أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 5th September,2001 العدد:10569الطبعةالاولـي الاربعاء 17 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

المعنى
مواعظ إداريةعبر التلفون
محمد العثيم
كان ناصر يراقب الناس جيدا ويفهم معنى المعلومات عن الآخرين وأهميتها لاصطيادهم في الوقت المناسب، وعندما صار مديرا جهز المكاتب بنظام صوتي عبر التلفون يسمع منه أحاديث مكتب السكرتير ثم مده لكل المكاتب سرا، ومن هذا الجهاز كان يعرف ان هناك اناسا يجب ان يتخلص منهم بأسرع ما يمكن، انهم اصدقاؤه الذين عرفوا عنه الكثير، ويصرون على الحديث عنه.
أخذ الصلاحيات واختار الوقت المناسب ثم عصف بمن يستطيع العصف بهم من الاصدقاء، ودبر مكائد لمن لا تصلهم يده في صلاحياته لسبب بسيط هو انهم تكلموا عنه بما لا يحب، وكان كلما انتصر في واحدة من معاركه الادارية يصيح لنفسه «يرضى عليك يا ميكافيلي» وبدت تحلو له الحياة وبيئة العمل مع اناس لا يعرفونه، ورفع رأسه بانتظار مزيد من المجد، وفي ليلة من الليالي البهيجة كان يسهر متأخرا في مكتبه الرسمي في الدائرة التي يرأسها مدعيا التأخر لانهاء العمل وفي مشاعر الليل الجياشة نسي نفسه، فكان يتحدث في التلفون حديثا ناعما فسجل له عامل بسيط الحديث الحميم عبر اسلاك التلفون دون قصد، واعجب عامل الصيانة بأدب غرام المدير واشعاره الرطبة فنسخ الشريط لآخرين دون ان يدري ما وراء ذلك من معلومات.
المسألة شخصية وقد لا تهم احدا لكنه عندما عرف عن الشريط المتداول انهار من الداخل ولم يدر كيف يتصرف وسقط كما يسقط الجدار دون ان يناقشه احد في المسألة.. وعلى نفسها جنت براقش ..وهذه الايام يختفي عن الانظار لانه قد يترك عمله.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved