| مقـالات
معظم مواطني بلادنا هم من فئة الشباب. والشباب هم أشبه ما يكون بالمادة الخام التي تقوم عليها صناعة التنمية. لكن هذه المادة الخام إذا بقيت خاماً فلا فائدة ولا أمل يرتجى منها، بل ستبقى عقبة كؤوداً أمام كل خطط التنمية وبرامج التطوير.
كيف يمكن معالجة هذه المادة الخام«فئة الشباب» لتتحول إلى عوامل بناء تسهم في رقينا الحضاري؟ الإجابة باختصار: التعليم هو أسلوب المعالجة الوحيد.. أبناؤنا بحاجة إلى أن: «نقدم لهم التعليم المتميز الذي يستثمر أقصى ما يمتلكونه ويختزنونه من طاقات وإبداعات كامنة في عقولهم وأبدانهم»...، و«نقدم لهم التعليم الذي يعزز من خلال القدوة والممارسة والإقناع من بناء القيم والهمم العالية في نفوسهم»..،و «نقدم لهم التعليم الذي يهيئ لهم كل الفرص ليفكروا ويتأملوا ويجربوا فيفشلوا وينجحوا»...، و«نقدم لهم التعليم الذي يخرجهم من دائرة التردد في إبداء وجهة النظر حيال ما يقدم لهم»..، و«نقدم لهم التعليم الذي يحترم قدراتهم العقلية ويضعهم في مواقف وسياقات تعليمية تشجعهم على التفكير العلمي، وتطبيق ما اكتسبوه من معرفة، ويبنوا بأنفسهم ولأنفسهم المفاهيم والمعرفة العلمية دون أن تفرض عليهم جاهزة»..، واخيرا نقدم لهم التعليم الذي يجعل منهم أفراداً باحثين باستمرار عن المعرفة، يعرفون طرق الوصول اليها والحكم على قيمتها والكشف عن زيفها، متى وجد . هذا ليس وصفا لسبل إيجاد عالم متخصص، بل هو ما ننتظر أن يفعله التعليم العام بالمواطن.
الا ترون معي أن توفير مثل هذا التعليم لأبنائنا هو غاية في التحدي؟ انه فعلا كذلك. ولو لم يكن كذلك لما كان أكثر من في الأرض من الأمم متخلفاً. التعليم الذي نتمناه لأبنائنا ولوطننا لم تعد معادلاته سرا غامضاً. استمع إلى من هم في أسفل هرمنا التعليمي وإلى من هم في أعلاه فستجد تطابقا كبيرا في الآمال والطموحات.
إذن ماذا نحتاج لنحقق الصيغة التعليمية المأمولة. في يقيني أننا نحتاج قبل أي شيء آخر إلى جهود تغيير وتطوير تقف خلفها نوايا صادقة ومخلصة لا يخالطها ما يشوبها فتخرج علينا تطويراً في الشكل والمسميات لا يصل إلى الجوهر. إذا صدقت النوايا فسنرى مردود كل قرش صرف على التعليم، وسيقدم كل فرد عن طواعية ورغبة صادقة عصارة جهده. إذا صدقت النوايا فستبقى المقاصد التربوية لا الأفراد هي الضابط الأول للتجديد والتغيير، وستختفي الكثير من العقبات وسنصل إلى ما نريد طال الزمان أم قصر.
|
|
|
|
|