| القرية الالكترونية
عاد أبناؤنا إلى مقاعد الدراسة التي غابوا عنها صيفا كاملا وتزايدت وتيرة الرحلات المكوكية لأولياء أمور الطلبة إلى الأسواق لإعداد حقائب أبنائهم للعام الجديد.
ومن المعتاد أن نرى أسواق الحاسبات تشارك في هذا الاستعداد بعرض (مالذ وطاب) لكل ولي أمر ومهتم بشؤون الحاسب تحت شعار (العودة للمدارس). والحقيقة أن العودة للمدارس ليست سببا كافيا ومقنعا لاقتناء جهاز حاسب آلي لكن هكذا أراد المعلنون ليس في بلادنا وحسب بل في كل مكان من العالم لكن يمكن اعتبار هذا الأمر (خدعة محمودة) إن جاز التعبير فحض المستهلكين وأولياء الأمور على اقتناء أجهزة الحاسب الآلي لأبنائهم لعلة العودة للمدارس أمر محمود حتى ولو كانت منطلقات الباعة مختلفة عن دواعي المربين والمعلمين من وراء تشجيع الأبناء على اقتناء الحاسب الآلي فثماره المتوخاة كثيرة ومتعددة خاصة إذا اقترن اقتناؤه باهتمام الوالدين والمدرسة وتعاونهم على تعليم وإفادة الأبناء بما يجعل هذا الجهاز إضافة حميدة لتعليمهم وليس نقمة عليهم من أي وجه.
وتتحدث أسواق التقنية هذه الأيام عن انهيار أقض مضاجع القطط السمان في سوق الحاسبات على مستوى العالم وفي الولايات المتحدة بوجه خاص فكبريات شركات الحاسب الآلي تعاني هذه الأيام من عرض يفوق الطلب بوجه كبير وبات عليها خفض أسعارها إلى حدود لم تكن في حسبانهم غير أن هذا الانهيار الذي حدث قد لا يدوم طويلا وهو الأمر الذي طالما تطلع إليه المستهلكون واستعاذ منه المنتجون فقد أصبح بإمكان المرء الحصول على أجهزة كان يتوق لاقتنائها لولا أسعارها المبالغ فيها لكن خلال هذا الأسبوع تناقلت الدوائر التقنية الاقتصادية الأمريكية أخبار الكساد الذي أصاب سوق التقنية وصناعة الحاسبات مما أدى بصناع التقنية لتقديم التنازلات للمستهلكين سعيا لاجتذاب اهتمامهم في ظل التباطؤ الشديد الذي أزعج المصنعين ومنتجي الأجهزة بكافة أنواعها.
وتظهرآثار مثل هذا التباطؤ في المبيعات واضحة في سوق كسوق الولايات المتحدة فالمستهلك يستطيع أن يرى الفرق واضحا ومتفقا مع ما تذكره التقارير الاقتصادية المتباكيةعلى شركات الحاسب الآلي التي يشفق عليها المحللون ويرثون لحالها لأنها باتت تحقق من مبيعاتها عوائد (أقل مما تعودت عليه).
وقد ذكرت في مقالة سابقة (المشورة قبل الشراء) أن على المستهلك تفحص السوق وعدم الاستعجال وأن يتخذ من حاجته مطية تحمله على الشراء أو تمنعه منه لكن لاينبغي أن يقرر المستهلك شراء جهاز ما فقط لأن سعره متدن أو شيء من ذلك وإنما ينبغي أن يعرف ما يحتاج ثم يقرر تبعا لذلك ما إذا كان يناسبه اقتناء ما يجد أم سوى ذلك.
وإغراق السوق لم يكن في وقت مضى كما هو الآن فالراغب في ترقية جهازه وتحديث أنظمته ربما يجد الوقت أنسب ما يكون في هذه الأيام فالسوق حبلى بالكثير مما تقدمه لمستهلكي التقنية وهي محمومة بتنافس شديد وعرض فاق الطلب كثيرا.
وسوقنا المحلية ليست بمعزل عن السوق الأجنبية والأمريكية على وجه خاص لكن أسعار المبيعات المعروضة للمستهلك لا تتأثر بالطريقة والمنهجية ذاتها التي تتأثر بها أسواق الحاسبات في الولايات المتحدة وبمناسبة العودة للمدارس أوجه تهنئة لكل طالب على التقدم خطوة في طريق العلم والمعرفة وأوجه لهم كذلك دعوة ستحملها أسطر هذه الزاوية في الأسبوع القادم إن شاء الله وأقول: عودا حميدا لأبنائنا ومعلمينا وأتمنى للجميع عاما حافلا بالعطاء والتميز والتوفيق.
saudis@hotmail.com
|
|
|
|
|