| فنون تشكيلية
قبل أيام فاز الطفل خالد فهمي بياري من محافظة جدة بالجائزة الأولى على مستوى آسيا وأوروبا في مسابقة تشكيلية للصغار منافسا بذلك عدداً كبيراً من المتسابقين ممن يفوقونه سنا ويتخلفون عنه إبداعا وإذا كان معالي وزير المعارف قد احتفى به واستقبله في مكتبه فهي الجائزة المعنوية الأهم التي قدمها معاليه لهذا المبدع ولكل الآباء الساعين لتسهيل السبل أمام مواهب أبنائهم ولكل معلمي التربية الفنية ممن هم على شاكلة معلمه الذي اكتشف فيه هذا النبوغ ولكل المعنيين في إدارة تعليم محافظة جدة وللمعنيين بالتربية الفنية في وزارة المعارف باعتبارها الجسر الصلب الموصل بين طلابنا وبين طلاب وتلامذة العالم مؤكدا بذلك ثقته بقدرات أبناء الوطن.
وإذا كنا قد شاركنا هذا المبدع ووالده ومعلمه فرحة الفوز فإننا أيضا نشارك التربية الفنية عموما ابتداء من المسؤولين عنها في وزارة المعارف مروراً بإدارات التعليم ووقوفا عند مديري المدارس ومعلمي المادة لنقول لمن يبحث عن تهميش هذه المادة وتجاهل دورها ووضعها في آخر قائمة الاهتمام والدعم إنها قد أوصلتنا للعالمية ورفعت من خلالها رايتنا خفاقة معلنة المنافسة في كل المجالات ومنها الفنون التشكيلية للموهوبين والكبار بأطر ومبادئ إسلامية نعتز بها جميعا فمتى يلتفت من أدار لها ظهره وسلب حقوقها ومنها ما كان معدا لها من مرافق في المدارس وفي مقدمتها المراسم والأدوات.
قد يرى البعض ان هذه المادة عبء على الطالب بينما يراها الآخرون مصدر اكتشاف للمواهب العلمية والتقنية وبين هؤلاء وهؤلاء يقف الجهل حائلا دون القناعة.
إذابة الاقليمية التشكيلية عربياً
سئل الفنان محمد عبده عن تقديمه لأغانيه بلهجة مشتركة بين لهجات مناطق المملكة خصوصا بين اللهجتين النجدية والحجازية فأجاب بأنها محاولة منه لإيجاد لهجة مشتركة تذيب إقليمية المستمع سعيا لكسب جمهور المنطقتين في وقت واحد مجتهدا لتطويع القصيدة النبطية التي تختلف فيها المفردات والمعاني، هذا القول وتلك الإجابة نقلتني إلى مساحة أكبر ليس على مستوى الغناء بل في الإبداع التشكيلي وعلى مستوى عربي ووجدت سؤالاً كبيراً يتردد في أذهان المبدعين التشكيليين العرب (لماذا لايكون لنا مفردة تشكيلية عربية واحدة) مستخلصة من تجارب كل الفنانين العرب تمثلنا في المحافل العالمية وتصبح بصمة مشتركة نتيجة لوجود الكثير من العوامل المؤدية لتحقيق الهدف ومنها الدين الواحد بقيمه السامية العظيمة وبتقاليد وعادات مشتركة نجدها في كل جزء عربي للخروج من زوبعة ومعمعة التقليد الغربي الذي أصبح مستشريا كالفيروسات في أعين وأنوف التشكيليين، ومن المؤسف ان نشعر بأن الإجابة دائماً أكثر صعوبة من السؤال خصوصا لارتباطها بفعل ملموس ممثلا في اللوحة وكيفية تقريب تلك المفردات وإذابتها في مصهر واحد يعاد بعده تكوينها من جديد ولهذا يبرز لنا تساؤل آخر في كيفية جمع هذا المزيج ونجتهد في البحث لنجد ان هناك حلقات مفقودة من أهمها غياب اتحاد الفنانين التشكيليين العرب وعدم توفر البرامج التي تجمع تجارب الفنانين وانعدام وسائل التعرف على تلك التجارب ومنها الكتاب التشكيلي المصور والمعارض المشتركة وتنظيم اللقاءات وتبادل الخبرات وهذه مهمة القطاعات الرسمية المسؤولة عن هذا الفن.
البيان رسول العقل
ماينطق به الرجل يحدد مستوى حكمته فالبيان رسول العقل ومرجح كفته نحو التوازن أو العبقرية ويقول الحكيم (إذا رأيت الرجل ملأ إحدى عينيك بمظهره وهيبته ووقاره واذا تحدث إما ان يملأ العين الأخرى أو ان يسقط من الأولى) هذه المقولة تنطبق على صديق لي كان يملأ إحدى عيني واعين الكثير ممن هم في محيط الفنون والإبداع بمواصفات الفنان والأديب العارف والمثقف إلا أنه سقط منها نتيجة لكشفه ضحالة مختزله وضعف قدرته على امتلاك الدبلوماسية وإمساك العصا من منتصفها عند التعامل مع من يعنيه أمرهم متوقعا ان هذا الاسلوب قد يعيد المياه إلى مجاريها لا أن يزيدها تعكيراً.
للتواصل
monif@hotmail.com
|
|
|
|
|