أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 2nd September,2001 العدد:10566الطبعةالاولـي الأحد 14 ,جمادى الآخرة 1422

الثقافية

شهود هذا العصر
الجزء الثاني
قراءة وتعليق:
حنان بنت عبدالعزيز ابن عثمان بن سيف
اسم الكتاب: شهود هذا العصر.
اسم المؤلف: الأديب محمد بن عبدالله الوعيل.
الطبعة: الأولى لعام 1421ه، وهو من طبع شركة مطابع نجد التجارية.
كتاب «شهود هذا العصر» كتاب في فن التراجم التاريخية، وهو يعرف بشخصيات عالية بارزة، شخصيات حديثة معاصرة، حاورها المؤلف بنفسه، وحادثها بذاته، وناقشها وجها لوجه، فهي تراجم حية، وسير يقظة باقية، لاعلام نابغين في السياسة والادارة والتخطيط والتعليم والصحافة والأدب والشعر والتجارة، ويقع الكتاب في أجزاء عدة، طبع منه حتى هذا الحين جزءان، والجزء الذي بين يدي الآن هو الثاني ضمن هذه الاجزاء الميمونة، ويضم هذا الجزء بين دفتيه «372» ورقة من القطع الكبير جدا، وهي اوراق صقيلة بيضاء محلاة بالزرقة أضفت على الكتاب جمالا وبهاء ونضرة، وقد حظي الكتاب بوسام تقدير من المليك المفدي فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وسدد في سبيل العلم والخير خطاه وهذا الوسام جاء دليلا على مكانة الكتاب العلمية، وشاهدا على دوره الثقافي البارز، كما قدم للكتاب أيضاً فضيلة الشيخ الأديب عبدالله بن خميس يحفظه الله تعالى ويرعاه، وقد وصف فيه تراجم متعددة تطلعك على حقائق ودقائق وأحوال شخصيات المجتمع ينفرد بها مؤلف واحد، وحسبنا ان استاذنا الوعيل بخبرته وتجربته ومعرفته بطبقات المجتمع يسلك مع هؤلاء السادة في معان عجيبة، وشخصيات غريبة من العلماء والأدباء والمثقفين والقادة واعيان المجتمع، ينقلك الى معان مختلفة وافواف فيها من الغرابة، ومن الافواف المتعددة ما يجعلك تسير في دروب لا تجدها الا في هذا الكتاب.
ويبحث الكتاب في خمس عشرة شخصية جاءت على نسق الترتيب التالي:
1 الأمير الانسان محمد بن فهد.
2 رئيسة وزراء الهند، انديرا غاندي.
3 وزير التخطيط هشام ناظر.
4 الدكتور محمد عبده يماني.
5 الدكتور ابراهيم العواجي.
6 الدكتور حمود البدر.
7 الدكتور بكر بن عبدالله بن بكر.
8 الشاعر والاديب عبدالله بن خميس.
9 الشاعر والاديب عبدالله بن ادريس.
10 رجل الاعمال العصامي فهد عبدالله العويضة.
11 السقاء والبائع الذي اصبح مليونيرا محمد السبيعي.
12 عامل الميزان الذي تحول الى رجل ناجح سعد المعجل.
13 أحمد السباعي البائع والأديب والصحفي.
14 الفريق يحيى المعلمي مساعد مدير الامن العام.
15 أحمد القصيبي رجل الاعمال الناجح.
وماهية هذه التراجم ومحتواها، يحتوي على حد قول المؤلف في لفتة وقفة لابد منها على الآتي:
تحتوي هذه اللقاءات على آراء وذكريات، ولابد من الاشارة الى ان تلك الآراء تعبر عن رأي اصحابها في حينها «وقت اجراء الحوار» فربما تغيرت هذه الآراء وربما ازدادت رسوخا، أما الذكريات فتظل كما هي صدى السنين الحاكي، وكان مؤلفنا الفاضل ينشر هذه اللقاءات البديعة، والسير الذاتية في صحيفة الجزيرة الغراء، كما انه كان يرتبها على حلقة او حلقتين أو ثلاث حلقات على حسب طول الحوار او قصره، ويضع مقدمة مشوقة للحوار تحتوي على اهم الخطوط العريضة الواردة فيه، ثم يتبع المقدمة بنص الحوار على شكل سؤال منه، وجواب من الشخصية المحاورة نفسها، وأحيانا كان يسرد معلومات ثبتت في ذاكرته في اثناء اجراء اللقاء، ومما اضفى على قيمة الكتاب التاريخية تلك الصور التي ألحقها المؤلف بحواراته، وهي بمثابة وثائق تاريخية حية، واللقاءات الصحفية مثبتة بنصها وتاريخ النشر ورقم العدد الذي نشر فيه اللقاء، واسئلة هذه اللقاءات المتتابعة تعطي القارىء فكرة جامعة ملمة عن هذه الشخصيات المترجم لها في الكتاب، وهي متفاوتة فهناك سؤال علمي، وهناك سؤال سياسي، الى اسئلة اجتماعية وتاريخية وشخصية ونفسية، ولغة هذه التراجم سهلة ممتنعة تحاكي طبقات المجتمع