهمتنا ورسالتنا، سيكون هناك لا شك تأثير كبير على الأقل في نظرة الآخرين، ونظرة الإعجاب.
وقال: ولقد وجدنا أن المؤسسات والمراكز تحتاج إلى اعادة نظر للمستقبل، ولا شك أن المراجعة الدائمة، ومراجعة ونقد الذات شيء مهم، وهي المحاسبة تجاه الشرع (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا)، هذه المحاسبة لنقد الذات مهمة لنا في العمل الإسلامي، وفي الدعوة، وفي التواصل معهم، فتعرض لهم ماذا كان الماضي، وكيف تستشرفون المستقبل.
وأشار إلى أن موضوع الملتقى الخامس الذي ستبدأ اجتماعه إن شاء الله في كوبنهاجن يوم الجمعة موضوع «المؤسسات الإسلامية في مجتمع الجاليات والأقليات نظرة مستقبلية»، والملتقى الرابع في المجر العام الماضي كان يبحث عن المؤسسات والجمعيات والمراكز الإسلامية بشكل عام، وبحث وطرق من جميع جهاته وبقي نقطة مهمة وهي ماذا نستقبل، فكان من توجيهات ملتقى بودابست اتفاق الجميع أن يبحثوا في المستقبل،كيف ننظم أنفسنا مستقبلاً من الناحية القانونية، ومن ناحية العلاقات فيما بين المراكز والمؤسسات، وكيف يمكن الاستفادة من قوانين البلاد التي تعيش فيها لخدمة مراكزنا.
ولفت معاليه في هذا السياق إلى أن بعض المسؤولين في المراكز الإسلامية لا يكون عندهم علم ببعض المواد في الأنظمة في البلد الذي يعيشون فيه تخدم المراكز... فيوسع لهم النظرة من خلال تبادل الآراء والأفكار في هذه الملتقيات ويستفيد منها أصحاب الاختصاص في الاستفادة من القوانين أو التنظيمات التي تخدم القائمين على المراكز الإسلامية وبالتالي تخدم الجاليات المسلمة.
وأبان الوزير آل الشيخ أن وزارة الشؤون الإسلامية بحكم دورها تعمل على مستويات مختلفة أحدها، مخاطبة الجمعيات والمؤسسات الإسلامية مخاطبة عالية المستوى ليس على شكل دورات علمية، أو بحوث أكاديمية إنما هي شكل حوار ولقاء يكون فيه عمل .. ونرجو إن شاء الله تعالى أن يكون هذا الملتقى وغيره من الملتقيات لبنة من لبنات الدعوة التي تعمل لها الوزارة بتوجيهات قيادتنا الراشدة وفقهم الله.
وتطرق معالي وزير الشؤون الإسلامية إلى محاور الملتقى ومسألة تأصيل المنهج المعتدل لدى المسلمين وخاصة في بلدان الأقليات فقال: إن المنهج المعتدل يحتاج إلى علم شرعي، لأن العلم الشرعي الصحيح يدعو إلى الاعتدال، وإلى التوسط، لهذا كان من المحاور الرئيسة في هذا الملتقى (كوبنهاجن) بحث أهمية العلم الشرعي في تأصيل المنهج المعتدل لأن العلم الشرعي يقلل الاجتهادات العقلية التي تشط بالداعية، تشط بالمركز أو المسؤول عن المؤسسة، تشط به عن الوسطية، يسبح في أمور من الاجتهادات البعيدة عن الشرع.
وقال: ولهذا كان من العناصر المهمة أن يؤصل الاهتمام بالعمل الشرعي المستقى من الكتاب والسنة، العلم الشرعي هو الذي تحقق فيه المرجعية من أهل العلم المأمونين المعروفين، وهو الذي أهل يكون فيه تعليم أصول الدين التي يمكن أن يجتمع عليها الناس بالدليل من الكتاب والسنة.
