| منوعـات
أليس من الأولى، ومن الأجدر، وقد حددت السرعة عبر الطرق الطوال ب «120 كم»، ووضع لذلك دوريات تجوب تلك الطرق، وتختبئ عبر المنحنيات والجسور وتختفي وبأيديها أجهزة تلتقط سرعة المركبة بتحديد دقيق..! أقول أليس من الحكمة والأهم تحديد السرعة داخل المدن، التي ما تزال مسكوت عنها أمام الجميع، حتى من قبل مسؤولي إدارات المرور ؟!.
إن قيمة النظام، أي نظام وقوته في تنفيذه بلا استثناء.. ومتى ما تم ذلك فستكون له هيبة واحترام، دون أن يتجرأ أحد على مخالفته، ثم لا يكون له رادع.
ومع أننا نرى في المدن والطرقات أنماطا من الرقابة المرورية، إلا أن ثمة جوانب مهمة لم تعالج بعد، منها:
1 تلك المركبات في المدن والطرق الطوال، تسير وأدخنة شكماناتها تزكم الأنوف وتتنفسها رئات المارة والعابرين الى ما يشبه الاختناق، وما زالت غير مراقبة من رجال المرور.!
2 تلك المركبات تسير هنا وهناك، في وسط المدن، وفي الطرق الطويلة، و اسطباتها وأضواؤها الخلفية تالفة، فلا ترى إلا من قرب، وعرضة للسائر بمركبته أن يصطدم بها، ولم يعرها رجال المرور أي اهتمام.!
3 لم يحد من تجوال سيارات الأجرة في الطرقات خالية، بحثا عن ركاب.. والأصل أن تكون لها مواقف في المدن، فيها هواتف، تستدعى من قبل المحتاج اليها لتذهب اليه، وفي ذلك تخفيف من الضغط على الشوارع وصرف محروقات.. وما زلنا ننتظر منذ عقود، أن يحدد لها مواقف، كما هي الحال في المدن المتقدمة.!
هذه «الحافلات» كبيرها وصغيرها، التي تسير على الطرقات في المدن، وتقف فجأة أمامك وبجانبك، وتمثل فوضى.. أليس من المنطق أن يكون لها محطات ومواقف محددة، لا تتجاوزها، وأن تعاقب حين تخالف التعليمات.. وما أكثر ما وقعت محاذير ومخالفات.! فمتى ينظم وضعها، ليكون لها سلوك سليم محترم؟!
ü الشاحنات، وما اليها من السيارات الكبار، من المعروف ألا تسلك الشوارع في داخل المدن إلا في ساعات محددة.. مثلا: من الثالثة ظهرا الى الخامسة عصرا.. ومن الحادية عشرة ليلا الى الخامسة صباحا.. أما وقت الذروة فلا يسمح لها بولوج الشوارع داخل المدن، مثل ساعات الصباح، وقت تحرك طلاب المدارس والموظفين وكذلك وقت الانصراف.
إن رجالات المرور يدركون هذه الأبعاد، وأعني كبار الضباط، الذين لهم خبرات عريضة عن حركات ونظم المرور في العالم، وهم قادرون إن شاء الله على التحكم في الشارع المروري عندنا، إذا أعطوا الضوء الأخضر ، وأعطوا كذلك الصلاحيات، لممارسة مسؤولياتهم، لنصبح في مستوى العالم المتقدم، انضباطا والتزاما واحتراما للنظام، كي نصبح أسوياء، لسنا بدعا من العالم حولنا، أعني الأنماط الملتزمة، وفي ذلك احترام للنفس، واحترام للنظام السائد.. وبغير ذلك لا تجد أمة خليقة بالقيم والمثل، إذا لم تكن ملتزمة، ولن توسم بأنها على مستوى من العلم، لأن التعليم الحق يقود الى عدم تجاوز المبادئ، ولا مخالفة النظم.. إن التعليم حضارة، وأن ممارسة الأخطاء وصاحبها مدرك لها، يناقض مبدأ الحضارة والرقي الإنساني، وتهميش التعليم، لأنه لم يؤثر في صاحبه، ولم يهذب سلوكه، ولا قاده الى سلوكه القيم، وهي في المفهوم العام قيمة في ذاتها ولصاحبها.
إن السلوك الحضاري سمة الإنسان الذي يغار، على نفسه ومجتمعه ووطنه، من خلال التزامه، تدفع اليه أخلاق عليا، هي عنوان الإنسان الفاضل.!
|
|
|
|
|