| مقـالات
ليس من الضروري أن تكون محللاً أو أخصائياً نفسياً حتى تستطيع التعامل مع الأحداث في حياتك برؤية أو حكمة تجعلك تبتعد عن الخطأ في الوقت المناسب أو تدفعك إلى أن تسجل أعلى حد من الأهداف الصحيحة والخطوات الناجحة ولكن يكفي أن تدرك ماحولك ادراكاً كاملاً كما هو الواقع فعلاً وليست كما هي اتجاهاتك أو ميولك وعندها فقط تستطيع أن تخفف ولن أقول تمتنع عن المشكلات التي ربما قد تمر بها بسبب انحصارك في داخلك وتفكيرك المتبلور حول ذاتك دون أي شيء آخر..
وهنا سؤال يطرح نفسه.. كيف نستطيع فعلاً أن نقلص من عدد المشكلات أو الخلافات اليومية التي نمر بها..!؟
في المنزل.. في المكتب.. وحتى في حياتنا الاجتماعية!!
لا أظن أن أحداً من حولك يستطيع أن يتصرف في واقعك الخاص كما تتصرف أنت.. سواء كان ذلك سلباً أو ايجاباً.. بمعنى أنك الوحيد غالباً الذي تتحمل نتائج ماتقوم به من سلوك لذلك فمن الأفضل أن تجعل هذه النتائج ذات اشباع نفسي لك اكثر من كونها ذات أثر يجلب التوتر والضغط فمثلاً نجد بأن من أكثر العوامل التي تسبب المشكلات الروتينية اليومية هو التحدث في موضوع ما في وقت غير مناسب للتحدث فيه مما يجعل الطرف المتلقي لديه استعداد «قهري» لتأجيج الأمر وان كان الموضوع نفسه لايحمل أي جوانب أو بوادر كهذه.. هذا أمر..
أما الأمر الآخر فهو قد يتعلق بعدم ادراك احد الطرفين لحقيقة الموضوع ذاته وغالباً ماتكون المشكلات بسبب سوء التفاهم أو بالأصح سوء الفهم للوضع المتحدث فيه..
هذه من أبرز العوامل الخارجية أما النصف الثاني للمشكلة فيترتب على فهم شخصية الفرد الذي أمامك بمعنى أن لكل فرد منا مفتاحاً لشخصيته ولا يستطيع ادراك هذه الثغرة الهامة إلا من كرر التعامل مراراً مع هذا الشخص وتظل الفراسة والفطنة في مهارة تقليب الشخصية المقابلة ومعرفة قناة الدخول إليها فالاندفاعية والتسرع في طرح الموضوع دون فهم الفرد او الطرف الثاني قد يشعل ما لا يحتمل اشتعاله.. وكما قال الشاعر..
معظم النار من مستصغر الشرر.. فهل فعلاً نستطيع أن نتكلم في توجيه علاقاتنا انسانياً واجتماعياً.. هل نستطيع توقي المشكلات التي تجهدنا نفسياً وترهق
اعصابنا وتثقل الجانب الذهني لدينا!!
ربما لو حاولنا قليلاً سننجح.. |
والله الموفق..
ولكم مني جزيل الشكر والتقدير..
* أستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود..
e.mail:najla200@makhoob.com
|
|
|
|
|