| العالم اليوم
* حاوره في صنعاء عبدالمنعم الجابري:
وصف الأستاذ عبده علي القباطي وزير شؤون المغتربين في الجمهورية اليمنية العلاقات بين المملكة واليمن بأنها ممتازة .. وقال في حديث خاص ل«الجزيرة» إن العلاقات اليمنية السعودية ما كانت لتصل الى هذا المستوى لولا النوايا الصادقة لقيادتي البلدين الشقيقين بزعامة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وأخيه الرئيس علي عبدالله صالح.
ونوه الوزير القباطي في حديثه الى أن وزارته تسعى حاليا الى توسيع وتطوير خدماتها للمغتربين اليمنيين وتقديم خدمات جديدة لهم ومتابعة همومهم وقضاياهم في بلدان اغترابهم بشكل أفضل..
مؤكدا بأن هناك قانونا خاصا برعاية المغتربين سيقدم قريبا الى مجلس الوزراء.. كما تحدث حول جملة من الموضوعات والقضايا التي تهم المغتربين اليمنيين ومشكلاتهم..وجاء ذلك كما يلي:
* بداية نود لو تحدثونا حول سياسة واتجاهات العمل الرئيسية لوزارة شؤون المغتربين في الجمهورية اليمنية وأبرز أنشطة الوزارة فيما يتعلق بالخدمات التي تقدمها للمغتربين؟
أوجه في البداية تحية تقدير خاصة لرئيس وهيئة تحرير صحيفة الجزيرة وكل العاملين فيها للجهود الرائعة التي يبذلونها من أجل إخراج الصحيفة بصورتها المتطورة المشرفة شكلا ومضمونا وحول السؤال.. فإن سياسة وزارة شؤون المغتربين هي الترجمة الفعلية لسياسة الدولة في هذا القطاع الاجتماعي الحيوي، ونظرة الدولة الى قطاع المغتربين أنه جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي اليمني باعتبارهم أبناءنا و إخواننا وآباءنا، ومغتربونا هم موضع فخرنا وإعجابنا، وسفراء الوطن الدائمين، وهم رصيد اليمن الدافق المسهم في البناء الحضاري الإنساني قديما وحديثا، والهجرة اليمنية ضاربة في جذور التاريخ، ذلك لأن الإنسان اليمني يتميز بالقدرة على التكيف والاندماج مع الآخرين لما وهبه الله من رقة الوجدان والطبع وحكمة في العقل والسلوك والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى من خلال الأرقام الكبيرة للمغتربين اليمنيين في البلدان العربية وأفريقيا وأوربا وأمريكا وشرق آسيا، وما يحظون به من ا حترام وتقدير لدى هذه الشعوب.
تلك نظرتنا الى مغتربينا، وسياستنا ما هي إلا وليدة لرؤيتنا، ولذلك فإن أبرز أنشطتنا تتركز على تمتين وتقوية جسور التواصل والعلاقة بين أبناء الوطن في الخارج بوطنهم اليمن، ولنا في خدمة هذا الهدف العظيم وسائل عديدة، دبلوماسية وثقافية ورياضية وإعلامية..
خدمات جديدة
* هل من جديد فيما يتعلق بالخدمات المقدمة للمغتربين اليمنيين؟
طموحاتنا في خدمة ورعاية المغترب اليمني لا حدود لها، وبنفس الأهمية التي نسعى فيها إلى الحفاظ على كافة المكاسب الخدمية التي حققها المغترب اليمني في الماضي، نحث الخطى الى تقديم خدمات جديدة، سواء من خلال تقييم التجارب السابقة أو المسارعة الى تقيم الحلول للمشكلات التي تستجد يوميا أو من خلال السابقة أو المسارعة الى تقديم الحلول للمشكلات التي تستجد يوميا أو من خلال الاطلاع على تجارب الدول الشقيقة والصديقة في مجال خدمة ورعاية مغتربيها، وعلى الصعيد العملي لدينا حاليا مشروع بنك المغتربين وسنقوم قريبا بإصدار الدليل الاستثماري للمغتربين وكذا التأمينات الاجتماعية على المغتربين الراغبين في الاستفادة من هذه الخدمة.
رعاية وتسهيلات
* هل هناك استراتيجية معينة تضعها الوزارة لنشاطها تجاه المغتربين؟ وما أبرز محدداتها؟
استراتيجية الوزارة تستند على برنامج الحكومة والخطة الخمسية الثانية، ومن أهم أولوياتنا في هذه المرحلة، إعداد قانون رعاية المغتربين، والذي يقدم قريبا الى مجلس الوزراء وفي تقديرنا ان القانون سيحقق مكاسب كبيرة للأخوة المغتربين في مجال الرعاية والخدمات والحقوق المدنية، والسياسية بالإضافة الى التسهيلات التي ستمنح لهم في الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية، أما أبرز محددات هذه الاستراتيجية فتتمثل في تحول النظرة الى المغتربين اليمنيين من مجرد قوى تقع خارج التداول الاجتماعي والتنموي الى قوى فاعلة في النمو الاقتصادي والتنموي الوطني الشامل.
التواصل مع المغتربين
* ما الآلية التي يتم من خلالها التواصل مع المغتربين، وأبناء الجاليات وما الصعوبات التي تواجهكم؟
لدينا وسائط عديدة للتواصل مع المغتربين منها القنوات الدبلوماسية والزيارات الميدانية لقيادات الوزارة، وارسال مجلة الوطن الى كافة الجاليات والتواصل معهم عبر القنوات الفضائية في الخارج، ونشر الصحف الوطنية عبر الإنترنت.
