| تحقيقات
* جدة علي السهمي:
العودة للمدارس رحلة لها طقوسها الخاصة والمعتادة في مثل هذه الأيام من كل عام، حيث تستنفر حالة الطوارىء القصوى بعد ان تكون الاجازة الصيفية انتهت ممن يقضون اجازاتهم هنا وهناك خارج او داخل المملكة وتبدأ ادارات التعليم والمدارس في ترتيب اوراقها وتوظيف طاقاتها لاستقبال طلبات الالتحاق بالصفوف الاولى للمستجدين او نقل ملفات المنتقلين للصفوف التالية لصفوفهم السابقة وقس على ذلك استنفار المكتبات والقرطاسية لجهودها وذلك بعرض ما لديها من ادوات مدرسية وخلافه على اعتبار ان هذا التوقيت بالذات هو قمة الحصاد وموسم التردد على تلك المكتبات كما يقول فتحي عبد الفتاح بائع في احدى المكتبات ان هذا الوقت بالذات هو بالنسبة لنا موسم الحصاد وما عندنا من بضائع لا يتم تصريفه الا هذه الايام حيث ترى زحاماً وقوة شراء وطلباً على الادوات المدرسية وقد يستمر معنا الحال الى بعد مضي شهر من الدراسة بعد ذلك نكتفي ببيع الجرائد والمجلات وننتظر قدوم العام الدراسي القادم وما عدا ذلك فلا احد يذكرنا الا فيما ندر.
ويقول محمد ابو حسام بائع في مكتبة اخرى عودة الطلبة الى المدارس بالنسبة لنا تمثل وتساوي عمل موسم كامل..
قاطعته لكني ارى المكتبة ما شاء الله تعج بامهات الكتب أليس عليها طلب؟
قال ابو حسام ضاحكا «الله يرحم ايام خير جليس» والبركة طبعا في الانترنت والدش وخلافه لقد اضحت الكتب اليوم مجرد زينة لارفف المكتبات التجارية منها والخاصة اما المكتبة او القرطاسية فسلعتها الرائجة هي الاقلام والدفاتر والتجليدات وصحف الحائط وادوات الهندسة وهذه الاشياء هي ما يخص الطالب والمدرس والمدرسة.
الاولاد يختارون
ومن ثم التقينا ببعض الآباء والطلبة المترددين على المكتبات لشراء لوازم الدراسة وسألنا ابو عيسى العريشي عن سبب وجوده في المكتبة فقال: جئت كما ترى مع اولادي الاربعة وهم جميعا يدرسون ولكن لاني لا استطيع ان اشتري لهم اغراضهم بنفسي احضرتهم لكي يتمكن كل واحد منهم من شراء ما يحتاجه بنفسه ويقتصر دوري على الدفع فقط وبعد عدة دورات على اجنحة المكتبة مع ابو عيسى وابنائه الاربعة وقد حمل كل منهم ما يعتقد انه ما يريده او ما سيطلب منه في المدرسة وعند الصندوق قال ابو عيسى وهو يدفع الحساب الذي وصل الى مبلغ ثلاثمائة ريال هذا اول الغيث وبعض الطلبات لم نأخذها بعد.
ودعنا ابو عيسى لنلتقي أباً آخر هو السيد ربيع الزهراني الذي قال انا في الحقيقة وقبل انتهاء الاجازة بشهر أعمل احتياطاتي واشتري بعض اللوازم الضرورية والرئيسية ومن ثم وبعد ان تبدأ الدراسة باسبوع وعلى ضوء الطلبات الاستثنائية وبالذات لمدارس البنات اقوم بشراء ما يطلب حسب الحاجة وتمتم باسما «ولو ان بعض المدرسات ما تخلص طلباتهن والله يهديهن».
الزهراني قال في نهاية حديثه انه يتمنى ان ينظر في حالة بعض مدارس البنات حيث ان الفصل الواحد تدرس فيه ما بين 30 الى 40 طالبة وهذه الارقام فلكية حسب رأي الزهراني فكيف سيكون مدى استيعابهن لما يلقى عليهن من دروس ويتمنى أن يخفض هذا العدد حتى يتيسر على المدرسة والطالبة اسلوب التعلم والتعليم.