وشرائحه المختلفة والمتابعة للصحافة، وهي لغة لا تعجيز فيها ولا غرابة ولا غموض، ومن خلال قراءتي في الكتاب بدا لي امر هام وهو قدرة المؤلف الصحفية العالية على ادارة الحوار بطريقة منسقة، وبتسلسل وجاذبية، حيث يظهر من هذه الحوارات ان مجريها كان يجمع عن المترجم لهم المعلومات الاساسية، والأحداث الرئيسية الهامة، ثم يضع الأسئلة من خلال الأحداث والمعلومات المتوفرة لديه، وبحسه الصحفي الدقيق كانت تعن له اسئلة جديدة من خلال اجابات الضيف، فيلحقها بالاسئلة السابقة بطريقة لا تشتت ذهن الضيف، او تخلط على القراء المعلومات، وفي كل لقاء صحفي مع ضيف بارز، وقفات جميلة، ففي الحوار الذي اجرى مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز الأمير الانسان حفظه الله تعالى ورعاه، سأله مؤلفنا الرائد عن سبب عدم نيله الدكتوراه، وهل يشجع المزيد من حملة الدكتوراه؟ فجاءت اجابة سموه بديعة وذلك حين قال: «الدكتوراه ليست جداراً يصطدم به المتعلم لكي يقال عنه انه أصبح مهما، وصالحا تعليميا للخدمة الاجتماعية، ولكنها مرحلة دراسية تزيد من تطور الفكر الانساني، وتجعله يتشعب في جميع فنون العلم والمعرفة»، وحول سؤال وجه لانديرا غاندي رئيسة وزراء الهند عن قراءتها لشعراء او كتاب عرب جاءت اجابتها كالتالي:
«الواقع ان الأعمال العربية الأدبية وغيرها والتي ترجمت قليلة جدا، وعدم معرفتي باللغة العربية يمثل قيدا آخر، ولكن عندي بعض الأعمال المترجمة، فمثلا قرأت بعض ما كتبه جبران خليل جبران وكان لي اهتمام خاص بتجربته في العدالة الاجتماعية، وذلك بعيدا عن شعره للأطفال وايضا قرأت لآخرين، ولكن لا اتذكر أسماء كتاب القصة القصيرة، والقصص الخيالية من العرب، وكذلك أسماء كتاب المقالات التي تعالج الظلم الاجتماعي»، والوقفة مع مقدمات اللقاءات لا تقل جمالا وامتاعا عن متون اللقاءات ذاتها، ومما شدني من هذه المقدمات تلك المقدمة التصويرية الجميلة لرجل الأعمال الناجح فهد عبدالله العويضة حيث قال فيها: «لم يكن ليتصور بأنه سيكون في يوم من الأيام من أصحاب الملايين لكن، بذكائه تبوأ مقعده التجاري الوثير، رغم انه بدأ تعليمه في الكتاب على الأرض الرملية، ورغم انه لم ينه دراسته الثانوية، الا انه أحسن التعامل مع الأرقام حتى صارت صديقته، يحفظها عن ظهر قلب، يقلب دفاتره القديمة منذ السبعينيات ويعيد الذكريات أيام كان هو الموزع والمحاسب والمحصل، وذكرياته كتبها بخطه، وكم شعر بالغبطة ونحن معه، وهو يقلب تلك الصفحات، شعور بالفخر ينتابه لأنه حقق كل ما تصبو اليه نفسه، ثروته ليست وليدة الصدفة، فقد عمل وكد وكافح، وسافر وتنقل من أجل ان يصنع نفسه، رافضا الاعتماد والاتكال على غير الله، مفضلا ان يبدأ مسيرة الحياة خطوة خطوة حتى وصل».
وفي تقديمه للحوار الذي أجراه مع الأديب الكبير احمد السباعي قال: «صاحب اسلوب ساخر، استطاع به ان يصل الى قلوب الناس، فكانت له حكايات مع «الجن» وخواطر مع «أبو زامل» وليالي في صحيفة السوابق وذكريات في يوميات مجنون وتأملات في «دعونا نمشي» ومآثر في «قال وقلت» ومواقف مع «خالتي كدرجان» ورغم القيود التي كانت تحد من انطلاقته، وتعوق تقدمه الا انه اجتهد في سبيل تحقيق دعوته لتعليم المرأة.
ولم يتوقف رغم معاناته الشديدة في ذلك.
رحلة طويلة تلك التي قضاها أديبنا في الصحافة، حتى عرف في أوساطها «بشبح الصحافة».
هذا وقد تحققت لهذا الكتاب شهرة فائضة، ومكانة علمية وأدبية وتاريخية ناصعة، فحصل على أوسمة تقدير متعددة ونال أصداء صحفية واعلامية كثيرة، أشير اليها في آخر صفحات الكتاب الصقيلة.
بارك الله في الكتاب مقاماً ومقالاً، قليلاً وكثيراً، ويسر الله طبع بقية أجزائه ليكون خير شاهد، وأصدق خبير على ما وصل اليه اعلام كبار، وقادة رجال، وما نالوه من علم ومعرفة وثقافة وسياسة وتجارة في تاريخ المملكة العربية السعودية.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved