| فنون تشكيلية
*
* جدة مريم شرف الدين..
التشكيل أو الفن التشكيلي لم يعد مجرد وسيلة تعبّر عن المخزون الابداعي المترسخ داخل احاسيس الفنان الذي عادة ما تتحكم في طرحه مخيلة الفنان وإنما أصبح صورة تحمل بين ثناياها أوجاع وآلام وأحزان الآخرين التي تتجسد من واقع الكثير من القضايا التي يتعايش معها هذا الفنان.
وتجسيد تلك الرؤى بالوانه وفرشاته وكما نقلتها وصورتها مخيلته لها.
ضمن فعاليات مهرجان الأقصى الذي أقيم مؤخراً واختتم فعالياته منذ أسبوع تقريباً كان للتشكيل نصيب من هذه الفعاليات في القسمين الرجالي والنسائي.
إلى جانب مشاركة بعض الفنانين الكبار والاعمال التي عرضت لهم في هذين المعرضين والتي كانت في مضامينها تعبّر عن القضية الفلسطينية بكل ما فيها من توجع والم كانت هناك تجربة ثرية للطفل السعودي.
تجسدت من خلال صدق مشاعره تجاه الطفل الفلسطيني وبصورة تفاعلية جميلة لفتت انتباه الجميع.
وان يعبّر الطفل عن هذه المعاناة ومنظر تلك الدماء التي كانت هي الصبغة الأساسية لأعمال لم ينس الطفل مشهد ومنظر هؤلاء الشهداء.
ودموية الاحداث هناك ودبابات العدو التي ارتبطت بهذه القضية وترسخت في مخيلته ومحاولة ابرازهم للكثير من المشاهد المأساوية التي امتزجت بدماء كل طفل شهيد وقف بصمود وكانت له القدرة على التحدي والحجر الذي يتحول بين يديه إلى قدرة ربانية يرهب بها اعداء الله.
الطفل حاول توظيف قدراته والوانه بالصورة العفوية البسيطة التي مكنته من سرد هذا الوجع والظلم وبما يجعل المتلقي يتفاعل مع احاسيس تلك البراعم والمشاهد التي اعتبرها رسالة تحتاج إلى ايصالها كصوت جديد يضم الى كل الاصوات التي تضامنت مع هذه القضية.. صوت يتحدث بلسان حال الطفل الذي لم يعرف الغدر والخيانة.. وتلك العفوية المتمثلة في براءته.
كما كانت...
قبة الصخرة من المضامين التي اتضحت على الكثير من اللوحات. ومجيئها للتأكيد على ابراز الجانب الإسلامي في هذه القضية والامتهانات الواضحة التي تمارس بحق مقدساتنا الإسلامية.
استمرت فعاليات هذا المعرض لمدة (40يوماً) منذ انطلاقة فعاليات (مهرجان الأقصى في قلوبنا).. إلا أن ما يثلج الصدر أن الكثير من الأعمال اقتنت وباسعار رمزية لم تتجاوز (350 أو 400 ريال) والذي سيعود ريعها لصالح أطفال الانتفاضة.
وعلى هامش فعاليات هذا المهرجان وقبل انتهائه بيومين التقيت بالاستاذة منى مصطفى الصالح المنسقة الاعلامية في المهرجان والمتطوعة في اللجنة النسائية بالندوة العالمية للشباب الإسلامي بجدة التي اصطحبتني مشكورة للتعريف بفعاليات المهرجان المختلفة والتي كان من ضمنها هذا المعرض. وذلك بهدف التعريف به.
وفي البداية وعن فكرة هذا المعرض.. تحدثت إلينا قائلة:
فكرة هذا المعرض لم تكن جديدة.. ولكنها بدأت منذ اندلاع انتفاضة الأقصى التي دخلت في شهرها الحادي عشر وبداية المشاريع التي تدعم الانتفاضة.. انذاك بدأنا عدة مشاريع كان في مستهلها حفلة وحدة التربية الإسلامية بالندوة.. والتي كانت تدور موضوعاتها عن الارض المباركة. وقد كان من ضمن الحفل مسابقة الارض المباركة التي خصصت لرسومات الاطفال وطالبات المدارس في محافظة جدة على مستوى المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية.. والجامعة وطالبات محو الأمية.
