| الفنيــة
الفنان محمد عبده.. مطرب القرن.. واستاذ الغناء.. ليس في حاجة لي ان اكتب عنه ولم اكتب هذا طلبا في كسب وده وحبه او كسب جماهيريته الطاغية، ولكنها الحقيقة التي لابد ان تذكر.. اعتبر هذا الفنان «نبع» لا ينضب لا من العطاء ولا من الابداع ولا من التوهج الذي يزداد عاماً بعد عام.
في ليلة الخميس ختم مهرجان أبها الغنائي كعادته كل عام في أبها والكويت ودبي وقطر والبحرين والقاهرة وهنا وهناك.. فعشرات السنين لم تذهب عبثا بل اصبح يجنيها وبات يؤكد كلمته الشهيرة للإعلامي الراحل جلال ابوزيد حينما قال «انا فلتة» ولم يطلقها عبثاً او استهتارا بأحد او لخلق هالة إعلامية تكمل مركب النقص لديه كما يفعل البعض بل قالها وكان مسؤولا عنها وعن تبعاتها.
تدرج في حفلاته حتى وصل إلى قديمه القديم المتجدد واكتشفنا ولم يكتشف ان الجمهور عرف اغنية «رحت يم الطبيب» ورددها معه ولم يسبق ان غناها على مسرح منذ عشرات السنين كما انه غنى «يا مدور الهين» لأول مرة على المسرح لأن الجمهور يرى في أغانيه المسرحية ذائقة فنية لا تتوفر ولا تتمكن لأي فنان وكثير من الجمهور يحبون سماع محمد عبده مسرحياً أكثر من أي شيء آخر.. وإذا كانت حفلات أبها هذا العام قد واجهت بعض الصعوبات بسبب تأخر وقت الحفلات وأقصد هنا نهاية الصيف إلا ان محمد عبده كسر القاعدة وكأنها لم تتعثر وليكمل مشوارا طويلاً من الفن الراقي الذي افتقدناه في الزمن الحاضر وبات هو وحده ومعه مجموعة من الفنانين يقدمون الفن الجميل وما زال ومع هذا العمر الفني الطويل يحصد كل يوم ويجمع جماهيرية تتسع يوما بعد يوم لتصل من الخليج إلى المحيط وبحق فإن هذا الفنان يستحق منا ومنكم كلمة اعجاب وتقدير ومحبة لما يقدمه لنا وللأمانة التي حملها بنفسه ويحافظ على الفن الراقي وحده في ظل موجة شرسة من البعض لتشويه معالم الفن العربي الأصيل وليصل بسعوديته إلى بقاع العالم ويؤكد اعتزازه الدائم وكلمته التي كررها دائماً وما زال يكررها بأن أفضل لقب يسمعه ان يقال له «الفنان السعودي محمد عبده».
محمد يحيى القحطاني
|
|
|
|
|