وهناك مشروع لبرنامج تلفزيوني موجه للمغتربين، أما أهم الصعوبات التي تواجهنا في هذا الجانب فهي عدم قدرة آليتنا الاتصالية على استيعاب كافة التجمعات السكانية للمهاجرين وللمغتربين في جميع بلدان العالم ولأسباب موضوعية كثيرة.
مسح ميداني شامل
* هل لديكم إحصائية متوفرة فيما يتعلق بأعداد المهاجرين والمغتربين؟
ما هو متوفر لدينا من إحصائيات وأرقام لا تمثل الرقم الحقيقي لليمنيين في الخارج ونحن الآن لدينا مشروعين ضمن خطة الوزارة في هذا الجانب: الأول:
مشروع نظام المعلومات الخاص بالهجرة اليمنية، والثاني: إجراء المسح الميداني الشامل للمغتربين اليمنيين في الخارج، ومن خلال تنفيذ هذين المشروعين ستتوفر لدينا قاعدة معلوماتية سليمة عن حالة الاغتراب والهجرة اليمنية، عندها سيصبح من الجائز علميا بناء قراراتنا وخططنا وبرامجنا على أساس تلك المعلومات التي تدفقت من مواقع الاغتراب الفعلية.
روابط الانتماء
* ماذا عن المهاجرين من أبناء الجيل الثاني والثالث؟ وكيف يتم التعامل معهم؟
لا توجد لدينا أية فوارق في التعامل بين أجيال المغتربين، ما دامت هناك مستندات ووثائق في حوزة الأشخاص تثبت انتماءهم للوطن اليمني وقد توجد هناك حالات معينة تفتقر الى بعض المستندات الضرورية وهنا يأتي دور الوزارة في التعاون مع هؤلاء لدى الجهات المختصة لتأكيد هويتهم اليمنية والسعي نحو ترسيخ العقيدة الإسلامية واللغة العربية وتأكيد الهوية الثقافية وترسيخ روابط الانتماء.
مشاكل كثيرة
* ما أبرز المشاكل التي تلمسونها لدى المغتربين؟ وكيف يتم التعامل معها؟
المشاكل كثيرة، وأبرزها ما يتصل بقضايا الجوازات، ومشاكل الأراضي والعقارات، وقضايا التأمينات الاجتماعية لدى بعض الشركات في الخارج، ومشاكل تعويضات المغتربين الناجمة عن نتائج حرب الخليج الثانية ونحن نتعامل مع جميع هذه القضايا بمسؤولية وجدية ونسعى بكل الوسائل المتاحة الى تمكين المغترب من الوصول الى حقوقه ورفع الظلم عنه بالتنسيق والتعاون مع جميع الأجهزة المختصة في الدولة ولا ننسى الإشارة الى ما يحظى المغتربون اليمنيون من الرعاية في دول مجلس التعاون والدول العربية الشقيقة.
إسهامات تنموية
* كيف تقيمون دور المغتربين وإسهاماتهم في عملية التنمية والاستثمار، وهل هناك مزايا وتسهيلات جديدة في هذا الإطار؟
المغتربون كانوا ولا زالوا رافدا من روافد التنمية الشاملة في بلادنا، ونحن في الحكومة نعمل بكافة السبل على جذب المزيد من استثماراتهم الى الوطن، وستتاح لهم كافة الفرص، وستقدم الدولة لهم جميع أشكال الرعاية والخدمات اللازمة لهذا الغرض كما هو واضح في قانون الاستثمار المعمول به حاليا.
بنك المغتربين
* بنك المغتربين الى أين وصلتم فيه؟
هناك لجنة شكلت في الوزارة لمتابعة هذا الموضوع ونحن بصدد استكمال الدراسة والإعداد لهذا المشروع الاستراتيجي الذي سيمكن المغتربين من استثمار أموالهم وتنمية مدخراتهم داخل وخارج الوطن.
المشاركة في الانتخابات
* ماذا عن مشاركة المغتربين في الانتخابات؟
توجيهات الأخ رئيس الجمهورية الى الحكومة تقضي بضرورة مشاركة الأخوة المغتربين في الانتخابات التي تجري داخل الوطن، وقد قامت الوزارة بالتنسيق مع اللجنة العليا للانتخابات بهذا الخصوص، وسوف يتم مراعاة هذه المشاركة وتنظيمها بين الحكومة والأحزاب السياسية في إطار قانون الانتخابات الجديد الذي ما يزال حتى الآن قيد المناقشة.
علاقات ممتازة
* كيف تقيمون العلاقة بين اليمن
والمملكة العربية السعودية؟
العلاقات اليمنية السعودية ممتازة وما كانت لتصل الى هذا المستوى لولا النوايا الصادقة لدى قيادتي البلدين الشقيقين بزعامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.
ونحن نعمل جميعا على تطوير هذه العلاقة من الجيرة الى الشراكة، وهو أمر بديهي في عالم اليوم عالم التكتلات الاقتصادية والعولمة وفي إمكان دول الجزيرة والخليج ان تسعى الى التكامل الاقتصادي والثقافي فيما بينها، لما تمتلكه من ثروات بشرية وطبيعية هائلة.
فالمناخ السياسي مهيأ الآن لا سيما بعد تجاوز هذه الدول للمشاكل الحدودية التي كانت عالقة بينها ونحن نشعر بتفاؤل كبير والمستقبل يبشر بالخير إن شاء الله.
|
|
|
|
|