| مقـالات
تنعقد في الفترة من 19 إلى 21 من الشهر الجاري بالدانمارك فعاليات ملتقى خادم الحرمين الشريفين الذي سيعقد تحت عنوان (المؤسسات الإسلامية في مجتمع الجاليات والأقليات.. نظرة مستقبلية) وتأتي أهمية هذا الملتقى من كونه يناقش موضوعاً مهماً يتمثل في تقييم أداء ودور المؤسسات الإسلامية بالمجتمعات الغربية بعامة ومجتمع الجاليات الأقليات بخاصة ليعالج بذلك أوضاع وهموم ومشكلات وقضايا تلك الجاليات من خلال إسهام هذه المؤسسات ونهوضها بأدوار مختلفة تعمل وتستهدف الجاليات المسلمة والأقليات الموجودة هناك.
والواقع أنه وفي عالم اليوم توجد أقليات إسلامية منتشرة بكثير من بقاع العالم وتعاني هذه الجاليات جملة من المشاكل والهموم الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، ولعل من أهم هذه المشكلات الاجتماعية والتي من أخطرها انصهار هذه الأقليات المسلمة بالأكثرية غير المسلمة وغالباً ما يكون هذا الانصهار بطيئاً يبدأ بتآكل الخصائص والصفات التي يتميز بها المسلمون كأقلية ثم يؤول إلى الاندماج والانصهار التام بتلك المجتمعات بعد جيل أو جيلين، وفي الواقع ان هذه المشكلات التي تعانيها الأقليات الإسلامية المنتشرة في العالم تتطلب من المؤسسات الإسلامية المختلفة بل ومن الأمة جمعاء مؤازرة ومناصرة مستمرة.
وفي تصوري ان هذا الملتقى يمثل إحدى وسائل تلك المناصرة لأن المراكز الإسلامية والمساجد ومراكز البحث العلمي لها دور كبير في إعانة الجاليات الإسلامية في الثبات على الدين والمحافظة على الهوية والمساهمة في حفظ الأجيال الجديدة، ومن هنا فإننا نتوقع ان هذا الملتقى سيعالج ويساهم في تحقيق عدد من المقاصد والمصالح المهمة لهذه الجاليات ومن ذلك مايلي:
1 التعرف على أهم المشكلات والصعوبات التي تواجه الأقليات المسلمة والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها ورفع التوصيات للجهات والدوائر والمؤسسات ذات الصلة والاهتمام بأمر الأقليات الإسلامية.
2 العمل على دعم هذه المؤسسات بما يمكنها من بسط تعاليم الإسلام في منهج يسير وسهل وسط المجتمعات الإسلامية في تلك البلدان.
3 دعم المؤسسات بما يمكنها من أداء دورها ورسالتها في تعريف غير المسلمين ورسالة الإسلام الخيرة وسمو تشريعاته ومقاصده.
4 ان الملتقى سيعمد بلا شك لرفع مستوى هذه المؤسسات بما يقدمه من توصيات ومقررات لصالحها.
5 الملتقى سيقدم دعماً معنوياً كبيراً للأقليات خصوصاً في مجال التفاكر فيما يحقق مصالحهم في دينهم ودنياهم.
6 يعتبر هذا الملتقى بمنزلة جسر من جسور التواصل القائمة بين المسلمين في تلك البقاع وبين المملكة التي تحتضن القبلة التي يتوجهون إليها للصلاة في كل يوم خمس مرات.
كذلك فإن هذه المؤسسات يرجى لها ان تصبح منارات للهدى والرشاد لتعطي برهاناً ساطعاً على أن المنهج الإسلامي الذي تنتهجه المملكة في الخارج من خلال هذه المؤسسات هو المنهج الصحيح الوسط فلا تفريط فيه في شيء مما جاء به الشرع الحنيف من الأحكام والتشريعات ولا إفراط يتجاوز الحدود ولا تشريع بما لم يأذن به الله، ولا غلو في الدين.
أما بالنسبة للدعاة في تلك الأوساط فيمكن للملتقى أن يحقق جملة من المكاسب لصالحهم ومن ذلك:
إعداد الداعية المبصر بدينه وحاجة مجتمعه ورفع مستواه علمياً وتربوياً وفكرياً.
الاستفادة من الكوادر البارزة والمميزة منهم في العمل الدعوي المستقبلي.
إيجاد منهجية واضحة ليتمكن الدعاة من المسير عليها.
معرفة هموم ومشكلات الدعوة وكيفية إيجاد الحلول المناسبة لها.
تصحيح بعض المفاهيم العالقة بالذهن من قبل الدعاة من خلال إجراء الحوار والمناقشة.
'مدير المكتب التنفيذي للهيئة العليا للبوسنة والهرسك
|
|
|
|
|