| مقـالات
من المؤكد أن نهاية اسرائيل ستكون على أيدي حكامها.. فهم عصابة احترفت تزوير التاريخ والقتل والسرقة واغتصاب الوطن الفلسطيني من أهله.. ولا يجب أن نسميها«دولة» لأنها تعيش حتى الآن بدون حدود معترف بها ولأن شعبها تشكيلة من يهود الشتات الذين لا وطن لهم.. وإسرائيل ظاهرة استعمارية ستزول إن آجلاً أو عاجلاً بعد تحرير الأرض العربية السليبة لأنها لا تعيش إلا في مستنقعات الجريمة والنصب وحرق المناطق التي تحتلها وتفريغها من شعبها أولاً ومن خيراتها بعد ذلك وهي سياسة لا يمكن أن تدوم.
وإسرائيل هي في الحقيقة دولة لصوص ولها نظير في التاريخ القديم هو «البرتغال» عندما استعمرت البرازيل مع فارق واحد وهو أن البرتغال دولة معروفة ولها حدودها وعلمها وتاريخها وعاصمتها عكس إسرائيل التي ما زالت لا تعرف لها حدوداً حتى الآن.. والذي حدث هو أن البرتغال استعمرت البرازيل لأكثر من مائتي عام وارتكبت فيها أكبر جريمة سرقة في عهد الاستعمار.. وهما دولتان معترف بهما وعضوان في الأمم المتحدة.. وبعد انتهاء هذا الاستعمار عادت الأمور في الدولتين إلى وضعها الطبيعي.. وعلى العكس من ذلك تخشى اسرائيل أن ترد الأرض العربية المسروقة إلى أهلها لأن في ذلك نهاية حتمية لها.
والذي تفعله اسرائيل الآن في الشعب الفلسطيني.. فعلته البرتغال من قبل في البرازيل لأكثر من مائتي عام بدأت في أواخر القرن السابع عشر حيث كانت تستعمرها في تلك الفترة.. وقبل أن أسرد قصة الاستعمار البرتغالي للبرازيل وهو الوجه الآخر للاستعمار الصهيوني لفلسطين العربية.. أحب أن أبشر أبطال «ثورة الحجارة» بأن فجر فلسطين آتٍ لا محالة وأن شمس الحرية ستشرق عليها قريباً.
وليس على الشعب الفلسطيني إلا أن يفعل ما فعله شعب البرازيل وغيره من الشعوب الأخرى التي حررت أراضيها بعد كفاح طويل... لقد رفع شعب البرازيل علم بلاده بعد أن استرد ارضه ووضع دستوره واتفق على شكل العلم وكتب عليه«الحرية.. وإن كانت آجلة» وطرد الاستعمار البرتغالي من أرضه بعد أن ارتكبت فيها أخطر جرائم السرقة في أواخر القرن السابع عشر.
وجريمة الاستعمار الصهيوني في فلسطين العربية كانت وما زالت- والكلام هنا للمؤرخين- جريمة القرنين التاسع عشر والعشرين.. أما جريمة الاستعمار البرتغالي في البرازيل في أواخر القرن السابع عشر ومنتصف القرن الثامن عشر فقد كانت أكبر وأخطر جريمة سرقة وتجويع وتشريد طوال فترة استعمار البرتغال للبرازيل.
لقد نهبت البرتغال معظم ما كان في مناجم ومخازن وبنوك البرازيل من الذهب.. فالحاكم البرتغالي وحده أخذ تسعة قناطير وستين رطلاً من الذهب بينما أخذ المستشار القانوني للحكومة وهو برتغالي أيضاً تسعة عشر قنطاراً وعشرين رطلاً من الذهب البرازيلي الذي كان يمثل رصيداً ضخماً والذي أخذت منه البرتغال ميزانيتها في أواسط القرن الثامن عشر وأنفقت منه على أساطيلها وحكامها.
وفي عام 1750 وحده سرقت البرتغال 41 ألف قنطار من ذهب البرازيل كان منها 130 مليون «كروزادو» «أي «دينار» ومائة ألف قطعة ذهبية وعشرون قنطاراً من الفضة و530 قنطاراً من الذهب المقطع و175 رطلاً من الذهب المسحوق و132 سبيكة ذهبية عدا ما يساوي أربعين مليون دينار تم إرسالها إلى بابا الفاتيكان في إيطالبا.
وكان بهو البطريركية في العاصمة البرتغالية يشبه بهو مسارح الأوبرا وكان يسطع بالذهب والأحجار الكريمة.. والذهب المطعم بالماس وله مبخرة يحرق فيها البخور الجاوي والصندل المر وكانت كل هذه المعادن مسروقة من البرازيل.. أما الكنيسة التي عمل في بنائها 50 ألف عامل فقد كانت هي الأخرى مزينة بأثمن الجواهر والسلاسل الذهبية ولها جرس فظيع يزن مائتي طن من الذهب.
وعندما سرق البرتغاليون ذهب البرازيل وأهدروا ثرواتها وعاشوا في أجواء تشبه أساطير«ألف ليلة وليلة» كان أبناء البرازيل يعانون- تماماً كما يحدث في فلسطين المحتلة الآن- من الفقر ويعيشون على ما دون الكفاف ولا يقدرون على تدبير ما يحتاجون إليه حتى من الخبز.
ولم يمت شعب البرازيل.. ولن يموت شعب فلسطين.. وستدور الدائرة حتماً على رأس ارييل شارون رئيس العصابة في إسرائيل الآن وهو إرهابي اجتمعت فيه كل مساوئ الصهيونية والنازية أيضاً.. إنه لص كبير يدفع بالعالم الآن إلى حافة الهاوية متجاهلاً الحقيقة التي تؤكد دائماً أنه «ما ضاع حق وراءه مطالب».
|
|
|
|
|