| متابعة
ثمن عدد من المسؤولين في وازرة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد العناية التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله للإسلام والمسلمين، وما تجده الملتقيات الإسلامية والعلمية والثقافية التي تعقدها الوزارة في مختلف انحاء العالم من دعم مادي ومعنوي من المملكة بقيادة الملك المفدى أيده الله تصب مصلحتها لأبناء الأقليات والجاليات المسلمة المقيمة في شتى بقاع المعمورة.
وأكدوا في تصريحات لهم بمناسبة ملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي الذي سيبدأ يوم غد الجمعة في كوبنهاجن التاسع عشر من شهر جمادى الآخرة الحالي ، أن هذه الملتقيات بما تجده من دعم مستمر من حكومة المملكة ممثلة في الوزارة ستؤتي أكلها، لنشر نور الإسلام في العالمين، والتعريف به وبعقيدته السمحة، سواء كان لأبناء المسلمين أو أبناء غير المسلمين.
الجهود المباركة
ففي البداية، أوضح فضيلة وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد عضو اللجنة التحضيرية للملتقى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله العمار أن تنظيم الوزارة لملتقى خادم الحرمين الشريفين الثقافي الإسلامي في كوبنهاجن لبحث أهداف ونظم وآثار الجمعيات والمؤسسات الإسلامية والمراكز الإسلامية في أوروبا يأتي بتوجيه ودعم كريم من خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله للنهوض برسالة هذه الجمعيات والمؤسسات والمراكز لخدمة الجالية الإسلامية في أوروبا وتبليغ الإسلام، ويمثل ذلك أحد أوجه عناية مقامه الكريم وجهوده الكبيرة لخدمة الإسلام والمسلمين.
وسأل فضيلته الله أن يتقبل هذه الجهود المباركة، وأن يضاعف له الأجر والثواب، وأن يعم بنفعها الأمة الإسلامية، ويحظى الملتقى بمتابعة خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، مفيداً فضيلته أن معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ قد وجه الدعوة إلى عددٍ من القائمين على شؤون الجالية الإسلامية في أوروبا ومؤسساتها ومراكزها والمفكرين والباحثين المهتمين بالقضايا التي سيبحثها الملتقى لحضوره، وتقديم أوراق عمل إلى الملتقى، وذلك لدراستها ومناقشتها، والتوصل إلى توصيات مناسبة في شأن القضايا المطروحة على جدول أعمال للملتقى، وسبل تنفيذها، وقد استكملت اللجان المكونة للإعداد للمتلقى أعمالها، وسيعقد بمشيئة الله في الوقت المحدد له.
وذكر فضيلته أن قدم تاريخ استقرار الجالية المسلمة في أوروبا، والزيادة المنتظمة في عدد أفرادها، وارتباطها بالمجتمعات غير الإسلامية، زاد من مسؤولياتها حيال تبليغ الدعوة إلى الله، والمحافظة عليها من التأثر بما يخالف الإسلام، حتى أصبحت معلماً اجتماعياً بارزاً يؤثر في الحياة العامة لهذه المجتمعات، مما يؤكد أهمية الإسهام في توجيه الجالية الإسلامية ومراكزها إلى ما يعود عليها وعلى المجتمعات التي تقيم فيها بالنفع، ويعزز أسباب استقرارها ومشاركتها البناءة في الحياة الاجتماعية، وتمثل الإسلام تمثيلا حضاريا، خاصة وأن عوامل مغادرة عدد من أبناء المسلمين إلى أوروبا للإقامة فيها لا تزال قائمة، وتسهم وسائل الإعلام ونمط الحياة في أوروبا، ونظمها الاجتماعية في تعزيز أوجه اندماج الجالية المسلمة بالمجتمعات الغربية، مما يؤكد أهمية توجيه هذا الاندماج وترشيده في تقوية البنية الاجتماعية، وتحقيق استقرارها.
