| مقـالات
* * شطر من هذا العنوان أخذته من مقالة للأستاذ الصديق عبدالعزيز الجار اللّه، ولهذا فلعلنا نؤلف كتاباً مشتركا نطلق عليه «القول الفعال في أخلاقيات الجوال» كما هو عنوان هذه المقالة.!
والآن أدخل في الموضوع أو «أدش» فيه.. كما يقول أحباؤنا في الكويت.!
ألا ترون معي أن مهاتفات الجوال ورسائله بحاجة إلى «أخلاقيات معينة» ليكون الاستخدام له رشيداً ونافعاً.!؟
فأولا ألا تلاحظون الإسراف «غير الرشيد» في استخدام الجوال في المكاتب والمجالس والمساجد وحتى المقابر، وفي كافة الأوقات صباحاً وظهراً وعصراً وليلاً وفجراً حتى كاد يكون عادة بعد الأكل ومعه وقبله..!
ثم ألا ترون أن «مكالمات الجوال» بحاجة إلى ترشيد ليس لأسباب صحية أو مالية فقط وهي أمور مهمة جدا ولكن هناك أسباباً اجتماعية أخرى إذ أصبح «الجوال» يفرق شمل الأحباب، وأخشى أن أشبهه بالموت فأقول «مفرق الجماعات» فإنك تجد القوم في مجلس واحد ولكن أصواتهم شتى فكل واحد يهاتف بجواله وكأنه في جزيرة منعزلة.!
حتى كاد هذا «الجوال» يقضي على متعة الحوار بين الجالسين..!
* * *
* * ولهذا أصبح بعض سراة القوم ومن بينهم سمو الأمير النبيل خالد الفيصل يضعون «أدبيات جوالية معينة» في مجالسهم إذ يطلبون إغلاق الجوال خلال مجالسهم.!
إنني هنا أنادي أن يكون استخدام الجوال استخداماً رشيداً وأنادي بما نادى به معالي الدكتور «الحكيم» عبدالعزيز الخويطر بأن يكون استخدام «الجوال» مثل استخدام «التيمم» بمعنى ألا يتم استخدامه إلا في حالة الحاجة الماسة إليه أو عند عدم وجود الهاتف الثابت.!
إننا لو رشدنا في استخدام الجوال لأرحنا جيوبنا، وحافظنا على صحتنا، وأبقينا على حميمية وحوارات لقاءاتنا.!
* * *
* * أما «الرسائل الجوالية» فقد أصبح الاستخدام «الرديء» لها يشوه أهدافها كما أشار الأستاذ عبدالعزيز الجار اللّه في مقالته في «صحيفة الرياض»:
إن الذين اخترعوا الجوال في الغرب يستخدمون «رسائل الجوال» لاختصار الوقت وتوفير المال وابلاغ هدف محدد، فماذا لدينا؟
«اللّه يخلف»..!
لقد أصبحت 80% من رسائل الجوال توظف في بث «النكات التافهة»، لا بل «المسيئة» أحيانا لبعض فئات المجتمع وبخاصة «النكات» التي تلصق ببعض مدن بلادنا أو فئاتها، وهذه مع الأسف «نكات» تفرق ولا تجمع، وتغضب العاقل ولا تفرحه، لأنها تبث التفرقة عبر «الاستهزاء» الذي يجلب الضغينة.!
وبالطبع فليس كل مستخدمي رسائل الجوال على هذه الشاكلة فالبعض وهو قليل مع الأسف يوظف خدمة الرسائل في أهداف وأغراض نبيلة وعملية.. ولقد أعجبني صديق وكاتب كريم حيث إنه في مقابل الرسائل التافهة كما يقول يبث لأصدقائه رسائل جميلة نافعة تحمل أحياناً حكمة طيبة أو قولاً مباركاً مثل «لا تنس ذكر اللّه»، أو «احرص على زيارة أقاربك»، أو «اعمل عملاً جميلاً ولو بسيطاً هذا اليوم».. وأمثال ذلك.!
أعود لما بدأت به هذه المقالة مؤكداً أننا بحاجة إلى «أدبيات محددة» للاستفادة من نعمة «الجوال» ومن وسائل الحضارة كافة لتوظيفها فيما يخدم أنفسنا ومجتمعنا ومنظومتنا الحضارية.
|
|
|
|
|