| المجتمـع
* المدينة المنورة مروان قصاص:
يقول الحق سبحانه وتعالى: «وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم» وقال عز وجل: «سنكتب ما قالوا» ويقول رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فيقل خيراً أو ليصمت» أنه نهي واضح عن الكلام غير المباح أو النميمة وهو مرض اجتماعي انتشر في المجتمعات الانسانية ومنها المجتمع العربي الاسلامي وهو داء فتاك سلاحه اللسان ونقل الكلام بدون تروٍ لتكون نتيجته المؤلمة تهدم بعض الاسر المستقرة واحداث الفرقة بين الاحبة والاهل وقطع الارحام وغير ذلك من النتائج السلبية والنميمة التي تنتشر بين فئات المجتمع رجالا ونساء تعني نقل الكلام للافساد بين الناس ووضع الفرقة وهم اشرار ومفسدون كما يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا بلى قال المشاؤون بالنميمة المفسدون بين الأحبة» أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وقد وجهت تعاليم الدين الإسلامي الحنيف إلى نبذ النميمة في المجتمع الاسلامي فقد جاءت آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية تحمل نهيا واضحا للنميمة في اطار حرص الدين على اصلاح المجتمع ونبذ أسباب الفرقة والتدمير عن هذا المتجمع ففي القرآن الكريم يقول الحق سبحانه وتعالى: «ولا تطع كل حلاف مهين، هماز مشاء بنميم، مناع للخير معتد أثيم» ويقول رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم: «إياكم والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا، إن الرجل قد يزني ويتوب، ويتوب الله عليه، وأن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه» وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة نمام».
حول هذا المرض الاجتماعي (النميمة) كان للجزيرة وقفات مع عدد من الفعاليات الاجتماعية للحديث عنها وكشف سلبياتها وخطورتها على المجتمع وكيفية التصدي لها وكانت هذه الحصيلة.
لا للنميمة
يقول فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن علي المويلحي مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة المدينة المنورة إن الدين الإسلامي الحنيف يرفض النميمة وينهى عنها وهي كمرض اجتماعي تهدد استقرار المجتمعات وتهتك ستر المجتمع ويحرص اصحاب الفضيلة خطباء المساجد والعلماء الاجلاء على التحذير من النميمة وحث المسلمين على البعد عنها وتجنبها لما فيها من أخطار كبيرة ومما يؤسف له أن النميمة تنتشر في مجتمعنا الإسلامي رغم حجم النهي والتحريم لها وهذا قد يكون صادراً عن جهل أو عدم ادراك للضرر الكبير الذي تجره النميمة على المجتمع وعلى الفرد ايضا حيث تدمر النميمة العلاقات الشخصية وتفرق بين الإخوان وبين الاصدقاء حيث يقوم بعض ضعاف النفوس من النمامين بنفل كلام بين الاحبة يفسد ويوتر العلاقة وقد يدمرها ويصبح الصديقان عدوين والعياذ بالله بل ان النميمة تصل الى تدمير العلاقة الزوجية وتهتك الرباط المقدس.
وتطرق المويلحي في حديثه عن اسباب انتشار النميمة في المجتمعات الإسلامية وقال إن من هذه الاسباب كما اسلفت هو جهل البعض بحرمة النميمة والفراغ، كما أن الحسد والغيرة تصل بالبعض إلى سلوك هذا المسلك المشين، وهناك اعداء النجاح الذين يحاولون النيل من الناجحين بهذا الأسلوب غير المبرر، مسايرة الجلساء لكسب ثقتهم وهم جميعا خاسرون، تتبع اسرار الناس والسعي لمعرفتها.
كما بين المويلحي صفات وعلامات من يتبع النميمة وينشرها وقال إن القرآن الكريم بين هذه الصفات ومنها أن النمام كثير الحلف وهذا مؤشر على عدم صدقه وشعوره بعدم ثقة الناس به ويسعى بكثرة الحلف إلى اعادة الثقة به وهو واهم، ومن الصفات ايضا كما جاء في القرآن الكريم أن النمام مهين والمهانة صفة تلتصق بالنمام كما أنه هماز يعيب الناس بالقول والغمز واللمز، وهو مشاء بنميم أي يمشي بين الناس والعياذ بالله بالنميمة ونقل الكلام لافساد علاقاتهم وتحطيم تواصلهم، كما ان النمام مناع للخير بين الناس وعن نفسه بارتكابه لهذه العادة المذمومة التي تصل بصاحبها الى النار، كما ان النمام معتد على حقوق الناس، وهو أثيم بارتكابه للمحرمات والمعاصي التي تفسد المجتمع المسلم كما ان النمام عتل وهي صفة تعني القسوة كما انه محل كره ونبذ المجتمع السليم، والنمام كذلك زنيم محب للشر ناشر له بين الناس وقال ان اتاحة المجتمع للنمام والسماع له هو ما يشجع النمامين على نشر مفاسدهم في المجتمعات ودعا المويلحي الى عدم التعامل مع هذه الفئة وكشفها والابتعاد عنها لتصحيح مسيرة المجتمع.