وبعد اكتمال عدد اللوحات والتجاوب الكبير الذي وجدناه من الأطفال للمشاركة في هذه المسابقة وفرز الاعمال وترشيح اللوحات الفائزة قامت اللجنة النسائية بالندوة بالتعاون مع الرئاسة العامة لتعليم البنات بمحافظة جدة بإقامة معرض خاص احتوى على مايقارب الف لوحة.. وحقيقة معظم اللوحات جعلتنا نتلمس مدى الوعي الاعلامي الذي يتمتع به الطفل لدينا.. ووعيه بكل المشاهد التي يتطلع إليها ومتفهم لمقاومة الطفل الفلسطيني واسباب هذه المقاومة ومَنْ يقاوم؟ ولماذا يدافع عن بلده بحجر؟
وحقيقة مع التجاوب الكبير الذي حظي به المعرض تم بيع عدد كبير من الاعمال في المعرض وتحصلنا على مبالغ جيدة بالاضافة الى ان المعرض كان برعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتا بنت عبدالله بن عبدالعزيز استضفنا زوجات القناصل وسيدات السلك الدبلوماسي في محافظة جدة لتعريفهن بأهداف المعرض والرسالة التي يرمي إليها وترجمة اللوحات لهن واطلاعهن على مقدرة اطفالنا في التعبير باللوحات عن هذه القضية.
وباعتبار ان مشروع تلك اللوحات لم ينتهِ بعد لاعتباره لم يكن مجرد معرض لعرضها فقط وانما لايصال رسالة معاناة الشعب الفلسطيني من خلال الطفل.. مما جعلنا نبادر باقامة هذا المعرض ضمن فعاليات (مهرجان الأقصى في قلوبنا) وكما وجدنا تجاوباً مع اللوحات في (المعرض الام الارض المباركة) وجدنا تفاعلاً كبيراً معها في هذا المهرجان.. وبيع عدد كبير منها ولكن باسعار رمزية هي والاعمال الاخرى للفنانين الذين شاركوا في هذا المعرض.
كما تنوي الندوة باعداد هذه الاعمال في صيغة كروت وبطاقات وبوسترات.. وبعدة طرق أخرى ذلك على اساس ان تعمم على دول العالم.. أو يتم شراؤها من قبل أحد رجال الأعمال حتى يتم نشرها وايصال الرسالة التي ترمي إليها على ان يستمر ريعها لدعم الانتفاضة وفلسطين.
تعاملنا كان بصورة مباشرة.. وعلى مدى ايام طويلة كنا نستضيف معلمات التربية الفنية.. وتوعيتهن بابعاد هذا الموضوع ومساعدتهن في توعية الطالبات - وعلى أساس هذا الوعي - وتضافر الجهود بشكل مشترك تمخض عنه هذا الانتاج الجميل.
مخيلة الطفل والتوعية
* وهل تشعرين بان الطفل لدينا أصبحت له القدرة على التفاعل مع هذه القضية بصورة أكثر من السابق أو القضايا التي تتشابه معها؟
أستطيع ان أقول في البداية الفكرة موجودة في مخيلة الطفل إلا أنها كانت مشوشة بعض الشيء - ولكن من خلال التوعية التي قمنا بها ومساعدة الكثير لنا في تحقيق اهداف هذه التوعية الحمدلله وجدنا ان الفكرة ترسخت في مخيلته وأصبحت له القدرة للتفريق بين أهم شيء ومعرفته لقبة الصخرة والمسجد الأقصى والفرق بينهما.
وضوح الرؤية والإبداع
* وهل تعتقدين أن الفن أصبح كعامل أو موصل جيد للتعريف بقضايانا وكما هو الحال مع القضية الفلسطينية؟
بكل تأكيد وأكبر اثبات على ذلك ان الطفل أو معظم الاطفال لهم ميول ابداعية ومنها الرسم ومن خلال الفرصة التي اتيحت لهم ايام المسابقة وجدنا أن انتاج الأطفال كان اغزر بكثير من انتاج الطالبات أو المشاركين من المرحلتين المتوسطة والثانوية فإنه انتاج ضخم غير متوقع.
|
|
|
|
|