| عزيزتـي الجزيرة
اعتذر مقدما لجميع من يعمل في قطاع التعليم البنين او البنات على اطلاق كلمة المعركة ولست اريد ان اخوض في هذه الكلمات أي نوع من انواع المعارك لا مع التعليم ولا مع غيره...
ولكن التعليم في الآونة الاخيرة هو الذي يصر على ان يخوض معارك مع الجميع.. بدءاً بالمناهج وانتهاء بطلبات المدرسين والمدرسات...
يعمل التربويون كثيرا للخروج بفكرة جيدة وجديدة تطبق على التعليم تفيد المجتمع بأسره.. ولكن هناك سؤال يفرض نفسه على الواقع.. مع هذا التخطيط الدقيق والعمل الجاد وكثرة التجارب.. لم نخرج بمناهج مستقرة مثل غيرنا من الدول ولجميع المراحل التعليمية.. ففي كل حين تخرج الينا مناهج جديدة ومطورة أو متدهورة بدليل الغائها واستبدالها.. وبخطة تعليمية تختلف عن الخطة في العام الماضي لها.. ماهي الاسباب.. في ذلك..؟؟
الذي يبدو للانسان العادي ان هذه الخطط قد تكون نتاج افكار شخصية.. ثم تثبت فشلها وتغير في السنوات القادمة.. وهكذا أو اننا مكان تجارب لخطط فشلت في دول اخرى نقلت الينا ففشلت ولم تنجح.. مع اننا يجب ان نستفيد من تجارب الآخرين.. المهم في الامر.. اتمنى كغيري في هذا الوطن الغالي أن يستقر التعليم على مناهج ثابتة تستمر لسنوات طويلة ولا يتغير فيها الا المواد العلمية المستمرة تبعا للتطورات التي تحدث علمياً.
وإلا في كل تغير نحتاج نحن اولياء الامور الى دراسة المناهج من جديد حتى نستطيع متابعة الابناء.. ويحتاج المدرسون الى دورات لمتابعة التغيرات والتقلبات المستمرة.. في التعليم.
الأمر الآخر في هذه المعركة..
محتوى المناهج.. والذي لا اريد ان اخوض فيه.. ولكن يجب ان يؤخذ في الاعتبار فيه وضع هذه البلاد الشرعي.. حيث انها مستهدفة من جميع الافكار التي تحاول هدم العقيدة الصحيحة التي يسير عليها اهل هذه البلاد حرسها الله.. ثم دراسة وضع اهداف استراتيجية.. تكون فيها الفائدة بعيدة المدى.. من حيث غرس الفكرة السليمة.. شرعية او علمية فهي الاساس الذي سيبنى عليه فكر الانسان في المستقبل.. ومراعاة طرق ايصالها الى فكر الطالب وكيفية قبوله لها.
الامر الآخر في هذه المعركة..
وضع المدارس والمدرسين التي هي في المواجهة مع الطلاب وأولياء الامور.. فنجد بعض مديري المدارس وهذه حقيقة.. يمارس أو يسمح للمدرسين بممارسة تسول من نوع جديد وغريب بدعوى المشاركة في التطوير في المدرسة.. اما لشراء اجهزة.. او لعمل صالة رياضية.. الخ..
المهم هو وجود شيء من هذا النوع.. وهناك وقفتان مع هذا الامر.
الوقفه الاولى.. نعم المشاركة مطلوبة من الطلاب ولكن يجب ان تكون بحجم امكانات الطالب نفسه ولا ينظر الى مستواه الاجتماعي فمستواه لا يوجب ان يكون بيده التصرف الكامل في كل شيء.. ولو فرضنا مشاركة الطالب فيجب ان يركز فيها على المجهود والافكار وكذلك دراسة امكانية مشاركة الطلاب وطريقة المشاركة اما من ادارة التعليم او من الوزارة وجعلها بطريقة مقننة ورسمية بحسب مستويات الطلاب الدراسية والنفسية والذهنية والاجتماعية بحيث لا يختلف كل واحد عن الآخر.
الوقفه الثانية.. تأثير هذه المشاركة على الطلاب نفسياً فإن كانت المشاركة مادية او عينية ولا يستطيعها بعض الطلاب.. وهذه تثير عدداً من الاسئلة..
مامدى تأثير هذه المشاركة على من لا يستطيع من الطلاب؟؟
مامدى تأثير هذه المشاركة على العلاقة بينه وبين والديه في حال عدم الاستطاعة وفي حال الرفض منهما؟؟
ثم كيف سينظر الطالب المشارك الى من لا يستطيع المشاركة وكيف سينظر من لا يستطيع الى من يستطيع؟؟
ثم الطالب الذي لا يستطيع المشاركة كيف سيواجه المدرسين والطلاب الآخرين« بالنظر الى مستوى تفكير الطالب نفسه» وهناك اسئلة كثيرة تتعلق بهذا الموضوع واتمنى ان تكون قد اتضحت عناصرها دون الحاجه الى التفصيل.
