| مقـالات
كان ناصر يراقب الناس جيدا ويفهم معنى المعلومات عن الآخرين وأهميتها لاصطيادهم في الوقت المناسب، وعندما صار مديرا جهز المكاتب بنظام صوتي عبر التلفون يسمع منه أحاديث مكتب السكرتير ثم مده لكل المكاتب سرا، ومن هذا الجهاز كان يعرف ان هناك اناسا يجب ان يتخلص منهم بأسرع ما يمكن، انهم اصدقاؤه الذين عرفوا عنه الكثير، ويصرون على الحديث عنه.
أخذ الصلاحيات واختار الوقت المناسب ثم عصف بمن يستطيع العصف بهم من الاصدقاء، ودبر مكائد لمن لا تصلهم يده في صلاحياته لسبب بسيط هو انهم تكلموا عنه بما لا يحب، وكان كلما انتصر في واحدة من معاركه الادارية يصيح لنفسه «يرضى عليك يا ميكافيلي» وبدت تحلو له الحياة وبيئة العمل مع اناس لا يعرفونه، ورفع رأسه بانتظار مزيد من المجد، وفي ليلة من الليالي البهيجة كان يسهر متأخرا في مكتبه الرسمي في الدائرة التي يرأسها مدعيا التأخر لانهاء العمل وفي مشاعر الليل الجياشة نسي نفسه، فكان يتحدث في التلفون حديثا ناعما فسجل له عامل بسيط الحديث الحميم عبر اسلاك التلفون دون قصد، واعجب عامل الصيانة بأدب غرام المدير واشعاره الرطبة فنسخ الشريط لآخرين دون ان يدري ما وراء ذلك من معلومات.
المسألة شخصية وقد لا تهم احدا لكنه عندما عرف عن الشريط المتداول انهار من الداخل ولم يدر كيف يتصرف وسقط كما يسقط الجدار دون ان يناقشه احد في المسألة.. وعلى نفسها جنت براقش ..وهذه الايام يختفي عن الانظار لانه قد يترك عمله.
|
|
|
|
|