| متابعة
الدعوة إلى الله على بصيرة ونور، وفقه وحكمة، يقتضى فيها هدى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وآثار السلف الصالح، وترعى فيها مقاصد الدين، وثوابت الشريعة وحفظ المجتمع، وإسعاد الحياة هي منهاج هذه الدولة المباركة منذ قيامها على وثيقة التوحيد، ونصرة الدين، وذلك حين اجتماع الإمامين المباركين الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، والإمام محمد بن سعود رحمه الله امتثالاً واتباعاً لقوله تعالى:(ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)، واهتداء واقتفاء بالنبي صلى الله عليه وسلم (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)، وكان لهذا اللقاء الشريف، والاجتماع المنيف منابت مباركة، وثمار بالغة من هذه الدولة المباركة، ومن أبنائها الميامين، وكانت أجيال صالحة، وأسر صالحة، وأمراء خير وبر، وطلاب علم وفضل، ورجال تربية ودعوة، وأفراد خير وصلاح، ومجتمع عطاء وإصلاح.
وتنامى هذا الخير وكثر، وازداد هذا العطاء واتسع في عهد خادم الحرمين الشريفين، وكريم عنايته، وأسباب رعايته، واهتمامه البالغ، وحرصه على الخير شديد، فلا تجد أرضاً إلا وفيها لهذا الخير أثر، ومن هذا القطر حظ ونصيب، ومن هذه الدعوة المباركة إسهام واهتمام.
وقام على هذا الخير ورعاه، وأشرف عليه ورسمه، بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الأمير الانموذج، والقدوة الصالحة، والأسوة في الخير والعطاء، وفي رعاية الدعوة، وفي العناية بالحسبة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد حيث تراه خلف الملتقيات الدعوية برأيه ورعايته، ومع الدورات الشرعية بتواصله وعونه، ومع حفظه القرآن وجمعيات الخير بتشجيعه ومساعدته، ومع الأفراد والأرامل والأيتام في لطفه ومساعدته.
وكانت جهوده الدعوية مع هذه الوزارة المباركة، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد برعاية معالي وزيرها العالم الفقيه، والداعية المجتهد، حفيد العلماء الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد ابن ابراهيم آل الشيخ جهوداً راشدة، وأعمالاً صالحة لا ينطفئ نورها، ولا يضعف نشاطها، ولا تجف منابع خيرها، ويزداد عطاؤها بارك الله فيها وفي عطائها فكم اشادت من منارات مساجد، واشعاعات مراكز، وأنوار مخيمات ومناشط، وقوافل خير ودعوة، وكم وزعت من مكتبات علمية، وأموال وقفية، ومبرات خيرية، فما أجمل هذا العمل المبارك، وما أجمل المنافسة فيه، والمسارعة إليه ورعايته، والمبادرة إلى زيادته وتطويره، من أئمة الخير، وولاة الإصلاح، وأمراء البر والفضل، وتجار الإحسان والمعروف، ومن الحق المشهود، والإحسان المنشود، ما ضرب به الأمراء من أسهم الخير، ورعاية الدعوة، ومتابعة التربية والتعليم، ورعاية الفقراء والمحتاجين، ومساعدة المرضى والمعاقين فكان لكل منهم سهم مبارك ونصيب صالح برعاية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، والنائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز، فجزى الله كل محسن على إحسانه، وكل باذل على بذله في نصرة الدين، وإغاثة المحتاجين، وللأمير عبدالعزيز بن فهد تحية مباركة، وتقدير صادق في مجالاته، وميادين مناشطه، وأخصها امتداده الدعوي مع هذه الوزارة المباركة في جهودها، وأداء رسالتها في الداخل والخارج، ومنها هذا الملتقى الكريم ملتقى خادم الحرمين الشريفين في الدانمارك دام الله فضله وأعظم أجره (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
|
|
|
|
|