| فنون مسرحية
* المنامة اثير السادة:
كومديا ساخرة قدمتها خلال الايام القليلة الماضية فرقة مسرح اوال في عرض «طباخ العرب» للمخرج المؤلف هاني الدلال والذي انطلقت عروضه مؤخرا على صالة نادي الخريجين بالعدلية.
روح تهكمية كانت تسري في هذه المقاربة المسرحية التي قدمها مسرح اوال للمأزق العربي، دفعت «طباخ العرب» الى مساحات من الضحك الموجع الذي ينبعث بمرارة حين اقترابه من رومنسيات الوحدة العربية وتشظياتها بوصفها حلما اكثر تعثرا على مستوى الحقيقة العربية.
يجعل العرض من موضوع الارض المسلوبة محورا في صياغته البنائية التي تميل الى الترميز البسيط تخففا من تعقيدات الاسلوبية الرمزية وتأكيدا على خضوعه لنموذج المسرح الجماهيري الذي يحتكم غالبا لتنميطات الذوق العام دون الجزم بانشغاله الكلي بضرورات البناء المسرحي.. فالارض المسلوبة في هذا العرض رمز الوحدة وسببها، تأريخ للتقاعس والخيبات، صورة من تمادي الآخر في التعدي على الحقيقة وتزويرها.
خمسة اخوة ينتسب كل واحد منهم الى وطن عربي من جهة امه، يجتمعون لوداع والدهم المزواج في لحظاته الاخيرة.. من هنا تبدأ قصة العرض، حيث يغادر الاب/ التاريخ بعد ايصائه باستعادة الارض، ويبدأ الاخوة الخمسة في التخطيط لاستعادها فيما تنكشف اخطاء الاب/ التاريخ.. ثمة اشارة دائمة الى مسؤولية هذا الاب/ التاريخ في تردي الحال وضياع الارض وهو ما يكشف عن موقف ايدولوجي اولي ضمن العرض سيتطور لاحقا ضمن سياق العرض الى الاقرار بانتصار الحق كحتمية تاريخية يتم تعزيزها باستعارة خطاب تسجيلي لجمال عبدالناصر وآخر للسيد حسن نصر الله.
معالجة النص/ العرض لهذه الموضوعة بدت اقل اجتهادا وانشغالا بالتكوين الدرامي، لا تلامس ابعادها الداخلية بل تنصرف الى استدعاء تمظهراتها دون الابتعاد كثيرا في مجادلة معطياتها، على النحو الذي حال دون التعاطي الجاد مع هذه العلاقة الوجودية بين الانسان والمكان في ابعادها الفلسفية.
تمكن الممثلون من الحفاظ على جاذبية حضورهم في اكثر لحظات العرض وان بمستويات متباينة لم نعدم فيها طرفات سعد البوعينين وخفة ظل شخصية «ربيع» الذي لا يبدو اسمه مدرجا ضمن كراس المسرحية.
يشارك في اداء هذا العمل كل من : سعد البوعينين، احمد الصايغ، فضيلة المبشر، سالم سلطان، امير دسمال، سكينة محمد، عبدالله سويد ومحمد حميد السلمان، يعاونهم في الاضاءة جعفر غلوم وفي الصوت محسن محمود، بالاضافة الى علي سيف في المكياج.
|
|
|
|
|