| العالم اليوم
* رفح من: سليم صاحب الطابع - (اف ب):
تحاول بعض العائلات انتشال بعد حاجياتها السليمة من ركام منازلها المطمورة تحت تلة من التراب جرفتها الآليات الاسرائيلية، فقد هدم الجيش الاسرائيلي في اقل من اسبوع حوالى 30 منزلا فلسطينيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر. ويكتشف مصطفى حمدان الشاعر، الملقب بالبطريرك، ماذا تعني حياة اللاجئ، منذ تلك الليلة المفجعة التي شهدت جرف الاسرائيليين ستة منازل في ذلك الحي من رفح الذي يحمل اسم عائلته قرب مخيم .البرازيل. للاجئين. وبينها المبنى الذي كان يعيش فيه مع عائلته ويبعد حوالى عشرة امتار عن الحدود. وقال الشاعر بمحاذاة مخيم من الخيم البيضاء المدموغة بشعار وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين الاونروا .نحن من سكان هذا الحي منذ اكثر من خمسين عاما. فالاولاد يستقرون بدورهم هنا مع عائلتهم بعد زواجهم. ولا يترك المرء منزله الا ليموت. هذه طبيعة الحال لدينا..
وتذكر .يوم الاربعاء (29 آب/اغسطس). وصلت ست جرافات وسبع دبابات قرابة منتصف الليل. وبالكاد تمكنا من المغادرة..
وتكرر هذا السيناريو بانتظام صارم خلال الاسبوع على طول الحدود وبمحاذاة موقع الرفيح الذي شكل في القرن الثالث قبل الميلاد مسرح اضخم معركة للفيلة في التاريخ.
وافادت الاونروا ان الجيش الاسرائيلي هدم 27 منزلا في قطاع رفح منذ 28 آب/اغسطس متسببا بطرد 45 عائلة اي اكثر من 200 شخص. وقام الجيش بحفر خندق عميق على طول الحدود التي تشكل منطقة مواجهات كثيفة للحؤول دون تهريب الاسلحة من مصر عبر ممرات تحت الارض.
وتقف هيام، زوجة مصطفى الشاعر، على قمة تلة الركام المطلة على مصر لتشرف على التنقيب بين الانقاض.
وتقول ثائرة .لم يتركوا لنا اي مجال لاخذ اغراضنا. وهي جالسة وسط الخراب حيث تتعفن دجاجة وقعت من براد وتبرز في بقعة اخرى نارجيلة ملتوية والعاب محطمة.
ويصر زوجها على ضيافة الشاي لزواره فوق ما يشبه السجاد كسابق الحال في ايام العز.
وقال مستعيدا مبناه بالذاكره .كان اعلى المباني على الحدود. مدينا السلطة الفلسطينية لعجزها. وقال ثائرا .بالنسبة اليهم لا يهم ان متنا هنا.. وعبرت العائلات التي طردها الجيش الاسرائيلي من رفح اثناء توغله ليل 28 الى 29 آب/اغسطس مدمرا 14 منزلا في مخيم اللاجئين في المدينة عن نفاد صبرها. فقد وافقت اخيرا على نقل حوالى 20 خيمة من مخيمها عن التقاطع الرئيسي في وسط المدينة حيث كانت تعيق حركة السير في محاولة للفت انظار السلطات المحلية الى مصيرها اثارت حنق التجار.
غير ان تلك العائلات تلوح بالعودة الى نصب خيمها التي تاوي كل منها ثمانية اشخاص ليليا على التقاطع نفسه او امام مكتب المحافظ. ويتساءل محمد منصور الذي كان منزله على بضعة امتار من الحدود .ماذا في وسع السلطة ان تفعل اذا كانت عاجزة حتى عن تزويدنا بالماء؟.
ويضيف :انها القصة نفسها كل مرة. حيث انه لاجئ من المنطقة المعروفة حاليا باسم اشدود جنوب اسرائيل واب لستة اولاد وكان قد طرد من منطقته اثناء انشاء الدولة العبرية في 1948 ويتحتم عليه الآن ان يتذكر مجددا كيف يعيش في خيمة.
ويختلف الوضع من منظار فتاتين في العاشرة من عمرهما. وتقول آمنة وقد افتر ثغرها عن ابتسامة .النسيم عليل هذا المساء. انه منعش. غير ان ابنة عمها تحرير تأسف لان .الطرقات خالية في المساء..
وتجلس فاطمة ابو جزر وهي ام لتسعة اطفال تحت خيمة اخرى وتهدهد طفلها الذي يبلغ الثانية والنصف من العمر عساها تنسيه الذباب الذي يؤرق نومه.
وتقول في طفرة غضب .انني اغسله على قارعة الطريق! هل هذا مكان ملائم لغسل رضيع؟. معبرة عن دهشتها من صمت المجتمع الدولي حول عمليات التهديم وتضيف :اليس ما نحياه هو كارثة؟.
|
|
|
|
|