| عزيزتـي الجزيرة
المكرم سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ الموقر.. خالد بن حمد المالك حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
فبداية نهنئكم ببداية العام الدراسي الجديد والذي نسأل الله أن يكون عام خير وبركة على الجميع وأحببت المشاركة بهذه الخاطرة حول تشجيع أبنائنا وتحفيزهم لاستطلاع الآفاق المستقبلية وآمل أن أكون من الموفقين في إعدادها.. الدراسة هوايتي الجديدة..
كنت قبل فترة في إحدى المكتبات ولفت نظري كتيّب حول التربية والتعليم وقد عنون له المؤلف بهذه العبارة الجميلة.. والكلمة الرائعة (الدراسة هوايتي الجديدة).. مما استهواني وشد انتباهي فكان له بالغ الأثر وصادق الرغبة لتسطير هذه الخاطرة لشباب حاضرنا المعطاء ورجال مستقبلنا المشرق إلى أبنائنا الطلاب أهدي إليكم هذه الكلمات العابرة.
عزيزي الطالب ها نحن بدأنا عامنا الدراسي الجديد بكل معاني البدايات الطيبة والعود الحميد في أجواء تربوية رائعة هيئت لها السبل وسخرت من أجلها الإمكانات لا لشيء إلا من أجل راحة الطلاب وتوفير الأجواء المناسبة التي تتيح لهم المسيرة التعليمية الناجحة.
فالأرواح متجددة والنفوس مهيأة للنهل من المعين الصافي والمورد الزلال شتى العلوم وأنواع المعارف في حقل من حقول التربية وموطن من مواطن التعليم وفي حصن من حصون المحافظة على الدين وتثبيت الأخلاق وتقرير المبادىء والقيم الرفيعة. ذلكم هو الصرح الشامخ والمكان العريق الذي خرّج الأفذاذ والقادة من صفوة المجتمع ونخبته البارزة وتلكم هي «المدرسة» هذا المكان الخصب لتلقي العلوم وصقل المواهب وتوسيع المدارك وتطوير الذات علماً وسلوكاً ومنهجاً فإليك يا مَنْ أعني وإياك أريد أن أقدم لك هواية جديدة ورائعة إليك «هواية الدراسة» فابدأ بممارستها وتطويرها في هذا الحقل التربوي الذي يضم بين جنباته كل ما تبتغيه الكوادر البشرية والمتطلبات المادية وثق بأنك ستعشق هذه الهواية وتحبها بشغف. وبإذن الله ستجني الثمار اليانعة والنتائج المرضية وستدرك أبعاد تلك النتائج والمخرجات التي ستحصل عليها إن شاء الله وعندها ستشعر بأنك مفتقد لهذه الهواية منذ زمن بعيد.
عزيزي الطالب: هل تذوقت حلاوة النجاح إن كنت من الناجحين؟
أم تجرعت مرارة الإخفاق إن كنت من أولئك؟
واعلم أن علامات النجاح وبوادر الفشل طريقان متوازيان بيد أن الفرق بينهما تلك الآمال والطموحات التي يسعى الشخص لتحقيقها والحصول عليها.
فلكل فرد توجهاته وطموحاته المستقبلية حسب الرغبة وقوة الدافعية لديه وطريق النجاح والفاعلية سهل ممتنع بيد أن تزيل من ذاكرتك رواسب التبلد ومخلفات الجهل كالإحساس بالدونية وعدم التوكل على الله والاعتماد عليه وانتفاء الثقة بالنفس مع الشعور بالإحباط وعوامل النقص المتعددة كأن تظن نفسك أقل مما يجب أن تكون فإن تهميش الذات واحتقار النفس أقرب طريق لتحقيق الفشل في الحياة.
واعلم أن الناجحين والمتميزين وغيرهم من المبدعين لم يتصفوا بذكاء حاد وقدرة فائقة سوى القليل من الإرادة والعزم الأكيد والكثير من بذل الجهد والعمل الدؤوب وكما يقال:
ثلاثة أرباع العبقرية جهد وعمل.
إذن فشمر عن ساعد الجد والاجتهاد وانفض غبار الكسل والخمول.. وابدأ عامك الدراسي بتخطيط سليم ومنهج متكامل يتقد بالحيوية ويتسم بالنشاط والمثابرة خلافاً لما كنت عليه في سابق الأيام وسيتحقق لك ما ترجوه وتعمل من أجله ولن تتعثر بإذن الله.
عزيزي الطالب:
عليك بتطوير نفسك وشحذ همتك ولتكن لديك الرغبة والدافعية للعلم والتحصيل «فإن الإرادة سر النجاح».
وأخيراً الزم توجيهات معلميك الذين ينيرون لك الطريق ويذللون من أجلك الصعاب ويعملون لراحتك ويسعون لإسعادك.. فمن الواجب عليك رد الجميل لهم بصادق الولاء والإخلاص والتقدير وأن تعمل جاهداً وباذلاً كل ما في وسعك وقدرتك ويدك مضمومة إلى أيديهم يداً بيد نحو الارتقاء الأمثل بالعملية التربوية والتي أنت محورها ولبنة الأساس فيها.
وختاماً.. أهديك هذا البيت الرائع في مجاله للشاعر العربي الراحل أبي القاسم الشابي:
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر |
أدام الله للجميع التوفيق واستمرارية النجاح.
خالد بن عائض البشري - الرياض
|
|
|
|
|