| مقـالات
خالد الفيصل .. إنسان غير عادي تميزه يأتي من محبته وعشقه للأرض التي هو الإنسان الأول فيها عبر إبداعاته الإنسانية ولمساته الجميلة الواضحة على المنطقة.
خالد الفيصل.. وأبها توليفة حب عجيبة بين الإنسان والأرض فأنت تحتار هل جمال عسير من جمال أميرها أم هما مفردة واحدة تتباريان في سرعة الابداع للوصول للعين والقلب.
وتحتار هل عطاء الأرض أتى موازيا لعطاء خالد الفيصل لأرضه أم هو أثر غرس المحبة وتفاعل كل منهما مع الآخر.
أبها.. مدينة تتحدث بلغة الجمال في كل جزء من طبيعتها وأنت تسير معه ويحدثك بهمس ولطف سواء وأنت تداعب دموع الغيم أثناء صعودك .. لمنطقة السودة.. وعينك تغتسل مع الأرض بالمطر وترى حب الأرض وعشقها لرذاذ السماء. وأنت تحتضن ببصرك سفوح الجبال.. والعربات تسحبك بهدوء لأسفل منطقة الحبلة.
لترى إعجاز الخالق سبحانه وتعالى في الإنسان والمكان.
وأنت تبحث تسكنك الدهشة كلما عبرت مساكن أصحاب المنازل الذين تركوها لمنشأة حضارية أخرى.
تستنشق رائحة التربة البكر وقد ارتوت بمياه سفوح الجبال وما انهمر من السماء وعبق الجو برائحة أشجار البن والخضرة.. وسحب جميلة تأتي مداعبة لك.. ورذاذ يجعلك تمسح عينك وأنت تبتسم وقد غرقت بلحظة انتعاش جميلة..
في تلك اللحظات ستعرف أن الأرض يمكنها أن تعلم أبجديات الحب والجمال بكل .. رقة .. فسبحان الله.
* * *
يسافر.. حنيني وفرحي عبر كل مساء في أبها أراقب حركة موج الناس في حديقة (أبها.. الجديدة) وتدافع الأطفال وركضهم ببراءة وابتهاج لأمور يريدونها ورسموا لها بطفولة وبفرحة.
أرى بريق الدهشة في عيونهم وخوف وحرص الأمهات وترقب الآباء ورغبتهم في تحقيق فرح أبنائهم .. جميلة هي طفولة الحياة..
ويأتيك الضباب ويلفك بحنان.. يجعلك تبتسم وتغمض عينيك بحنان وصوت الحياة يعزف لحن الحركة والضحك حولك.
وتأتي أصوات الأناشيد الوطنية الجميلة مع صور التراث العريقة عبر الكرة المضيئة لتنعكس بجمال على مياه البحيرة التي تغمض عينها كلما انعكس عليها الضوء الملون، فتختفي فجأة خجلاً.. وتزداد لحظتها جمالاً.
وبعد ذلك يأتي صخب الفرح بالألعاب النارية خاصة تلك النجوم التي تسقط اشعاعاً فوق الماء والناس. لتسحب الدهشة والاعجاب من العيون..
أول مرة أرى الفرح الواحد على وجه الرجل والمرأة والطفل لون الفرح والانتعاش يمزج جميع الألوان في عين واحدة لتضم الجميع في لحظة الابداع.. والتألق.
ويبدأ مساء آخر لتركب العربات المعلقة وتعبر بك من السفح لتصعد بك لأعلى الجبال.. ترى الأرض قد بعدت وهي تبدي حزنها لفراقك لها. ترتفع لأعلى وترى الأضواء وقد اختلطت مع حركة الناس والعربات ولفها الضباب.. والقرى البعيدة وهي تسبح في ألوان مصابيحها الملونة لتصل الى جبل له لون الطبيعة ولون الأضواء الصناعية فصار يحمل اللون الواحد في الليل والنهار أنت تجلس على سطح جبل من هذا الجبل الذي لم يتعب الناس هناك في إيجاد اسم له وهو (الجبل الأخضر) لتشرب الشاي في مساء يداعبك فيه هواء جميل وبرودة منعشة مع حبات مطر تمزح معك وتدفعك لأن تقول.. سبحان الله.
لك أن تتخيل مسخات رقيقة مع رشات المطر لتراقص ألوان المصابيح على مدى ناظريك ودونهما تحدد بمرح طفولي مع مرافقيك أين موقع سكني بين هذا الزحام.
جمال المكان.. جمال الطبيعة.. جمال اللحظة وعطاء السماء جميعها تدفعك للتأمل والصمت يكفي في كل لحظة فرح تمر بك.. أن تقول..
إلهي ما أعظمك..
|
|
|
|
|