وأضاف الشيخ عبدالعزيز العمار أنه في هذا الإطار تجد جهود المملكة العربية السعودية لخدمة الجالية المسلمة في أوروبا التقدير والاحترام والقبول، وتثري هذه الملتقيات البحوث والدراسات التي تخدم الجالية المسلمة، وتوفر فرصة لاجتماع المهتمين بشؤون الجالية للتعارف فيما بينهم، والتعاون لما فيه خدمة الإسلام والمسلمين وما توفره المملكة من إمكانات كبيرة لعقد هذه الملتقيات في ظل نظرة شمولية تهدف إلى التأكيد على الأخوة الإسلامية، مبيناً أن تجاوز الانتماءات المخالفة للإسلام التي تضر بوحدة الجالية وجمع كلمتها تعد أحد عناصر النجاح لهذه الملتقيات، وصورة مشرفة لجهود المملكة في جمع كلمة المسلمين، وتعزيز وحدتهم.
تلمس الاحتياجات
ومن جهته، سجل سعادة وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والفنية الأستاذ سعود بن عبدالله بن طالب تقديره وامتنانه لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لإقامته الندوات والملتقيات التي تُعْنَى بدراسة أوضاع المسلمين، وتلمس احتياجاتهم، وايجاد السبل الكفيلة بحل ما يعترضهم من مشكلات، والعمل على ربطهم بإخوانهم المسلمين في جميع أنحاء العالم، ومن تلك الملتقيات العظيمة التي آتت أكلها، ولا تزال، ملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي الذي يعقد سنوياً على نفقته الخاصة أطال الله في عمره في الدول التي يوجد بها عدد كبير من الأقليات الإسلامية.
وقال ابن طالب: إنه امتداد لهذا العطاء المتدفق من لدن خادم الحرمين الشريفين ومواصلة للأيادي البيضاء، فقد وجه رعاه الله بإقامة ملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي في كوبنهاجن بهدف تنسيق الجهود، وتوحيد الصفوف، وتقويم الأهداف، وإعادة النظر في الأنظمة والآثار بما يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية السمحة، ويحقق الأهداف المرجوة على الوجه الأكمل بعون الله وتوفيقه، مشيراً إلى أنه مما يدل على الاهتمام البالغ الذي يوليه أيده الله بنصر من عنده لهذا الشأن، فقد كلف نجله الصالح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء الذي شرب حب الخير، وتربى على رعاية العمل الإسلامي، والاهتمام بشؤون المسلمين، وبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك.
وأضاف سعادة وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والفنية أن التجهيزات والإمكانات وأسباب نجاح الملتقى والتنظيم قد استكملت بحمد الله تعالى، وذلك تحت إشراف معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ الذي يسهر، ويتابع شخصياً توفير كل ما من شأنه إقامة هذا الملتقى على أرقى المستويات من حيث الإعداد والتنظيم.
واختتم سعادته تصريحه، سائلاً الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على جهوده المباركة في خدمة الإسلام والمسلمين، وأن يمتع المسلمين بطول بقائه في صحة وعافية، وأن يحفظ سمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، وأن يمتع المسلمين بصحتهم وعافيتهم، وأن يديم على هذه البلاد نعمة الإسلام، إنه سميع مجيب.
استمرار رسالة المملكة.
أما وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية المكلف وعضو اللجنة التحضيرية للملتقى الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري فقد أكد على الدور الحيوي، والمهم الذي تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود تجاه إخوانها المسلمين، ودعمهم، ونصرة قضاياهم، وحرصها الدائم على نشر العقيدة الإسلامية الصحيحة.. وتنمية وتطوير الثقافة الإسلامية لدى المسلمين بصفة عامة، والأقليات والجاليات المسلمة في دول الغرب والشرق بصفة خاصة.
وأبرز في هذا السياق قيام وزارة الشؤون الإسلامية عاماً بعد عام بتنظيم الملتقيات الإسلامية الثقافية على نفقة خادم الحرمين الشريفين الخاصة، وذلك في أماكن وجود الأقليات والجاليات المسلمة في الدول الأوروبية على وجه الخصوص، وفي مختلف دول العالم على وجه العموم.
