الذئب يفري والرعاة تفرّقوا
والكل من هول الفجيعة مُطرِقُ
والطير حائمة على الجثث التي
من هول منظرها الصخور تُشقَّقُ
فَرَّ الرعاة الخائفون بجلدهم
والموت بالغنم الضعيفة مُحْدِقُ
فَرَّوا إلى وادي الهوان ويمَّموا
جبل المذلة كلهم يتسلقُ
ظنُّوا بأن فرارهم يحميهمُ
ظنُّوا بأن عدوهم لا يلحقُ
ماللرعاة قد استكانوا؟ ويحهم
بل بعضهم للذئب صار يصفِّقُ
أوَ ما دروا أن الطريق عليهمُ؟
فيهود ليست في العِداء تفرقُ
أو مادروا أن المذلة نقمةٌ
فالذل قيدٌ للرقاب يطوّقُ
أفلا يريدون الحياة عزيزة؟
والعز في سيفٍ يُسَلُّ ويمشقُ
والموت أهون من حياة مذلةٍ
الموت أجدر بالكرام وأليقُ
أمَّا الحياة مع الهوان فمُرَّةٌ
بل علقمٌ في الحَلقِ لا يُتذوقُ
لا أستطيع تصور الوضع الذي
صرنا إليه فمن له سيصدقُ؟
مليار من بشرٍ يدوس حماهمُ
قطعان نابحة وأخرى تنهقُ
مليار من بشرٍ يُهين وجودهم
شُذّاذ آفاقٍ وعِلجٌ أخرقُ
ياللمصيبة والذئاب كثيرة
تفري بنا فدماؤنا تتدفقُ
ياللمصيبة حين يصبح جمعنا
صِفراً فيغلبنا الأذل الأحمقُ
يامسلمون تجمَّعوا وتوحدوا
في وجه غازيكم وقوموا واصْدُقُوا
يامسلمون تحركوا من قبل أن
يُنهي وجودكمُ العدو المُطْبِقُ
بيعوا على الرحمن أنفسكم غداً
فالربح في بيعٍ لها متحقِّقُ
نصرٌ على الأعداء في الدنيا وفي
الأخرى السعادة والنعيم المطلقُ
فيم انتظارٌ والسحائب فوقكم
تهمي تزمجر بالرعود وتُبرقُ
والحرب حاميةٌ على إخوانكم
في أرض إسراءٍ تُبيد وتُحرِقُ
والكفر مُتَّحِدٌ جميعٌ ضدّكم
متأهبٌ لنزالكم متشوِّقُ
يا أيها العرب الغُفاة استيقظوا
هل مثلكم في نومه يستغرقُ؟!
السيل يجرفكم وأنتم نُوَّمٌ
أن لم تَصُدُّوا السيل عنكم تغرقوا
ألغى الدّعيُّ معاهداتِ سلامكم
ومضى لأوراق السلام يمزِّقُ
والبعض منَّا مُمْعِنٌ في غَيِّه
بحبال أوهام السَّلا متعلقُ
داسوا السلام وبعضكم متمسكٌ
بخزعبلاتٍ للسلام تُلَفَّقُ
ماذا أصاب القومَ قومي؟ ويحهم
فَمُخَذِّلٌ ومهوِّنٌ ومُعَوِّقُ
ما بالهم ألِفوا المذلة وارتضَوْا
عيشَ الهوان «وبوش» فيهم يسحقُ
يُهدي لشارون الزَّنيم قذائفاً
نُرمى بها وعليه دوماً يُنفِقُ
ويمُدَّه بالدعم حتى إنه
ليقول إنَّ العنفَ منا أسبقُ
يابوش ماذا قد فعلت بقومنا؟
ماعاد فيهم من بِحَقٍ ينطقُ
ماعاد فيهم من يرد على الذي
نلقاه منك وكلهم لك يعشقُ
عجباً لهم يلقون كل إهانةٍ
وجوابهم أبداً سكوتٌ مطبقُ
فالبعض مستحياً يقول كُليمةً
والبعض يسعى نحوكم يتملَّقُ
يا فتية الإسلام هذا يومكم
فالكفر أجمع حولكم مُتَحَلِّقُ
فلترفعوا عَلَم الجهاد فليس من
حلٍ سواه، هو العلاج الأصدقُ
فعدوُّنا يخشى الجهادَ لأنه
يدري بأن الموت فيه مُحَقَّقُ
فاشفوا صدور المؤمنين وأذْهِبُوا
غيظ القلوب وللجِنَان فسابقوا
حُزُّوا الرقابَ بسيف حقٍ قاطعٍ
أبداً وبالكفار لا تترفقوا
لن يغلبَ الكفّارُ من قد آمنوا
بالله ربّاً والرسول وصَدّقوا
لا ترهبوا الكُفَّارَ مهما أوعدوا
وتجبروا وتظاهروا وتشدقوا
فالنصر موعودُ الإله لحزبه
والوعد من ربِّي الكريم مُحَقَّقُ