وبعد ان وضع المويلحي يده على مسببات هذا الداء وصفات النمامين تحدث عن العلاج الذي استمده من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وقال إن علاج هذا المرض يأتي من الانسان نفسه والدواء هو معرفة ضرر وخطر النميمة مع الاصرار على ترك هذه العادة المذمومة التي تؤدي الى التهلكة والاستعانة على ذلك بذكر الله عز وجل والعمل على ابدال اسباب الفرقة باشاعة المحبة بين الناس وحفظ اللسان وترك تتبع عورات الناس وتقصي اخبارهم والله الهادي الى سواء السبيل.
النميمة في المكاتب
ويتحدث الأستاذ عبدالرحمن بن محمد المنير الوكيل المساعد لامارة منطقة المدينة المنورة عن النميمة ويقول إنها عادة مستهجنة من الجميع ويجب علينا كمسلمين ان نعي خطورتها ونبتعد عنها ويضيف ان المجتمع يعاني من هذا المرض سواء في المنازل او مكاتب العمل وحتى في الاسواق واينما وجد النمام نجد اسباب الفرقة التي يزرعها النمام وما يشجع هذه الفئة الضالة هو الاستماع اليها وتشجيعها ومن المجتمع تبدأ مراحل نبذ النميمة وذلك بطرد النمام وكشفه، وقال ان بعض المسؤولين للاسف الشديد يشجعون بعض الموظفين على نقل الاخبار عن زملائهم وهذا دليل ضعف المسؤول وعدم قدرته على ادارة شؤون العمل بالاساليب الادارية النظيفة بعيدا عن العادات المذمومة، وعلينا التصدي لمحاولات ضعاف النفوس من مستخدمي النميمة حتى نحجم ادوارهم الشريرة، وقال المنير ان اكثر ما يزعجني ان تصل الحقارة ببعض النمامين الى درجة الاساءة كذبا لبعض زملائهم وبطريقة مرفوضة وفيها تجن وظلم وهدر لحقوق الآخرين ويهدف النمام من اسلوبه هذا الى الوصول عبر هتك ستر زميله وفضحه صدقا او كذبا وقد يصل اذا كان المسؤول ضعيفا ولكنه سريعا ما ينتهي ليجد عقوبة الله عز وجل له بالمرصاد ولينال جزاء ما اقترفه لسانه، وانني ارجو من الجميع ترك النميمة وقبل ذلك ارجو منا جميعا كمجتمع ألا نتيح الفرصة لهذه الفئة ببلوغ اهدافها والله اسأل الهداية للجميع.
النميمة في البيوت
وقال الاستاذ اسعد بن حسني القبلي مدير ادارة المطبوعات بمنطقة المدينة المنورة ان للنميمة سلبيات عديدة واخطاراً كبيرة تطرق اليها العديد من الاخوة من خلال هذا التحقيق وارى ان اخطر ما في هذه العادة القبيحة هو تدمير البيوت السعيدة وتحطيم سعادة الزوجين من خلال الخوض كذبا في نقل كلام فيه اساءة بين الزوجين بقصد تدمير الحياة الزوجية اخطر ما يكون هذا اذا جاء من وسط الاهل والاقارب والعياذ بالله ويجب علينا ان نحصن بيوتنا واسرنا لتكون قوية في وجه النمامين وألا نعطيهم فرصة تحقيق مآربهم الحقيرة على حساب سعادة الآخرين وراحتهم، وقال انني اشعر بالدهشة من اساليب بعض النمامين الذين يتركون جمالية الحياة وفرص العمل الشريف ويتبعون طرقاً ملتوية وخبيثة تصل بهم إلى التهلكة وتجعلهم من أهل النار كما جاء في القرآن الكريم لأنهم يتسببون بتدمير العلاقات الانسانية وايجاد الفرقة بين الاحبة وهتك ستر الناس بترويج افتراءات واكاذيب تنال من شرف وحقوق الابرياء، واكد القبلي ان السبيل الوحيد لصد هذه الفئة ومساعدتها على الرجوع الى الطريق القويم هو بعدم الاستماع لهم وتشجيعهم بل علينا تسفيههم وكشف حقارتهم وكشفهم امام الناس حتى يتقي الجميع شرورهم واحقادهم وقذارتهم.
|
|
|
|
|