استعداد المعلمين
الاستاذ هزاع الشمري معلم في الصفوف الاول الذي قال لنا انه يدرس في هذه المرحلة منذ 6 سنوات وخصوصا الصف الاول الابتدائي وهو يشعر بأنه كل عام يبدأ من جديد مع وجوه جديدة ويحس بمتعة لاتعادلها متع الدنيا وهو يتخاطب مع اولئك الاطفال واصبحت لديه مهنة التدريس والتلقين لهم مهمة انسانية وابوية ولدت عنده تجربة مع الأيام احبها من كل قلبه ويرجو الشمراني من معلمي الصفوف الاولى ان تكون لديهم نفس الروح فهذا الطفل متى ما كبر وتعدى هذه المرحلة بكثير لن ينسى معلمه في الصف الاول بخيره وشره ويتمنى الشمراني ان يطغى الخير على ما سواه، الشمراني قال في النهاية إنه ليس جميع المعلمين معدين او مجهزين تربويا لمهمة التعليم والبعض الآخر مع اعداده اعدادا تربويا لا يتعدى كونه موظفاً يؤدي وظيفته دون تطوير او تثقيف لكن الاغلبية والحمد لله يحاول ان يطور من ادواته ويتثقف بما بين يديه ليستطيع ان يؤدي رسالته التربوية بشكل يرضي ضميره ويريح نفسه وان كانت وزارة المعارف لا تدخر وسعا في كل ما من شأنه رفعة مكانة المعلم من دورات تأهيلية وتدريبية لتسهيل مهمته وانهى حديثه الشمراني بقوله «صلاح النفس بيد راعيها».
تكدس الطلاب في الفصول:
معلم آخر التقيناه وهو الاستاذ احمد عودة عبيد الله الذي قال لي عدة رجاءات او امنيات وانا في سلك التعليم منذ 13 عاما تنقلت فيها من المرحلة المتوسطة الى الابتدائية وعدت مرة اخرى الى المتوسطة وامنياتي هي باختصار:
1 ان يتم تقليص اعداد الطلبة في كل فصل الى حد ادنى 20 طالباً وهذا فيه عدة فوائد يعلمها المسؤولون ويدركون جدواها.
2 تخفيف المناهج الدراسية فليس كل ما يوجد بهذه المناهج يدرس للطلبة ولو تم تدريسها جميعا لاحتاج منا هذا الامر اكثر من فصلي الدراسة لكل سنة دراسية.
3 ألا يحمل كاهل اولياء الامور ويثقل بكثرة الطلبات من قبل المدرسين والمدرسات لتسهيل العملية التعليمية فبعض الآباء قليلو الحيلة ويعلم الله كيف يستطيعون تدبير الضروري لتعليم ابنائهم فما بالك بالاشياء الثانوية.
4 بعض المدارس الفصول فيها تشتكي عدم وجود ابسط ابجديات الفصول الدراسية النموذجية ويرجى النظر بعين الاعتبار لها.
تلك كانت امنيات المعلم احمد عودة عبيد الله.
وبنهاية حديثه كانت نهاية جولتنا التي شملت المكتبات والقرطاسية وبعض اولياء الامور والمعلمين الذين يستعدون لبدء عام دراسي جديد بكل ما يحمله هذا العام من امنيات وتطلعات بغد مشرق ومستقبل زاهر باذن الله لكل من يحمل مشعل العلم طالبا ومعلما ذكورا واناثا.
من الجولة
قريبا من سقف المليون طالب وطالبة في منطقة مكة المكرمة سيتوجهون تحفهم الدعوات بالتوفيق والنجاح الى مدارسهم طلبا لسلاح المستقبل.
الآباء والمعلمون بصفتهم آباء أيضاً اشتكوا من كثرة طلبات المعلمات ووصفها البعض بأنها تعجيزية.
بعض اصحاب المكتبات رفض مجرد الحديث او التقاط الصور رفضا قاطعا والبعض علل الرفض «لعين الحسد».
|
|
|
|
|