| مقـالات
عندما يكون ابن الوطن هو المعوَّل عليه.. في الصناعة وفي الزراعة وفي التعليم وفي الطب، وفي كل مرفق من مرافق الحياة.. فإن الأمور تسير على ما يرام..
وابن الوطن المخلص يحتاج إلى ما يدعمه ويشجعه ويبين أخلاقه الرفيعة ويقرب للقلوب ضميره الحي.
وقد حملني على الكتابة هنا عن استشاريي طب العيون.. أن مجموعة من الشباب السعودي المتنور.. المؤمن.. الذي يخاف الله قبل كل شيء ويدرك فضل الوطن عليه في مراحله التعليمية. هؤلاء الشباب متخصصون في طب العيون.. أقاموا عيادات استشارية.. لم أكن اعرف واحداً منهم.. لكنني زرتهم بسبب العيون.. والعيون كما يقولون أغلى ما يملك الإنسان.. وكان أول طبيب، قابلته بلباسه الوطني الجميل البسيط وهو شاب يمتلىء حيوية، وحباً للوطن، وتحس أنه فخور بأنه يخدم ابن وطنه.. وقد لقيت منه عناية واحتراماً وتقديراً خاصة نحن خدمة الفكر والحرف الموصل للهدف السامي. والكلمة النابعة من القلب من أجل الوطن الحبيب... وقد تعبت العين من هذه الحروف وتلك الكلمات وفحصني فحصاً دقيقاً. ونصحني بلقاء زميل آخر من زملائه وهذا الزميل الدكتور رائع بكل معنى الكلمة. تفيض لديه أنهار من الأدب البالغ والتعامل الإسلامي النظيف. كانت العملية لعيني اليمنى ستكلف مبلغاً «يكد» على العيال شهراً كاملاً. وفحصني الدكتور ثم بين لي سلبيات العملية قبل أن يتكلم عن قيمة العملية. وحصرها في ثلاثة أشياء. كان صريحاً جداً. كان صادقاً.. لم يدخل إلي من بوابة المال.. لكنه دخل علي من بوابة الوطنية والانسانية. وعدلت عن العملية واتكلت بعد الله على العين الأخرى ففيها البركة.. والحمد لله على أفضاله.
هؤلاء الشباب السعوديون يجب ان نفخر بهم ونعتز.. لأنهم مخلصون..
بقي أن أقول بأني لم اذكر أسماء الأطباء حتى لا يقال إنني أقوم بدور تسويقي لنشاطهم وهم بكل تأكيد في غنى عن ذلك.
|
|
|
|
|