ولفت معاليه إلى أن هناك الكثير من الاختلافات التي جاءت بعد منهج السلف إنما جاءت من اجتهادات مختلفة، لكن لو رجعنا إلى الأصول الشرعية للكتاب والسنة، ومنهج السلف لصار هناك تقارب ويكون هنا حيز للاجتهادات أضيق، مشيراً إلى أن العلماء يرون أنه إذا كان هناك اجتهاد ومع وجود الدليل ومع وجود النص بعدم وجود مسوغ له لأنه لا اجتهاد مع النص.
وقال: إن المراكز الإسلامية في تحصيل وتأصيل العلم الشرعي، الوزارة عملت دورات وملتقيات للدعاة ولطلبة العلم.. يشارك فيها دعاة من الوزارة واساتذة الجامعات، وعدد ممن لهم خبرة في تلك المجتمعات والعيش فيها، معلوم أن الذي يرحل إلى بلد ويكون معلماً فيها، أو يكون داعياً فيها لابد أن يكون لديه معرفة بأرضية التعامل مع أهلها، مع الناس، مع المسلمين هناك، لا يمكن أن يعامل المسلمين في أي بلد في العالم خاصة في مجتمع الجاليات والأقليات مثل ما يخاطب المسملين في بلد من بلاد الإسلام فالأمر مختلف.
وأوضح معاليه أن كل نبي جاء بلسان قومه قال تعالى:(فما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم)، فمعطيات الخطاب العقلي، والخطاب الروحي تختلف بين مكان وآخر مع بقاء النصوص الشرعية، كما أن الوسائل تختلف، بما تبدأ، بما تخاطب الناس، ما الشيء الذي تتحدث عنه، وما الشيء الذي تسكت عنه.. ليس كل ما عندنا نقوله في كل مكان لأن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح، فالذي يأتي إلى بلد لابد أن يسعى لتحقيق المصلحة للمسلمين وللأقليات والجاليات في هذا البلد.
وأكد معاليه ضرورة مراعاة المصلحة في الدعوة، في التواصل، ولابد أن ترعى المصلحة في ترتيب الأولويات... فالملتقى هذا (كوبنهاجن) كما هو في الملتقى الذي قبله في (بودابست) اهتمام بالعلم الشرعي وتأصيله، وقد دعي لهذه الملتقيات عدد كبير من البارزين في مجتمعات المسلمين، وفي بلاد الأقليات ومن البارزين في الفتوى، والبحث، والمهتمين بالمؤسسات والجمعيات والمراكز الإسلامية ورؤساء المراكز والجمعيات في شرق أوروبا وغربها، وفي العالم الإسلامي.
وقال: إن الغرض الأساس من ذلك هو جمع العلماء والمفكرين والمتخصصين المسلمين لتبادل الخبرات وليقدموا خبراتهم ويكسبونهم علماً وخبرة ويحتاجون لهم في إجابة الأسئلة.
وشدد معاليه على أن التواصل بين مجتمع الأقليات وبلدان المسلمين ينبغي أن يزول في حاجز معرفة البلد، مشيراً إلى أن هناك تساؤلات من قبل بعض الناس لماذا الاهتمام بالأقليات، وعقد هذه المؤتمرات والملتقيات في أوروبا... وقال: إن أوروبا يوجد فيها أعداد كبيرة من المسلمين فيحتاجون إلى مؤسسات ومراكز ترعاهم.. هذه المراكز تفتقد إلى القوة العلمية.. في المسؤولين عن المركز.
وأفاد معاليه أنه من التجربة الماضية وجدنا أن المسؤولين عن المراكز الإسلامية وغيرها يتصلون بالعالم الإسلامي.. الاتصال بالعالم الإسلامي جعل العلماء والمفتين في العالم الإسلامي يجيبونهم، ولكن أحياناً تكون إجابات قد لا يراعى فيها الواقع الذي يعيشون فيه.
