| الاولــى
*
* القدس العواصم الوكالات:
سيطرت على الساحة الفلسطينية عمليات القمع الاسرائيلية وبصفة خاصة تصعيد مسلسل الاغتيالات الذي راح ضحيته أمس المقدم تيسير خطاب احد المسؤولين في أجهزة الأمن الفلسطينية.
وبدا الجانب السياسي يعاني شللاً واضحاً الا من مبادرات اوروبية كانت نجحت في الايام السابقة من خلال جهود وزير خارجية ايطاليا في تهدئة بعض بؤر التوتر وخصوصاً انجاز الانسحاب الاسرائيلي من بيت جالا..
الغياب الأكبر من المنطقة هو للراعي الامريكي والتواجد المتنامي للدور الاوروبي حتى ان مصادر اعلامية في لبنان أفادت نقلاً عن مصادر مطلعة ان زيارة وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين إلى المنطقة الشهر الجاري تهدف إلى منع حدوث فراغ كامل نتيجة تخلي الولايات المتحدة عن دورها وتركها للوضع الخطير يتدهور حتى الانفجار الكامل.
وترى مصادر فرنسية مطلعة ان الرئيس الامريكي جورج بوش الابن ليس مثل بوش الاب وانه يجب دعم المراهنة عليه في هذا الاطار.
وبالنسبة لحادث الاغتيال الذي استهدف امس المقدم تيسير خطاب فقد افادت المصادر أن الشهيد خطاب «44 عاماً» تعرض لهجوم اسرائيلي اثناء توجهه الى عمله في غزة عندما انفجرت سيارته.
وأشارت المصادر الى «ان المعلومات الأولية تفيد أن الانفجار ناجم عن زرع قنبلة في سيارة خطاب من فعل أجهزة الأمن الاسرائيلية وعملائها التي تقف وراء الجريمة البشعة».
وتابع بيان الناطق باسم الأمن الفلسطيني «أن التحقيق لا يزال جاريا في كل الاتجاهات».
وأفادت مصادر أمنية في المخابرات العامة «أن تحقيقا فتح لمعرفة ظروف حادث اغتيال خطاب بعد تشكيل لجنة بهذا الخصوص».
ويأتي اغتيال خطاب بعد يومين من محاولة فاشلة لاغتيال قيس أبو ليلى المسؤول الثاني في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بقصف منزله في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وكانت اسرائيل اغتالت أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسبوع الماضي بقصف مكتبه بصاروخين من طائرتين مروحيتين.
وصرح ناطق رسمي باسم جهاز المخابرات العامة الفلسطينية لفرانس برس «أن قوات الاحتلال الاسرائيلي قامت بتنفيذ جريمة اغتيال بشعة بحق العقيد تيسير خطاب مساعد رئيس جهاز المخابرات العامة وذلك عبر وضع عبوة ناسفة في داخل سيارته مما أدى الى استشهاده على الفور واصابة أحد عناصر الجهاز الذي كان برفقته».
وحمل الناطق باسم المخابرات العامة اسرائيل «مسؤولية التصعيد الدموي الذي تقوم به عبر اجهزة مخابراتها وعملائها خاصة في عملية اغتيال الشهيد خطاب».
وقالت خالة خطاب التي كانت تجهش بالبكاء في مستشفى الشفا بغزة أمام الصحفيين متسائلة «أين العالم أين الأمة العربية، اللّه يقبل شهادتك يا ابني يا فقيد الأمة العربية وفلسطين».
وقال عم خطاب «ان رجل أمن مسؤولا مثل خطاب كان يجب أن يكون هناك أمن على سيارته وألا تترك بدون حراسة. أناشد السلطة الفلسطينية بالمحافظة على رجالهم والحفاظ على كوادرها ويجب أن لا نترك رجالنا يموتون واحدا تلو الآخر».
وكان خطاب يشغل ايضا منصب مدير دائرة التدريب والإعداد التابعة للمخابرات العامة في الأراضي الفلسطينية التي يرأسها اللواء أمين الهندي.
وقال المصدر الأمني «إن خطاب اغتيل في الساعة الثامنة والنصف صباحا «السادسة والنصف تغ» عندما كان يقود سيارته في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة وقد أدى الانفجار الى مقتل خطاب واصابة احد عناصر المخابرات كان برفقته اصابات بالغة كما أصيب ثلاثة مواطنين آخرين نتيجة الانفجار».
وولد خطاب في الأول من ايلول /سبتمبر 1957 في قطاع غزة وكان عاد الى القطاع من تونس مع السلطة الفلسطينية حيث كان يعمل في جهاز الأمن الفلسطيني الموحد التابع لمنظمة التحرير الذي كان يقوده صلاح خلف «أبو اياد» في حينه.
|
|
|
|
|