في العشر سنوات الماضية طغت المجاملة الى حدٍ أظهر في دائرة الضوء أناساً لايعرف عنهم القارئ الا ما تنشره «مجلات العبث الشعبي» من صور لهم وقصائد تعطى من المساحة والمقدمات ما يشغل القارئ عن إخضاعها ل «ميزان النقد»، وحتماً ستكون النتيجة بعد الغربلة المنصفة والمحايدة سقوط كثير من تلك الأسماء، وللأمانة لم يكن القحطاني ناصر أحد تلك الأسماء وعلى الرغم من إثارة قضية يُتهم فيها بالسرقة الا أنني تعاملت مع الموضوع بقاعدة «المتهم بريء حتى تثبت إدانته» وانتظرت أن أقرأ رداً للشاعر ناصر القحطاني يدحض تلك التهمة وفي المجلة التي نشر الموضوع فيها.. لكنني فوجئت بناصر ينفعل ويكتب شعراً يهجو فيه هذا وذاك وهو تصرف لا يمت الى الوعي بصلة فالشاعر الواعي يدرك أن الحجة لاتقارع إلاّ بالحجة وأن الانفعال لا يقنع العقلاء.
وأعتقد بعد هذا التصرف أن شاعرنا قد وقع في فخ صحافة «العبث» التي لا تهمها الحقيقة بقدر ما يهمها التسويق على حساب الشعر والشعراء.
فاصلة
مازلت أنتظر أن تظهر ثقة الشاعر الواعي لدى الشاعر ناصر القحطاني ونرى له رداً مقنعاً لأن القارئ يطالب شاعره المفضل بالوضوح والواقعية دائماً.. والإقناع في كل موضوع يطرحه.
فاصلة أخرى
للزميل تركي المريخي أقول: استمر في هذا النهج الصريح واعتمد كما عهدناك على الأسلوب الصحفي البعيد عن «الحساسيات الشخصية» لأن عمل الشاعر ملك للجميع دون استثناء.. والحقيقة هي ضالتنا جميعاً، أينما وُجدت. ومهمة الصحافة ليست التطبيل والمديح للشعراء فقط بل هي أكبر وأسمى من ذلك.. وواجبنا جميعاً كشف الحقائق للقارئ مهما كانت.
آخر الكلام