وقال: معلوم أن الشريعة ترعى بساط الحال، ترعى الواقع، فهم واقع المستفتي جزء مهم في اجابة السؤال، تسأل المؤسسات الإسلامية الأسئلة، لا يمكن أن نعامل المركز الإسلامي في الغرب على أنه مسجد في المملكة العربية السعودية أو أي بلد إسلامي آخر.
وأكد في هذا السياق أهمية أن يكون هناك تواصل بين علماء المسلمين ومجتمع الأقليات حتى إذا عرفوا طبيعة ما تعيشه الأقليات صار التواصل العلمي، وتواصل الفتوى، وتواصل التوجيه على بينة ينفع ولا يضر، ويؤسس لهم شيئاً في المستقبل يكون واقعياً.. لا نريد أن تكون المؤسسات والمراكز الإسلامية منقطعة عن العالم الإسلامي، ولكن أيضا نريد أن يكون أهل التوجيه في العالم الإسلامي من العلماء، ومن المفكرين، ومن الدعاة، على دراية بذاك الواقع حتى يكون التواصل على بينه، وهذا من مهمات هذا الملتقى، ومما نرجو أن يتحقق فيه.
وأبرز معالي المشرف العام على ملتقى كوبنهاجن أن المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وهي تبذل الكثير للمسلمين، ولتقوية الإسلام ونشره في منهج معتدل يمثل روح الإسلام الذي فيه الوضوح، والسلام، وقوة الحجة، والبيان، وفيه الرحمة للخلق.
وقال: وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله صار الدعم للمراكز الإسلامية والدعوة الإسلامية في خارج المملكة بقوة كبيرة جداً وهذا يتمثل في بناء المراكز الإسلامية بناء مستقلاً، أو بالبناء الجزئي لها أو الإسهام فيها، ما نكاد يمر الإنسان ببلد إلا ويكون المسجد أو المركز للمملكة إما بناء كامل أو إسهام في ذلك، وخاصة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
واسترسل معاليه قائلاً: وإذا نظرنا إلى المؤسسات التعليمية في الخارج، مثل المدارس فلا شك أن الناس يحتاجون إلى المدارس أو المعاهد أو المراكز المتخصصة في تدريس الدين الإسلامي، يحتاجون إلى ما يقوي وجودهم الإسلامي لهذا نجد أن المملكة العربية السعودية سباقه في جميع الميادين سواء عن طريق المؤسسات الرسمية أو عن طريق المؤسسات الخيرية، وكلها يوجه لها دعم غير محدود من ولاة الأمرحفظهم الله.
وواصل معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ قائلاً: وإذا نظرنا إلى البرامج المختلفة الموسمية مثل برنامج استضافة الحجاج لأداء الحج من بعض الدول.. واستقبال المسؤولين لأبناء المسلمين من الجاليات والأقليات وهذا تواصل كبير.. لاشك أن هذا التواصل سيكون له دعم معنوي، ومادي، وكذلك لو نظرنا إلى ما تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية خلال شهر رمضان بناء على التوجيهات الكريمة من ولاة الأمر من خلال برنامج كبير في رمضان يتمثل في إيفاد أكثر من مائتي إمام من حفظة القرآن ليتنقلوا في مختلف المراكز والجمعيات والمساجد، ويبرزوا دور المملكة في خدمة الجاليات واهتمامها المتواصل بالمسلمين.
وفي السياق ذاته أكد معالي الوزير صالح آل الشيخ أن المملكة العربية السعودية في كل مناسبة بل وفي كل قضية للمسلمين سواء كانت قضية خاصة ببلد، أو قضية عامة تجد أن المملكة هي المبادرة بالحل العلمي والواقعي والعقلاني في تلك القضية، فإذا احتاجت إلى دعم معنوي، أو دعم سياسي، أو دعم مادي دعم في كل مجال تتقدم بحلول عقلانية يتبين للعقلاء فيما بعد أنها كانت هي الأمثل والأنسب في تلك المرحلة وذلك الزمان.
وأكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على ملتقى كوبنهاجن أن جهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله لهم في كل مجال من الاسهام في تقوية الدعوة الإسلامية، ودعم المراكز الإسلامية مالا يحصى، لهذا نرى أن الرحلات السياسية التي يقوم بها المسؤولون في المملكة وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، وسمو النائب الثاني تستهدف خدمة الإسلام ونصرة قضايا المسلمين ودعمهم.
وأشار معاليه إلى المؤسسات الخيرية والإغاثية والإنسانية وما تقدمه من عون ومساعدة للمسلمين فقال: إن هذه المؤسسات نبعت في السنوات العشر الأخيرة من واقع دور المملكة العربية السعودية في دعم العمل الإسلامي إذ وجد أنه لابد أن تقوم مؤسسات خيرية تساند المؤسسات الرسمية في الأعمال الإسلامية الإنسانية المختلفة.. لهذا نجد هناك عدداً كبيراً من المؤسسات الخيرية اسهمت اسهاماً قوياً فاعلاً ومؤثراً، في الكوارث والنكبات التي مرت كما هو الحال في البوسنة والهرسك، وكوسوفا، والشيشان، ومواطن الجوع والفقر في أفريقيا، حيث تتسابق المؤسسات لتقدم يد العون والمساعدة، وكذلك مواطن الحاجة إلى التعليم والإغاثة والطب فالمؤسسات الخيرية لها تواجد كبير في أماكن معاناة المسلمين.
وبهذه المناسبة أوضح معاليه أن هذه المؤسسات الخيرية تشترك في هذه الملتقى وتمثل في الملتقى لأن لها أنشطة تتعلق بهذه المراكز، ونتطلع في هذه الملتقيات إلى أن تتبادل الخبرات وأن يتعرف العاملون والمشاركون على بعضهم وأن يكون هناك ازالة للحاجز النفسي في هذا المضمار.
وقال: إن أعمال المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً في مضمار العمل الدعوي الإسلامي أعمال متميزة.. موصوفة ولله الحمد بأنها أعمال ذات نية صالحة صحيحة لله جل وعلا، وأنها نفعت الناس ولم تضرهم، ولم تتدخل في يوم ما، لا الجهات الرسمية، ولا المؤسسات الخيرية في برامج سياسية في أي مكان.. النية لله في أن يغاث الناس إغاثة تعليمية، أو إغاثة دعوية أو بدنية، متميزة لأنهم إذا رحلوا من بلد منها بعد انتهاء مهمتهم نفعوا هذه البلد مثل ما حصل في البوسنة بعد سنوات من العمل فيها، رحلوا وتركوا لهم خيراً كثيراً من التنمية والبناء، وهكذا في أعمال كثيرة.
وفي النهاية قال معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: أتقدم باسمي وباسم جميع العاملين في الدعوة الإسلامية، والدعاة، ورؤساء المراكز بالشكر الجزيل والدعاء إلى الله جل وعلا وبالتوفيق لولاة أمرنا خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين ، وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعاً، وجميع المسؤولين في هذه الدولة المباركة الذين يتعاونون ويتكاتفون لعزة هذه الأمة، ولنصرة قضاياها، ودعم الدعوة الإسلامية في كل مجال، ولصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد وفقه الله على رعايته لهذا الملتقى وللملتقيات السابقة، وأثره الفاعل في نتائج هذه الملتقيات المثمرة إن شاء الله تعالى وأسأل الله أن يحقق للمسلمين ما يصبون إليه وأن يعيد لهذه الأمة قوتها وتماسكها، وأن ينصرنا الله على أعدائنا، وأن ينصر إخواننا المسلمين في أرض الأقصى على أعدائهم، وأن يقويهم، وأن يرفع عنهم الظلم والعناء، إنه جواد كريم.
|
|
|
|
|