| متابعة
التقاء أبناء الأمة المسلمة لا يكون إلا على الخير، فأمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على باطل، ولاشك أن تجمعات المسلمين على اختلاف احجامها قد أصبحت تشكل قوة في كل أرجاء المعمورة على اتساع مساحاتها، هذه المساحة الشاسعة التي تم اختصار تباعد أطرافها لتصبح قرية صغيرة بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل ما هيئ من وسائل الاتصال الحديثة والمواصلات المتعددة، وتكنولوجيا الاتصال والتقنيات المعاصرة.
والملتقيات أياً كان نوعها، تهدف إلى جمع كلمة الأمة، وتفعيل كوادرها، وحث نشاطها، وبث روح التعاون والخير في أبنائها، والوصول بهم وبواسطتهم ومعهم إلى بر الأمان بالشكل الذي يرضاه الله عز وجل على النحو الذي يسهم في بناء الحياة الإسلامية الصحيحة في مجتمع المسلمين أينما كان هذا المجتمع، ولو كان عبارة عن تجمع أفراد أو في دولة أو عدد من الدول.
ولست هنا أتحدث عن ذلك النوع من الملتقيات والمؤتمرات التي يرى البعض أنها بعيدة عن التطبيق، ولا تنطلق من واقع المجتمعات الإسلامية، وإنما تعتمد التنظيم وطرح آراء تدعو إلى تنظيمات وتجمعات تفرق المسلمين وتشتت كلمتهم بسبب تعلقهم بآراء وتنظيرات عقلية بشرية بعيدة عن الكتاب والسنة، فهذا النوع من الملتقيات والمؤتمرات والندوات لاشك أن إنفاق ميزانيتها في بناء مسجد، أو مركز ثقافي إسلامي أفضل بكثير من إنفاقها في هذا التجمع أو ذلك.
وهذا النوع من المؤتمرات واللقاءات هو ما يعنيه بعض من ينتقد المؤتمرات الإسلامية، لأن الأمر يتحدد بسبب الأهداف التي ذكرتها آنفاً، إذ إنها تحدد نوع الأشخاص الذين تمت دعوتهم لحضور تلك الملتقيات، ولكي تكون النتائج على المستوى المطلوب، يجب دراسة أسباب ظاهرة هذا النوع من هذه المؤتمرات بشكل جدي، للوصول لتحقيق الأهداف بالشكل الأمثل.
لقد حاولت الملتقيات التي تعهدتها المملكة أن تنطلق في موضوعاتها من واقع التجمعات الإسلامية في العالم، وملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية الثقافية مثال على هذا التوجه، وهذه النوعية من الملتقيات، فبعضها ناقشت إسهام الحضارة الإسلامية في الحضارة الإنسانية، وأخرى ناقشت فقه الأقليات، بالإضافة لملتقيات حول التربية الإسلامية ومجالاتها في الغرب، والجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في أوروبا وفي مجتمع الأقليات، فهذه الملتقيات نأت بنفسها عن تلك المؤتمرات والملتقيات بفضل الله سبحانه وتعالى ، ثم بفضل ما قدمته من فوائد من خلال توصياتها ومقترحاتها التي أثْرَت العمل الإسلامي وأفادت الدعاة.
إن أي أمر يجمع المسلمين، ويوحدهم هو أمر مطلوب، وبالتأكيد فإن المطلوب من المتلقين أكثر بكثير من اللقاء ذاته، مطلوب منهم العمل والتنفيذ، ليكونوا أهلاً للمسؤولية التي يحملونها والأمانة التي حملوها (إنا عرضْنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا)، والله من وراء القصد.
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|