******
لم تكن هذه سوى أبيات من قصيدة«غسلاً للعار» للشاعرة نازك الملائكة.. وهي عرض جنائزي لصورة اجتماعية بشعة ومخجلة تتكرر.
في مجتمعنا العربي..!!
صورة أخ يقتل أختاً باسم حماية الشرف، وقد كانت تقتل في الجاهلية أو تدفن حية خشية الفقر والعار فأتى الإسلام وأغلق ستار مسرح الجريمة البشعة المؤلمة وطهر أرضيته من بقايا آثار أقدام مضت بلا رجعة.. ليحلق في الأفق بعض ضباب من تلك الجاهلية الأولى.. ولكن بلا مبرر يقنعنا فنرعوي.. ولا دافع جاد فنتآزر ونتكاتف أجمعين.
قبل فترة كتبت«كما تقوى على ضعفي».. فتلقيت اتصالا هاتفياً من قارئة من منطقة تبوك وصمت الظلم الذي تطرقت له في حق صياد السمك بالتفاهة أمام الذي تعانيه الفتاة/ المرأة في مجتمعنا من الرجل الذي قد يكون بلا أخلاق.. ولا مبدأ.. وربما يكون مقصراً في الإتيان بالفروض إن لم يكن جاحداً بها أصلاً.. ومرتكباً للمعاصي.. شارباً للمحرمات.
قالت: ليت ما سلب مني مالي فقط لهان الأمر عليَّ..!! ولكني سلبت كياني.. وإحساسي.. وألجم لساني.. فتجرعت مُرّ التسلط من اخوة لي أغلبهم أصغر مني سناً.. وأم تستمتع بتسلطهم لأنها ترى فيهم رجل المستقبل المنتظر.
كانت تتكلم بحرقة، واستمع لها بوجعٍ غير قادرة على تغيير نواميس كونها.. وكون مئات من الفتيات المغلوب على أمرهن.. أو تغيير عنجهية ارتكبت بحقنا بحجة العادات والتقاليد طالما أنك امرأة/ فتاة.
ليستمر مسرح الأحداث في اضطهاد الفتاة/ المرأة.. فنقرأ خبراً مؤداه أن أخاً كويتياً قام بحرق أخت له حتى الموت بمؤازرة أمه وشقيقته..!
عندها رأيت أن لا حاجة لي في مواصلة سرد أحداث العرض الجنائزي في صورته الاجتماعية البشعة في حق الفتاة/ المرأة.. وأقفل الستار قبل أن يفتح.