| العالم اليوم
لم يعد خافياً على احد أن ما يجري على ارض فلسطين من مواجهات بين رجال الانتفاضة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الاسرائيلي هي صورة مصغرة من صور الحرب العربية الاسرائيلية، ففي الوقت الذي اعلنت فيه الحكومات العربية الاستسلام ورفع الراية البيضاء قبولاً بسلام الاستسلام الذي يعرضه الاسرائيليون ويسوقه الامريكيون، وهذا ما فهمناه بعد المؤتمر الطارىء لوزراء الخارجية العرب.
نقول في الوقت الذي رفعت فيه الحكومات العربية راية سلام الاستسلام، رفض أهلنا في فلسطين سلام الذل هذا وقبلوا التحدي الذي يفرضه الاحتلال البغيض بكل تبعاته من قتل يومي وتشريد للعوائل المهددة بفقدان منازلها في كل وقت وفقدان لقمة عيشها، ومع هذا صمد الفسلطينيون، يقاتلون ويواجهون أفتك الأسلحة التي زودت امريكا بها المؤسسة العسكرية الاسرائيلية... وشعب يتحمل كل تبعات المواجهة دون كلل أو شكوى.. بلا خنوع ولا استسلام.
ولقد أثبتت الأيام الأخيرة التي شهدت عمليات توغل وإعادة احتلال لقوات الاحتلال الاسرائيلي، الدرجة العالمية من التفاني والصمود التي أظهرها الفلسطينيون مقاتلين وأهالي، فقد تابعنا التصدي الذي ابداه المقاتلون في رفح وخان يونس وبيت جالا والخليل وقبلها البيرة ورام الله.
أكثر من ذلك كشفت المغامرة الحمقاء التي اقدم عليها جيش اسرائيل والمتمثلة في اعادة احتلال بيت جالا أن الفلسطينيين قادرون على الدفاع عن الكرامة العربية التي ارتضى القادرون تمريقها بالتراب بحجة الحفاظ على المصالح..!!
المهم أن أهل بيت جالا ومقاتليها قبلوا تحدي شارون وخاضوا معارك قتالية مع جنود الاحتلال الاسرائيلي، ورغم فارق الامكانات والتسلح الذي يسجل مادياً لصالح الاسرائيليين ومعنويا للفلسطينيين فقد عجزت الدبابة والصاروخ وطائرات الأباتشي عن قهر «البارودة» و«الكلاشنكوف» ومدافع الهاون، فاضطرت اسرائيل الى الانسحاب من بيت جالا وأخذت بنصيحة دهاقنة الصهاينة في واشنطن الذين وجدوا في صمود أهل بيت جالا مؤشر تحول نوعي في الانتفاضة الفلسطينية واصطياداً للقوات الاسرائيلية التي لو استساغت «لعبة» اعادة الاحتلال التي يلعبها شارون، فستتحول قوات الاسرائيليين الى فئران في مصيدة الفلسطينيين، فسارع صهاينة واشنطن الى الضغط على «شارون» لإنقاذ مخلبهم الاستعماري في المنطقة «اسرائيل» من حماقات رئيس حكومتهم، وأوكلت المهمة للطرف الغربي الآخر... أوروبا.. التي يروج مبعوثوها بأنهم نجحوا في الضغط على اسرائيل للانسحاب من جالا.. في حين ان التحليل وحساب ابعاد حماقات شارون يشيران إلى أنهم انتشلوا الاسرائيليين من مأزق كبير يدفعهم إليه شارون..
المهم ان معركة بيت جالا.. صفعة فلسطينية للاسرائيليين.. فهل يفيق بعض العرب من غفوتهم؟
jaser@aljazirah.com
|
|
|
|
|