| العالم اليوم
يوشك مؤتمر مكافحة العنصرية أن ينهي أعماله، فبعد يومين تعلن قراراته التي قد تخلو من مساواة الصهيونية بالعنصرية.. وقد تتحفظ وفود امريكا وكندا ودول غربية أخرى.. وقد تنسحب قبل اعلان القرارات.. وقد يضغط «الاخ كوفي عنان» لتخفيف القرارات وتزييف الواقع وإلغاء كل ما يدين اسرائيل والصهيونية لإرضاء الأمريكيين والغرب عموماً، إلا أن كل ذلك لايهم، فالمؤتمر نجح في فضح الممارسات الاسرائيلية ووضع أمام الرأي العام العالمي مايفعله الاسرائيليون بالفلسطينيين.
ولعل النجاح الأكبر هو ماثبتته وثيقة منتدى المنظمات غير الحكومية لمؤتمر مكافحة العنصرية، فالمؤتمر يمكن وصفه بالشقين، شق يختص بحقوق الإنسان وتشارك في اعماله المنظمات الدولية لحقوق الانسان ومنظمات العفو الدولية، والآخر يهتم بمحاربة العنصرية والدفاع عن الكرامة الانسانية وغيرها التي تنقص من حرياته الاساسية وحقه في العيش دون ممارسة اي اضطهاد وضغط. وهذه المنظمات غير الحكومية تُعد في الحقيقة «ضمير الانسانية» وهي المعبِّر الحقيقي للرأي العام العالمي.. واذا كانت الوفود الحكومية التي تشارك في الشق الآخر والتي ستصدر القرارات، إلا أنها ستكون قرارات معبِّرة عن رأي الحكومات، سواء إدانة عنصرية اسرائيل وجرائمها التي لا يمكن اخفاؤها والتغطية عليها رغم كل الضغوط الامريكية والغربية، فإن ذلك لا يفيد مثلما لا يضر الفلسطينيين والعرب.. لأن الإدانة الحكومية الرسمية لكل حكومات العالم لاتقدم ولا تؤخر طالما ان القرارات التي تتخذها المنظمات العالمية الرسمية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها لاتنفذ لتكفل الولايات المتحدة بعرقلة الشرعية الدولية ومنع الاسرة الدولية من لجم العدوان الاسرائيلي، وطالما ستفلت هذه القرارات ب«الفيتو» الامريكي والضغوط الامريكية والغربية، فإنه لاحاجة لنا الى قرارات جديدة.
إلا أننا بحاجة الى زيادة مساحة الفهم والتفهم الذي تنامى في صفوف الرأي العالمي، وما حصل في ديربان في الأيام الماضية والذي ترجمته وثيقة المنتديات غير الحكومية التي تمثل الشق الشعبي للمؤتمر يُعد نجاحاً يشكل إضافة نوعية للعمل الجاد لفضح العنصرية الاسرائيلية والتواطؤ الامريكي والغربي لتغطية جرائم اصبح الكل يتحدث عنها الا المتخاذلون من موظفي الأمم المتحدة الذين مازالوا يستجدون رواتبهم، وامريكا والتي لا تزال تماطل في دفع ماعليها من استحقاقات.. ومن الجبناء الذين لاتزال اسرائيل تبتزهم ويواصلون دفع غرامات عن اعمال لاتصل الى نصف ما يفعله الاسرائيليون اليوم بالفلسطينيين.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|