وقال الدكتور السديري في تصريح له بمناسبة تنظيم الوزارة لملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي في الدنمارك: إن الوزارة دأبت في السنوات الأخيرة على إقامة ملتقيات خادم الحرمين الشريفين في المواقع التي يوجد فيها جمع من أبناء الأقليات المسلمة، مشيراً إلى الملتقيات التي عقدت في جبل طارق، وفي أدنبرة، وفي بروكسل، وفي بودابست.
ونوه سعادته إلى أن اختيار مواضيع الملتقيات يتم بعناية من قبل عدد من المختصين، ويراعى في ذلك حاجة الأقليات والجاليات وأهمية الموضوع، ويحشد لهذه الملتقيات طاقات فكرية وعلمية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، لإثراء النقاش، والخروج بنتائج إيجابية تنصب في مصلحة الدعوة إلى الله، ومصلحة المسلمين، وبالذات أبناء الأقليات والجاليات المسلمة.
وأشار وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية المكلف إلى أن الهدف من هذه الملتقيات ليس هدفاً إعلامياً أو سياسياً، إنما هو استمرار لرسالة هذه البلاد في حمل لواء الدعوة إلى الله على بصيرة وعلم وحكمة، والتي على أساس منها قامت بلادنا، وسار على هذا النهج ولاة أمرنا.
ولفت الدكتور توفيق السديري إلى ان هذه الملتقيات تستهدف إبراز الدور الريادي الفاعل للحضارة الإسلامية وإسهامها في بناء الحضارة الإنسانية، وتقديم الإسلام بصورته الحقيقية البعيدة عن التشدد والغلو والبعيدة عن الإفراط والتفريط، وحث المسلمين على التمسك بدينهم وعقيدتهم وثوابت الإسلام، وربط الأقليات والجاليات المسلمة في كل مكان وخاصة في المجتمعات الغربية بالمجتمع المسلم في البلاد الإسلامية ومد جسور التواصل فيما بينهم تعميقاً لمبدأ الأخوة الإسلامية، واستنهاض همم الأقليات المسلمة وحثها على المحافظة على القيم الإسلامية ودعمها في سبيل تقوية استمساكها بسماتها المميزة لها، وعدم ذوبانها في المجتمع وفقاً للقواعد الشرعية.
وأضاف قائلاً: كما تستهدف هذه الملتقيات التعرف على المؤسسات والشخصيات الإسلامية الفاعلة في مجتمع الأقليات المسلمة، وكذلك إيجاد الفرصة لهم للتعرف فيما بينهم، ومد جسور التعاون والتعارف، والوقوف على المشكلات التي تعاني منها الأقليات والجاليات الإسلامية، وسبل حلها، ولفت نظر المسلمين في كل مكان إلى أهمية دعم الجاليات والأقليات المسلمة، والوقوف معها، والتعرف على مشكلاتها، وتقوية موقفها أمام المجتمع الذي تعيش فيه، وأمام المجتمع الدولي، والتأصيل الشرعي لكثير من الأوضاع والمفاهيم والمصطلحات الحديثة لدى الأقليات والجاليات المسلمة، والتي قد لا توجد في البلاد الإسلامية، وتفعيل دور المؤسسات والهيئات والمنظمات الإسلامية الدولية والمحلية في مجال خدمة قضايا الأقليات المسلمة.
وأبان سعادته أن الوزارة تجند كامل طاقاتها لتنظيم هذه الملتقيات وترتيبها، لتخرج بالشكل اللائق، ولتحقق الهدف المقصود من إقامتها، وذلك ابتغاء لمرضات الله، وتنفيذاً لتوجيه ولاة الأمر حفظهم الله ويبذل العاملون في هذه الوزارة وفي مقدمتهم معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ جهوداً كبيرة في هذا المجال حيث يشرف معاليه وفقه الله إشرافاً مباشراً على الإعداد والتنظيم والتنفيذ.
وسأل وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية المكلف في ختام تصريحه الله جل وعلا أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود خير الجزاء على ما يقدمه ويبذله في سبيل الدعوة إلى الله، ودعم العاملين في مجالها، كما سأله سبحانه وتعالى أن يجزل الأجر لسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، وإخوانهم الكرام، والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء الذي يدعم هذه الملتقيات دعماً مباشراً ويرعاها رعاية تامة.
|
|
|
|
|