الأمر الآخر في هذه المعركة..
امر طويل ومقلق لكثير من اولياء الامور.. وهو امر الواجبات المدرسية.. الا يمكن ان يدرس وضعها ويكون لها حدود لا يتجاوزها المدرس أو المدرسه؟ وإلا انظر الى طفل في الصف الثالث ابتدائي مثلا يأتي الى البيت وفي دفتر الواجبات الخاص به.. حفظ كذا آيه من القرآن الكريم.. وحفظ كذا بيت نشيد.. وقراءة موضوع كذا وكذا.. وكتابة من صحفة كذا الى كذا.. وحل التمارين في الرياضيات..و .. و.. الخ وبصفة شبه يومية ان لم تكن يومية.. اجزم جزما أن الطالب سيخرج بإحدى اثنتين.. اما ان يكون قد كره التعليم من اساسه بسبب الضغط عليه من قبل ولي الامر، أو ان يكون وجد فجوة بينه وبين ولي امره بسبب اجباره على حل جميع الواجبات المدرسية لإرضاء المدرس.. اضف الى ذلك اذا كان المدرس قد تأخر عن المنهج المحدد لسبب او لآخر.. وبذلك تكون الواجبات المدرسية سببا رئيسيا لإيجاد تنافر بين الطالب وأسرته الى حدود قد لا نعلمها يبنيها عقل هذا الطالب ويصعب مع الزمن الوصول اليها وعلاجها.. وأنا مثلا كغيري من اولياء الامور لانريد ان نخسر علاقتنا بأبنائنا بسبب كثرة الواجبات المدرسية وصعوبة متابعتها.. ثم الا يمكن ان يكون هناك دقائق بسيطة لمتابعة حلها اثناء الحصة مع المدرس فهذا باعتقادي اجدى ليتضح للمدرس مَن الطالب المتابع من غيره فبذلك يقوم بعلاج ومساعدة من يحتاج المساعدة..
الامر الآخر في هذه المعركة
طلبات المدرسين والمدرسات.. وطلبات المدرسات تفوق المدرسين بأضعاف مضاعفة.. ولكن اخيرا بدأت المنافسة تظهر بينهما.. ولكن الى الاسوأ.. وقد تناول كثير من الكتاب هذا الموضوع كثيرا.. وكانت الردود وخصوصا من الرئاسة العامة لتعليم البنات.. تقريبا بمعنى.. الكتابة الى ادارات التعليم عن كل مدرسة تزيد طلباتها عن الحاجة.. فلهم الشكر على ذلك.. ولكن هذا لا يكفي.. لأنني انا او غيري من اولياء الامور لا نثق ببعض المدرسات فلن اكتب لهم عن أي خلل من أي مدرسة.. بل يجب ان تكون الرقابة منهم.. عن طريق الموجهات بالتدقيق على ما يوجد في المدرسة.. مما هو خارج عن ما تقدمه الرئاسة.. والتحقيق في ما تحتويه حقائب الطالبات من ادوات مدرسية غير عادية.. وكذلك في كل ما يخرج عن حاجة التعليم في الانشطة المنهجية ومحاسبة المتسببة في احضارها او طلبها من المدرسات.. وكذلك محاسبة مديرة المدرسة عن اي تجاوز يحدث.. وأقصد مثلا في الطلبات كثرة طلب دفاتر من انواع معينة وكبرها كطلب دفتر فاخر للواجبات.. او دفتر ذي مائتي صفحة لمادة لا تتجاوز حصصها ربع الورق المطلوب.. طلب احضار مشاركات من الخطاطين.. مع ان هذه بالذات يجب ان ترفض فورا من ادارة المدرسة.. وهناك الكثير مما لا اريد ذكره ويعرفه الجميع.. اختصارا.. بعد ذلك كله ولم اذكر كل مالدى غيري هل هي معركة مع التعليم ام لا؟؟
وقفة اخيرة.. ليس كل المدرسين والمدرسات انتهجوا طريق التعليم لأداء رسالة التعليم وللاخلاص في هذا الامر.. ولا يجب ان نغالط الحقائق ونصنع من بعضهم رسل علم، ولكن نأمل ان يتم ايجاد دورات إجبارية «وليست اختيارية» وبطريقة دورية للمدرسين والمدرسات لتنمية مهارات التعامل مع الطلاب والطالبات ولا تكون مقتصرة فقط على من في موقع الارشاد الطلابي او المديرين والوكلاء بل على الجميع ويقدم لهم خلالها دروس تتعلق بالحالة النفسية للطلاب والطالبات وتقدم لهم نتائج دراسات نفسية وأبحاث للاستفادة منها بالطريقة المناسبة..
اللهم ارزقنا الاخلاص في القول والعمل.. اتمنى من الجميع ان يتقبل بصدر رحب فأنا او غيري لا نبحث الا عن المصلحة للجميع..
ظاهر الظاهر
بريدة
|
|
|
|
|